كواليس هجوم الصدأ الأصفر على قمح الوجه البحرى.. الزراعة تكشف عن السبب

هاجم مرض الصدأ الأصفر، حقول القمح بعددٍ من محافظات الوجه البحرى، غير أن وزارة الزراعة ممثلة فى عددٍ من المعاهد التابعة لمركز البحوث الزراعية، كانت له بالمرصاد، حيث انتقلت اللجان الزراعية إلى المحافظات و الزراعات المصابة، للوقوف على حجم الإصابات على أرض الواقع.

ويُعد مرض الصدأ الأصفر، من الأمراض التي تصيب محصول القمح، وبعض أصناف الشعير، ويؤثر على جودة المحصول وسلامته إذا لم يتم مقاومته والتعامل الفوري معه، وأعراضه تظهر عند إصابة الفطر والأوراق والسنابل، وبدرجة أقل في الأوراق، ومن الممكن أن يصيب "عصافات الحبوب" في الحالات الوبائية.

لجان وزارة الزراعة تعاين القمح 

أعراض المرض

ويظهر المرض على شكل بثرات مسحوقية صغيرة ومستديرة الشكل، صفراء اللون مرتّبة في خطوط طولية ومتوازية مع محور الورقة، وعند مسحها باليد تترك أثراً أصفر عليها، كما تظهر البثرات "اليوريدية" داخل القنابع في السنابل، ثم تتحول إلى بثرات تيليتية في آخر الموسم، وهي ذات لون بني مسود ومغطاة ببشرة العائل وتحدث الإصابة عن طريق "الأبواغ اليوريدية" التي تحملها الرياح من مناطق بعيدة عن طريق الهواء، كما أنه يُلائم درجات الحرارة المنخفضة نسبيا ما بين 10-15 مئوية والرطوبة الجوية العالية، وعند توفر الظروف البيئية المثلى، ينتشر المرض بصورة وبائية ويزيد من حدتها الكثافة النباتية والإفراط فى التسميد الآزوتي والري.

لجان وزارة الزراعة تزورالمساحات المصابة بالصدأ الأصفر 

مكافحة المرض

وتتم مكافحة المرض عن طريق زراعة الأصناف المقاومة لهذا المرض، وعند حدوث الإصابة في الظروف الجوية المختلفة، من رطوبة جوية ودرجات حرارة ملائمة فإنه يجب الرش بالمبيدات المتخصصة مثل: "بايفيدان و ستروبي وفلنت وكوليس وسكور وامستار".

اللجان تعاين المحصول على الطبيعة

خطأ فى نقل تقاوى سِدس 12

من ناحيته، أكد الدكتور علاء الدين محمود خليل، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، لـ"صوت الأمة"، أن سبب المشكلة يرجع لتصرف خاطىء من بعض الشركات الخاصة، التى تعمل فى تجارة التقاوى، والتى قامت ببيع تقاوى القمح من صنف "سِدس 12"، والذى تقتصر زراعته على الوجه القبلى فقط، وممنوع منعاً باتّاً زراعته فى الوجه البحرى، ولكن ــللأسف ــ قامت الشركات الخاصة، ببيع التقاوى للمزارعين، الذين قاموا بدورهم بنقله وزراعته فى الوجه البحرى بداية الموسم، على غير المناطق المُوصى بها فى الزراعة، فأصيبت بعض الزراعات بالمرض، غير أن الوزارة، تابعت الموقف، وزارت لجان زراعية المناطق المصابة، واطمأنت إلى أن المحصول بخير وتم عقد السنابل، ولا توجد أى مشاكل لمحصول القمح.

لجان الزراعة تحرر تقارير عن القمح ومساحات الإصابة بالصدأ الأصفر

لجان الزراعة فى الشرقية
وحتى يتم الاطمئنان على المحصول، من خلال الزيارات الميدانية وعلى أرض الواقع، زار الدكتور أشرف خليل، مدير معهد بحوث أمراض النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، بزيارة ميدانية لمحافظة الشرقية ومراكزها المختلفة، للوقوف على  الحالة المرضية لمحصول القمح بحقول المزارعين، ورافقه خلال الزيارة الدكتور عبد الله سويلم، رئيس الحملة القومية للقمح، وبصحبة مدير عام المكافحة ومدير عام الإرشاد بمحافظة الشرقية، وبعض مهندسى المكافحة والإرشاد بالمراكز المختلفة، فى وجود الدكتور منال عبد الصمد، مدير محطة بحوث كفر الحمام بالشرقية.

وأكد الدكتور أشرف خليل أن وضع المحصول مطمئن، كما تفقد أيضا برامج قسم بحوث أمراض القمح، بمحطة بحوث كفر الحمام بالزقازيق، وفى نهاية الزيارة عقد اجتماعاً موسعاً، مع باحثى قسم بحوث أمراض القمح بالمحطة، مشددًا على المرور والمتابعة الميدانية الدورية، على أصناف القمح المنزرعة على مستوى الجمهورية، وكتابة تقارير بالحالة المرضية أولاً بأول للوقوف على آخر المستجدات.

اللجان الزراعية بعد الاطمئنان على القمح

مساحات القمح المصابة محدودة

من ناحية أخرى، أكد الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، أن نسبة إصابة القمح بالصدأ الأصفر، جاءت في المساحات المزروعة بصنف سِدس 12، في بعض محافظات الوجه البحري، وفي مساحات محدودة جداً نتيجة لسوء الأحوال الجوية، بالإضافة إلى عدم قيام بعض المزارعين برش المحصول في بداية ظهور الإصابة بالمرض.

وناشد الشناوي المزارعين، في حالة ظهور أي أعراض للمرض سرعة التعامل معه بالرش الفوري، قائلًا إن محصول القمح مُبشّر خلال هذا العام، وهناك تعليمات مشددة من الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لمعهد أمراض النباتات وقطاع الخدمات والمتابعة، بالتواجد الميداني مع المزارعين، في الحقول للاطمئنان على الحالة المرضية للمحصول في كل المحافظات.