بأمر الرئيس.. قصة أغنية هزت العالم الإسلامي: «يا وجدي بليغ ده جن»

السبت، 06 أبريل 2019 06:00 ص
بأمر الرئيس.. قصة أغنية هزت العالم الإسلامي: «يا وجدي بليغ ده جن»
النقشبندي وبليغ حمدي

 
«مولاى إني ببابك قد بسطت يدي.. من لي ألوذ به إلاك يا سندي».. أحد أجمل الابتهالات لقيسارة السماء الشيخ «سيد النقشبندي»، التي تلمس القلوب فترققها وتقربها إلى باب الله، فبمجرد سماعك له تسري بداخلك روحانيات الشهر الكريم، ويحلق بك في عالم من التصوف والحب الإلهي.
 
في ستنيات وسبعنيات القرن الماضي ارتبط قدوم الشهر الكريم بمظاهر احتفالية كثيرة كان من بينها سماع هذا الابتهال ذو الكلمات النورانية، من خلال البرنامج العام بالإذاعة المصرية بعد أذان المغرب مباشرة، الذي كان يدخل حالة من السرور والبهجة على الصائمين وقت الإفطار، ولازال هذا الابتهال يقبع بقلوب المصريين جيل بعد جيل، لاسيما وأنه ارتبط ارتباطا وثيقا بروحنيات قدوم شهر رمضان الكريم.
 
والذي قد لا يعرفه الكثير، أن الأبتهال، كان بداية تعاون فريد من نوعه بين الملحن الغنائي بليغ حمدي، والشيخ النقشبندي، وخلف هذا التعاون قصة غريبة بعض الشيء كان بطلها الرئيس الراحل أنور السادات، الذي كان يعشق الإنشاد الديني كثيرا.
 
وجاءت فكرة هذا التعاون من قبيل المصادفة، ففي عام 1972 وبينما كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته في القصر الخاص به في القناطر الخيرية كان من بين المدعوين لحضور الحفل، النقشبندي وبليغ حمدي، وبحسب رواية الإذاعي الشهير وجدي الحكيم، للواقعة، فإن السادات حينما رأى الثنائي الذي من النادر حدوث تعاون بينهم فلكل منهم مذهبه الخاص، خاصة وأن النقشبندي كان من أشد الرافضين لألحان بليغ حمدي حيث كان يعتبرها تميل للتحرر كثيرا، جاء الطلب الغير متوقع من السادات وقتها، وهو تكليف الحكيم بفتح استديو اذاعة للاثنين للتعاون معا قائلا لبليغ «عاوز أسمعك مع النقشبندي».
 
لم يكن النقشبندي سعيدا وقتها بهذا الطلب، ولكن عندما جاء الطلب من رئيس البلاد، وافق وقتها محرجا وتحدث بعدها مع الحكيم قائلا: «ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة»، معتبرا أن بليغ والحانة ستفسد حالة الخشوع التي تصاحب ابتهالاته الدينية، فكان يرى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.
 
بعد محاولات كثيرة استطاع الحكيم أن يقنع النقشبندي بأن يستمع إلى ألحان بليغ، وبالفعل اصطحبه إلى استديو الأذاعة واتفق معه أن يتركه مع بيلغ لمدة نصف ساعة، على أن تكون بينهما إشارة يعرف من خلالها أن كانت ألحان بليغ أعجبته أم لا.
 
وبعد نصف ساعة دخل عليهم الحكيم ووجد وقتها النقشبندي ما زلال يرتدي عمامته، وهذا فسر له أن الحان بليغ لم تعجبه، فقام بعدها بالتحجج بأن هناك عطلا في الأستديو لانهاء اللقاء، والتفكير لاحقا بكيفية الأعتذار لبليغ. لكن على غير المتوقع تحدث النقشبندي إلى الحكيم وفاجأه قائلا «يا وجدي بليغ ده جن»، وهو يخلع عمامته.
 
وهنا كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندي، الذي استمر بعدها من خلال ابتهالات عديدة، وهي «أشرقت المعصوم، أقول أمتى، أي سلوى، أنغام الروح، رباه يا من أناجي، ربنا إنا جنودك، يارب أنا أمة، يا ليلة في الدهر ليلة القدر، دار الأرقم، إخوه الحق، أيها الساهر، ذكرى بدر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق