السؤال الحائر.. كيف اختبئ أبو بكر البغدادي الـ 5 سنوات الماضية؟

الخميس، 28 مارس 2019 09:00 ص
السؤال الحائر.. كيف اختبئ أبو بكر البغدادي الـ 5 سنوات الماضية؟
أبو بكر البغدادي
كتب مايكل فارس

انهار تنظيم داعش عسكريًا فى أكبر بلدين استطاع تدميرهما وهما سوريا والعراق، ولم يتبقى إلا قوة اقتصادية مختبئة لازال البحث جاري عن مصادرها وآليات الوصول إليها، إضافة إلى زعيم التنظيم نفسه أبوبكر البغدادي الذى اعتمد على ما وصفه الخبراء بـ"استراتيجية تقنية"حذرة، لتفادي الوقوع في قبضة الجهات التي تحارب الإرهاب، وقد رصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات عنه.

البغدادي يعلم جيدًا أنه مطلوب، لذا  يتفادى الأجهزة الإلكترونية إلى أقصى حد ممكن، ويفضل نقل رسائله عن طريق أشخاص يتولون المهام بكل دقة، ليتوارى عن الأنظار، بعد أن نصب نفسه في يونيو 2014، خليفة «دولة الخلافة»، فى العراق، خلال خطبة ألقاها بمسجد النوري في مدينة الموصل، ولكن مع سقوط داعش واستمرار عمليات البحث عنه، بدأ يتفادى الأجهزة التي يمكن رصدها، كما أنه يتحرك في سيارة واحدة فقط حتى لا يسترعى تنقله أي انتباه، ولا يثق أكبر زعيم للإرهابيين في العالم سوى في دائرة محدودة من المساعدين، بحسب ما أكد مسؤولون عراقيون لصحيفة واشنطن بوست.

ولا يستخدم البغدادي هاتفًا محمولًا ولا حاسوبًا، ويلجأ حصريًا إلى بعض الأشخاص لإبلاغهم الأوامر والتعليمات، وهذا الأمر يجعل اصطياده أمرًا معقدا، بحسب ما أكد الخبير العراقي في الشؤون الأمنية سعيد الجياشي، كما حرص البغدادي على التواري عن الإعلام، فمنذ الخطبة التي ألقاها في مسجد النوري، لم يعد إلى الظهور بشكل مصور حتى لا يقدم أي خيط لأعدائه يمكنهم من الوصول إليه، لذا فهو حذر جدًا من استخدام التكنولوجيا، الأمر الذى لم يمكنه من متابعة العمليات اليومية للتنظيم الإرهابي، لأنه غير قادر على الاتصال بشكل دائم، وبالتالي، فإن اعتقاله أو مقتله، لن يؤدي إلى تحول كبير.

عمليات البحث عن البغدادي استمرت لسنوات طويلة، بأحدث الأجهزة التكنولوجية خاصة التى لدى واشنطن، ولكن بعد سقوط تنظيم داعش يرى الجنرال في الجيش الأمريكي جوزيف فوتيل، أنه لا ينبغي أن يولى أبوبكر البغدادي قدرًا كبيرًا جدًا من الأهمية، ويجب التركيز على  الأفراد بدلا منه، حيث يجب أن يتم استهداف المنظومة بكاملها، وهذا لا يمنع من أن مقتله سيكون محطة فارقة في مسار التنظيم الإرهابي، كما أنه سيؤدي إلى طرح أسئلة شائكة حول مستقبل المتشددين الذين تكبدوا أسوأ خسائرهم مؤخرا في سوريا جراء فقدان جيب منطقة الباغوز في محافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، قبل أيام.

وعقب سقوط تنظيم داعش الإرهابي عسكريًا، لازال التنظيم لديه مصادر تمويل غير معلنة عبر شركات وسيطة فى تركيا، ورغم أنه فقد الأراضي التي كان يسيطر عليها ويجني منها العائدات المالية، تحوم الأسئلة في الوقت الحالي حول الطريقة التي سينشط بها عناصر التنظيم في كل من العراق وسوريا، وتتراوح خيارات "داعش" بين محاولته رص الصفوف من جديد حتى يبسط سيطرته مجددًا على بعض الجيوب، خاصة وأن الوضع الأمني لم يستقر بعد في سوريا والعراق، أما السيناريو الآخر فهو أن يكتفي المتشددون بأساليب حرب العصابات، بهجمات انتحارية أو اشتباكات من حين لآخر، إلا أن هذه الطريقة لن تحقق سطوة على أراضي جديدة كما كان لديه من قبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة