للحفاظ على «إكسير الحياة».. ماذا قدمت «الري» في مبادرة ترشيد استهلاك المياه؟

الأربعاء، 20 مارس 2019 03:00 ص
للحفاظ على «إكسير الحياة».. ماذا قدمت «الري» في مبادرة ترشيد استهلاك المياه؟
الدكتور محمد عبد العاطى - وزير الموارد المائية والرى

 
الإسراف في استخدام المياه، وإهدارها، واحدا من الممارسات المذمومة، شرعا وعرفا، التي حذر منها القرآن الكريم، والأديان السماوية، وشرعت لها الأمم والدول والحكومات قوانين لمواجهتها وللحد من جنوح الأفراد في استخدام المياه، ولعل أهمية تلك النقاط الغالية تظهر في النص القرآني (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، مايستدعي ضرورة الحفاظ عليه، والاهتمام به بشكل خاص.
 
ونتيجة لمتغيرات عدة، باتت العديد من الدول تعاني نقصا في «إكسير الحياة»، وأصبح من الواجب على الجميع الاعتدال في استخدام المياه وترشيد استهلاكها، وهو ما دفع الدولة المصرية إلى اتخاذ خطوات جادة من أجل ترشيد المياه وتعيم تلك الثقافة بين المصريين، وتشكيل اللجنة الوزارية لمبادرة ترشيد استهلاك المياه «نقطة مياه تساوى الحياة»، للتوعية بالترشيد وتركيب القطع الموفرة للحنفيات.
 
وقطعت أجهزة الدولة أشواطاً كبيرة، في مجال ترشيد المياه والحفاظ عليها، من خلال التوعية وتشديد العقوبات على من يتجاوز في استهلاك المياه، والضرب بيدٍ من حديد على من يستخدمها في غير الأغراض المخصصة لها،كما يسير بالتوازى مع ذلك تحلية مياه البحار، وتنقية مياه الصرف الزراعي والصحي، والاستفادة القصوى من كل قطرة ماء بدلاً من إهدارها.

وفي هذا الصدد أكدت وزارة الموارد المائية والرى، أنه تم خلال العامين الماضيين عقد 640 ندوة توعية لترشيد استهلاك المياه لـ 50 ألف من علماء اﻷزهر الشريف والخطباء واﻷئمة بوزارة اﻷوقاف وكذلك رجال الدين والقساوسة وأبناء الكنيسة المصرية الى جانب الطلبة والطالبات بالعديد من الكليات والمعاهد العليا بوزارة التعليم العالى ومختلف المدارس المصرية بوزارة التربية وقصور الثقافة والمكتبات العامة ومراكز الشباب والمجلس القومى للمرأة ومنظمات المجتمع المدنى على مستوى الجمهورية.

وأضافت الوزارة أنه تم اطلاق قافلة للتوعية المائية فى نطاق محافظات الوجه القبلى والتى بدأت فى بمحافظة أسيوط لمدة 3 أيام كمرحلة أولى حيث تم خلالها عقد باقة من ندوات التوعية، شملت ندوة توعية بمسجد ناصر للدعاة وخطباء المساجد بوزارة اﻷوقاف بأسيوط.
 
وتم عقد ندوة توعية للعلماء ومفتشى الوعظ باﻷزهر الشريف وطالبات المعهد اﻷزهرى بمقر المنطقة اﻷزهرية بأسيوط الى جانب ندوة توعية مسائية للسيدات اﻷقباط بدير العذراء بقرية درنكة  فضلا عن ندوة توعية لمختلف جموع المواطنين بجمعية  جحدم الخيرية بالاضافة الى ندوة توعية مائية لطلبة وطالبات المعهد العالي للخدمة اﻹجتماعية بوزارة العالي بأسيوط، حيث بلغ اجمالى المشاركين من مختلف فئات المجتمع  على مدار اﻷيام الثلاثة أكثر من 1000 مشارك ومشاركة وفى مقدمتهم علماء اﻷزهر واﻷوقاف ورجال الدين بالكنيسة المصرية.
 
وتناولت الندوات تدريب وتوعية جموع المواطنين على آليات الحفاظ على الموارد المائية وحمايتها وترشيد استخداماتها من أجل القيام بواجبهم المنوط بهم في أداء رسالة التوعية وارساء مفاهيم ومبادئ اخلاقيات التعامل مع المياه لكافة فئات المجتمع والحفاظ على المياه من منظور أخلاقى.
 
كما تناولت الندوات التأكيد على استراتيجية اﻷربع تاءات من تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامها وتنميتها وتهيئة البيئة المواتية لتفعيل القانون وتدريب الكوادر العاملة وتوعية وتبصير كافة المصريين والوعاظ بأهمية قطرة الماء والتحديات التي تواجه الموارد المائية في مصر وحثهم على توعية جموع المواطنين بضرورة ترشيد اﻹستخدام والحفاظ على نهر النيل وفرعيه وكافة المجارى المائية فى جميع أنحاء الجمهورية من التلوث والتعديات والتأكيد على ندرة ومحدودية الموارد المائية فى مصر وتناقص نصيب الفرد من المياه الى مستويات اقل من حد الفقر المائى العالمى المحدد ب 1000 متر مكعب للفرد فى العام وطرق الحفاظ عليها للوفاء بمتطلبات مختلف قطاعات الدولة من زراعة وصناعة وأغراض الشرب
 
وتأتي هذه القافلة فى إطار بروتوكولات التعاون الموقعة بين الوزارة واﻷزهر الشريف ووزارة اﻷوقاف والكنيسة المصرية ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالى، بهدف توعية رجال الدين والدعاة والوعاظ وطلبة المدارس والكليات والمعاهد العليا والمعاهد اﻷزهرية بأهمية قطرة المياه والتحديات التي تواجه الموارد المائية في مصر وحثهم على توعية جموع المواطنين بضرورة ترشيد اﻹستخدام والحفاظ على نهر النيل وفرعيه وكافة المجاري المائية في جميع أنحاء الجمهورية في ضوء تنامى الزيادة السكانية وزيادة الطلب على المياه.
 
وتستهدف القافلة أيضا توضيح دور العلماء ورجال الدين في نشر قيم الحفاظ على نعمة الماء والتأكيد على السلوكيات اﻹيجابية الواجب اثباتها للتحول من ثقافة الوفرة إلى ثقافة الترشيد وتوضيح حاجة الدولة إلى كل قطرة مياه وتوجيهها من أجل تحقق تنمية شاملة، ومستدامة لمواكبة متطلبات اﻷجيال الحالية وأجيال المستقبل.
 
و أوصت الندوات بضروة قيام العلماء ورجال الدين بدورهم الفاعل فى مواجهة السلوكيات السلبية لدى بعض المواطنين وترسيخ السلوكيات الإيجابية فى نفوس جميع المواطنين من أجل احترام نعمة الماء وشكر الله تعالى عليها بترشيد استخداماتها والحفاظ عليها وتوضيح مدى خطورة تلويث نهر النيل على حياة الإنسان والحيوان حيث يعد نهر النيل شريان الحياة للمصريين.
 
ومن جانبه أشار الدكتور يسرى خفاجى المتحدث الرسمى لوزارة الموارد المائية والرى أن هذا الانجاز يأتى نتيجة التشجيع والدعم المستمر الذى يوليه الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى للجهاز الاعلامى بالوزارة لتحقيق التواصل الفعال بين اجهزة الوزارة وكافة فئات المجتمع على مستوى الجمهورية للتعريف بالتحديات المائية ومشاكل الندرة وزيادة الطلب على المياه ونقص نصيب الفرد من المياه فى ظل ثبات الموارد المائية ومحدوديتها بما يؤهلهم للمشاركة الفاعلة فى التصدى لتلك التحديات والاستخدام الامثل لمواردنا المائية والحفاظ عليها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة