كيف نوظف حادث نيوزيلندا الإرهابي لتجريم ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟

الأحد، 17 مارس 2019 06:00 م
كيف نوظف حادث نيوزيلندا الإرهابي لتجريم ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟
حادث نيوزيلندا

 

مع صعود تيار اليمين السياسي المتشدد في الغرب من جهة، والممارسات البشعة للتنظيمات الإرهابية من أمثال داعش والتنظيمات المسلحة من جهة أخرى، تتنامى ظاهرة «إسلاموفوبيا» حول العالم، كان أحدث فصولها حادث نيوزيلندا الإرهابي، الذي راح ضحيته 51 مسلما في عمليتين استهدافتا مسجدين للمصليين يوم الجمعة الماضي.

وتفسر ظاهرة «إسلاموفوبيا» بأنها حالة خوف مرضي من الإسلام والمسلمین ینتج عنه سلوك معاد یشمل اعتداءات لفظیة وجسدیة على المسلمین، وكذلك الاعتداء على المساجد والمقابر والمراكز الدینیة، إضافة إلى تشویه صورة الإسلام ورموزه.

ومثلت ممارسات التنظيمات الرادكالية التي ترفع راية الإسلام، من أمثال داعش والقاعدة، خطرا كبيرا على جهود محاربة «إسلاموفوبيا» في الغرب، إذ انعكست كل ممارساتها بالسلب على المسلمين في شتى أنحاء العالم.
 
نمو الخطاب السياسي اليميني المتطرف في الغرب وارتفاع الاعتداءات على المسلمين، يؤكد تلك الفرضية التي تقول أن القوى الیمینیة هي الأكثر تورطا في الترويج لخطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمین سواء لدوافع دینیة أو لمصالح سیاسیة.
 
ويذهب تقرير أعدته الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان في منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان «مكافحة الإسلاموفوبیا: جهود غیر مكتملة»، إلى أن «القوى العلمانیة هي الأخرى لیست بریئة من تهمة التشویه المتعمد بل إن عداؤها للإسلام مزدوج لأنه یجمع بین أیدلوجي رافض للدین على العموم من جهة، ونظرة دونیة للإسلام من جهة  للأیدلوجیة العلمانیة دین متخلف عنیف مناقض للحریة من جهة أخرى».
 
ويرى أسامة الهتيمي الباحث في الشئون الإسلامية، ضرورة توظيف زخم جريمة نيوزيلندا الشنعاء قائلا: «ليس من شك في أن هذه الجريمة الشنعاء التي جرت بحق المصليين المسالمين سيكون لها تداعياتها السياسية والإعلامية الكبيرة والتي ستشكل في نهاية الأمر زخما نادرا ما يكون في صالح المسلمين».
 
 
ويضيف: «ومن ثم فإنه لزاما أن يحسن المسلمون استخدام هذا الزخم للرد على كل حملات التشويه التي جرت بحق الإسلام والمسلمين طيلة السنوات الماضية خاصة تلك التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حيث تفجير برجي التجارة العالمية في أمريكا والتي أعقبها قيام أمريكا بغزو كل من أفغانستان 2001 والعراق 2003».
 
ويرى الهتيمي أن هذا التوظيف يحتاج إلى كثير جهد على المستويين السياسي والإعلامي، إذ ضغط اللوبيات العربية والإسلامية المتواجدة في بلدان الغرب من أجل سن قوانين وتشريعات تجرم الاعتداء أو حتى إبداء مظاهر عنصرية وتمييزية بحق المسلمين والتأكيد على أن الإرهاب والعنف والتطرف ليست ظواهر إسلامية خالصة وإنما هي ظواهر بشرية تتصاعد وتتنامى وفق ظروف وملابسات خاصة.
 
ويشير الهتيمي، إلى أن وجود بعض التنظيمات المتطرفة والعنيفة والمحسوبة على الإسلام كتنظيم داعش ساهم بشكل كبير في بلورة المتبنون لظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب آليات عدائية مشابهة لتلك التي اتبعتها هذه التنظيمات فلم تعد تكفيهم سياسات أنظمتهم التي كانوا يجدوا فيها الكفاية كونها كانت تمارس حالة من الهيمنة على البلدان الإسلامية إذ رأوا أن تلك الهمينة لم تمنع من وصول أيادي التنظيمات الإسلامية لهم سواء في البلدان الإسلامية أو حتى في عقر ديارهم وهو ما استلزم أن يكون لهؤلاء ردود فعل تشبه إلى حد كبير سلوك تلك التنظيمات.
 
وفي مقابلة مع صحيفة الإندبندنت البريطانية نشرت في ديسمبر 2017، حذر إبراهيم هوبر، مؤسس ومدير مجلس التعاون الإسلامي الأمريكي، من تزايد الكره للمسلمين في أمريكا بسبب تصرفات وسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 
 
يقول هوبر إن، «المسلمين باتوا عرضة للكراهية والتعصب ضدهم، والإسلاموفوبيا أكثر بكثير مما كانوا عليه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر». وبعد إتمام ترامب لسنة كاملة في الحكم، قال هوبر إن كثيرا من المسلمين باتوا يخشون من إظهار أو ارتداء رموز دينية في العلن.
 
 
 ويضيف مؤسس ومدير مجلس التعاون الإسلامي الأمريكي، أن «الأمر ليس فقط المسلمين الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق في ظل إدارة ترامب، فالمتعصبون لتفوق العرق الأبيض باتوا أكثر جرأة تحت إدارته».
 
ويتابع: سياسات ترامب أثارت مخاوف كثيرين، ليس فقط من المسلمين بل أيضا العديد ممن هم من أصول أفريقية إضافة للأقليات، وعد هوبر أن حظر السفر للمسلمين والحملة ضد المهاجرين غير الحاملين للوثائق اللازمة هي أوضح أمثلة على ذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق