انتهاك الإنسانية.. ابن يعاشر زوجة أبيه ويفقده النطق ويضعه في «مصحة» للاستيلاء على ماله

الأربعاء، 03 أبريل 2019 04:00 ص
انتهاك الإنسانية.. ابن يعاشر زوجة أبيه ويفقده النطق ويضعه في «مصحة» للاستيلاء على ماله
رجل في مصحة نفسية
أحمد سامي

ابتلي الله الحاج «سعيد» بنجل تسبب في شقاءه وتعاسته باقي العمر، تزوج سعيد قبل 40عاما من نجلة خالته والتي كانت بمثابة حبه في الصغر، وسنده في الكبر فقد نشأ سويا واجتازوا كافة المراحل التعليمية معا حتي وصلا للجامعة والتحق هو بكلية الحقوق أما سميرة فكانت في كلية الآداب شعبة التاريخ كما تمنت فهي تحلم بأن تعلم تاريخ الاجداد لأبناءها وتعلمهم الصبر والقوة والشجاعة .

مرت الأربعة سنوات الجامعية وهما لايفترقان فمجرد ما ينتهي من محاضراته ينتظرها حتى يصطحبها معه للمنزل ولا تفارق عينيه، حتى أطلق عليهم الأصدقاء روميو وجوليت العصر الحديث، بعد الانتهاء من سنوات الجامعة التحقت سميرة للعمل بإحدى المدارس الخاصة، في حين بدأ سعيد التدريب بأحد مكاتب المحاماه التابعة لصديق والده.

مر عاما بعد التخرج استطاعا الحبيبن تكوين مبلغ بسيط لبداية حياتهما فقد اتفقا علي أن يعتمدا على أنفسهم دون انتظار مساعدة الأهل وتقدم لخطبتها بعد تأجير شقة،  بسيطة تجمعهما بالقرب من عمله ولأن قصة العاشقين معرفة للجميع فقوبل طلبه بالمباركة وإعلان نبأ الخطوبة بأصوات الزغاريط.

بعد أقل من عام ونصف انتقلت سميرة لمنزل الزوجية بعد تجهيزه بمشاركة زوجها بأقل الإمكانيات المتوفرة لديهم، منذ اليوم الأول اتفق الزوجان على التعاون واقتسام كافة متاعب الحياة بحلوها ومرها وتربية الأطفال على الحب والاحترام والرحمة.

مر عام تلو الآخر وعاشا الزوجان في حالة من الوئام والحب والاستقرار، يعود الزوج في الظهيرة بعد انتهاء عمله بالمحكمة ليجد زوجته في انتظاره لتناول طعام الغداء، ويساعدها في بعض أعمال المنزل ويستريح  قليلا لمواصلة عمله في المساء بالمكتب، فيما تعكف هي علي جمع بعض الصبية والأطفال من أبناء الجيران لتساعدهم في فهم وتعلم مادة التاريخ عشقها الأول.

شعرت الزوجة بأن السنوات تمر ولم تنجب وبدأ إحساس الأمومة يسيطر عليها، لتطلب من زوجها اصطحابها للطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية، لتكن أول صدمة تهز كيانهم فالزوجة تحتاج بعض الأدوية والعمليات لتستطيع الإنجاب لوجود بعض المشاكل الصحية.

احتضن الزوج زوجته، وأخبرها بأنها أهم نعمة في حياته ولا يريد أن يرهقها بالأدوية والتعب النفسي، ولكنها أصرت على أن تخوض التجربة فهي ترغب في الإنجاب منه ولو طفل واحد، ليرضخ الزوج لرغبتها ويبدأون سوياً رحلة العلاج.

مرت خمس سنوات والزوجة مابين العمليات والأدوية لتحقيق حلم الأمومة والذي تحقق بعد إصرار منهما وصبر وجهد ليكلل الله حياتهم بطفل جميل أطلقا عليه اسم"يحي".

أصبح الطفل هو أهم وأجمل ما في حياتهما فهو مصدر البهجة والسعادة، ونال نصيبه من الدلع حتى وصل لسن السابعة من عمره والتحق بالمدرسة، وأصبح جل اهتمامهما تعليمه في أفضل مستوى.

ولأن الأمر الزائد عن حده ينقلب ضده، فقد ساهم الدلال الزائد للطفل في إفساده، فهو الطفل الوحيد لعائلته وجميع طلباته مجابه فلا يرد له أمر حتى بلغ سن الثالثة عشر وكانت المفاجاة بتعب الأم وإصابتها بمرض السرطان في مراحله المتأخرة، لتكن صدمة تهز كيان الأسرة بوفاة الام مصدر الحنان وميزان العائلة.

فلت زمام الأب في السيطرة على نجله الصغير، وتسببت مشاكله في إصابته بأزمة نفسية بعد وفاة زوجته في إهماله في تربية ابنه ليتعرف على مجموعة من أصدقاء السوء ويبدأ طريق الادمان  والسهر خارج المنزل لساعات متاخرة ويرافق فتيات سيئة السمعة.

مرت الأعوام والشاب يسير في طريق الضلال، رغم محاولات والده لاصلاحه ولكنه ظل علي طريق الضياع،  وجد الزوج نفسه وحيد لا يجد من يؤنس وحدته حتي تعرف على فتاة توفي والديها وتعمل سكرتيرة في مكتب صديقه ليقرر أن يتزوجها لتكن بمثابة الرفيق  له.

منذ علم الابن بزواج والده وهو يحاول أن يتخلص من هذه الزوجة الشابة التي حضرت لتشاركه في ميراث والده وتصبح سيدة المنزل،  لتشتعل الخلافات بينهما تارة يهينها وتارة أخرى يضايقها، تدخل الأب كثيرا لحسم الخلافات بينهما وأصلح الحال في المنزل.

مرت الايام وسكنت العاصفة بين الاثنين وحل الهدوء، الأمر الذي أثار إعجاب الأب بعد فض الاشتباك بينهما، وحل بدلا منها حالة من الانسجام والتوافق ولم يضع الأب في مخيلته أنه هناك سبب وراء ذلك.

استمرت الأمور تسير بشكلها الطبيعي وفقا لاعتقاده حتى تعرض لوعكة صحية، أثناء عمله بالمحكمة ليقرر العودة للمنزل بدلاً من الذهاب للمكتب كما تعود بعد وفاة زوجته، وما إن دخل الأب لمنزله حتى شعر بحالة من الهدوء التام، فظن أن زوجته خارج المنزل ونجله في غرفته، وما إن ذهب إلى غرفته ليستريح وجد زوجته ترتمي في أحضان نجله على فراشه عرايا، لينهار الأب بين أيديهم ويفقد قدرته على النطق ويصاب بمرض نفسي  ليقرر الابن التخلص من والده والاستيلاء علي أمواله ووضعه في  مصحة نفسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق