قصة منتصف الليل: تحملت زوجها الاعتمادي لتصدم بنظرات الحرمان في عيون طفلتها

الخميس، 07 مارس 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل: تحملت زوجها الاعتمادي لتصدم بنظرات الحرمان في عيون طفلتها
صورة أرشيفية
إسراء بدر

خرجت «سمر» السيدة العشرينية بصحبة صغيرتها لتتركها مع والدتها وأخواتها كعادتها كل يوم وتذهب لعملها، وتعود فى منتصف الليل، لتأخذ طفلتها وتعود لمنزلها فى موعد النوم، ليستقبلها زوجها الذى اختار الالتزام بالمنزل، ورفض الخروج للعمل، وسلم راية النفقات لزوجته «سمر»، وينتظرها بعد كل هذه الساعات الطويلة فى عمل شاق بأكثر من وظيفة، ليبدأ فى طلباته من مأكل ومشرب وتكليفها بالأعباء المنزلية، ومرت الأيام والشهور على هذا الحال، وظنت «سمر» أن ابنتها لا تشعر بغيابها، لصغر سنها الذى لا يتخطى العامين، وأنها سعيدة بوجودها وسط أطفال العائلة وأقاربها.

كل ذلك فى انتظار أن يشعر الزوج بالأعباء الملقاة على عاتقها، عسى أن يخجل من نفسه ويخرج للعمل ويحاول تحمل المسئولية كأى رجل أو زوج، ولكنها شعرت أن هذا اليوم لن يأتى، فزوجها سعيد للغاية بجلسته فى المنزل، وسهراته اليومية مع أصدقائه الزائرون له فى البيت، ويكتفى بأخذ أموالها لينفق على مصاريفه الشخصية، وذلك على الرغم من توفيرها عروض عديدة لعمله فى المجال الخاص به، إلا أنه يخرج بمبررات غير منطقية، ليختار المنزل، إلى أن استقبلت مكالمة من شقيقتها، وهى تطلب مناقشتها فى أمر هام.

استمعت «سمر» إلى شقيقتها التى تحدثت معها بصوت متقطع من البكاء، وهى تخبرها بأن طفلتها تستوعب جيدا غياب أمها عنها، وهو ما ظهر فى نظراتها لأى أم فى العائلة، وهى تطعم أطفالها، وتلعب معهم، فتجدها تنظر لهم من بعيد بعيون مكسورة، وتتخذ جنبا وتزرف عيونها دموعا قاتلة، ورغم محاولات الجميع باللعب معها والاهتمام بها، إلا أن مشهد الأم مع أطفالها هو الملفت لانتباهها، فأخبرتها أن طفلتها لا تريد الاهتمام سوى من أمها، وهو ما تحتاجه بالفعل قبل الأموال، كل هذه الكلمات استمعت إليها «سمر» وقلبها يتمزق من الألم على ابنتها، فأخبرت شقيقتها بأنها ستحل الأمر، وأغلقت الهاتف، وأمسكت بطفلتها واحتضنتها بشدة، فبدأت الطفلة تلمس بيديها الصغيرة جسد أمها بلمسات حنونة وعيون دامعة، حتى دخلت فى النوم.

بعدها خرجت «سمر» من غرفتها لتتحدث مع زوجها فى أمر طفلتهما، وما روته شقيقتها عن طفلتهما، فوجدته غير مهتم، ويقاطعها، مطالبا إياها بتحضير العشاء، فوقفت مصعوقة من اللامبالاة المبالغ فيها فى تعاملاته، وقررت أن تخرج ما بداخلها من غضب، وصرخت فى وجهه، مؤكدة له عدم خروجها للعمل من جديد، وأنه عليه العمل للإنفاق على الأسرة المسئولة منه، فرفض الزوج بشدة قرارها، فلم تشعر حينها بشئ وهى تطلب الطلاق، وهو ما وافق عليه بسهولة، مشترطا أن تأخذ الطفلة لتعيش معها، لعدم قدرته الإنفاق عليها، وأن تترك المنزل وتتنازل عن كافة حقوقها المادية، وتوقع على ما يثبت ذلك.

فى هذه اللحظة استحقرت «سمر» زوجها بشدة، وأيقنت أنه لا جدوى من المحاولات معه، وأنه لا يصلح أن يكون زوجا أو أبا يتحمل المسئولية، ووافقت على طلبه بالفعل، ووقعت على تنازل رسمى بكل حقوقها المادية، وأخذت طفلتها وتوجهت إلى منزل أسرتها، لتبدأ حياة جديدة فى أحضان طفلتها، على أن تنظم وقتها فى العمل بما يسد احتياجات طفلتها بدلا من سد التزامات منزل وزوج وطفلة، لتستطيع بذلك رعاية طفلتها بعيدا عن الزوج الاعتمادى الذى لا يصلح أن يكون أبا، ويبحث عن من يتحمل مسئولية نفقاته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق