خطة "إيناس جوهر" للحرب على الإرهاب

السبت، 06 أبريل 2019 02:09 م
خطة "إيناس جوهر" للحرب على الإرهاب
مختار محمود يكتب:

هل تعلم ما هو القاسمُ المشتركُ بين المطربة "شيرين عبد الوهاب" والإذاعية القديرة "إيناس جوهر"؟ كلاهما موهبة صوتية نادرة، الأولى فى الغناء، والثانية وراء ميكرفون الإذاعة. "شيرين" و "إيناس" موهبتان فطريتان. شتانِ الفارقُ بين الموهبة الفطرية الربانية والموهبة المُصنَّعة المُعلبة. "شيرين" عندما تغنى تأسر الآذان والقلوب. الأمر ذاته يصنعه صوت "إيناس" عندما تقرأ نشرة أو تقدم برنامجاً أو تشدو برباعيات "صلاح جاهين". ولكنَّ الأمرَ يختلفُ تماماً عندما ترتجلان أو تتكلمان عفوياً. حينئذٍ تقعُ الواقعة، ليس لها من دون الله كاشفة. والمرءُ مخبوءٌ تحت لسانه، فإذا تكلم ظهرتْ سريرته، واتضحتْ حقيقته. سقطاتُ "شيرين" يعلمها القاصى والدانى، ويتحاكى بها الركبان، حتى وصل الأمرُ إلى بلاغات أمام النائب العام وانتفاضة نقابة الموسيقيين ضدها. 
 
أما الإذاعية اللامعة المتألقة التى ربَّت أجيالاً من المذيعين، وتعاقبَ على صوتها أجيالٌ من المستمعين، فقد خرجتْ من ملعبها وراءَ الميكرفون، وتقمصتْ دور الخبيرة ببواطن الأمور، و المفكرة الإستراتيجية التى لا يُشقُّ لها غبار، فنطقت سُخفاً بعدما سكتت دهراً، ويا ليتها ما نطقتْ، حتى تظلَّ صورتها عند مُحبيها كما صوتها.
 
فى حوار صحفى منشور مع الإذاعية الكبيرة، تطرق الحديث عن سبل مكافحة الإرهاب، وما الدور الذى يجب أن تضطلع به الإذاعة. "جوهر".. لم تتكلمْ عن محطاتٍ إذاعيةٍ حكوميةٍ وخاصةٍ تخلتْ عن رسالتها التى تعارف الناسُ عليها، منذ إنشاء الإذاعة المصرية عام 1934، وأصبحتْ تتسابق فى تقديم محتوى تافه وفارغ وفاسد، حتى أصبح لدينا برامج من نوعية: " ورا مصنع الكراسى"، و" 2 شاى بالنعناع"،  ولم تنتقدْ  أداء مذيعين تحولوا إلى ما يشبه "نبطشية الأفراح"، ومطربى المهرجانات، بل أشادت بهم وأثنتْ عليهم. كما لم تقترحْ مثلاً عقد سلسلة اجتماعات يحضرها كبارُ الإذاعيين المتقاعدين والحاليين والمثقفين والأكاديميين لتصحيح مسار الإذاعة المصرية الذى يزداد اعوجاجاً يوماً وراء يوم، حتى تعودَ إلى صورتها المثلى، وحتى تكون أداة فاعلة تُسهم وتساعد الدولة المصرية فى حربها على الإرهاب والتطرف واجتثاث جذوره ورفع مستوى الوعى عند المستمعين.
 
"إيناس جوهر" تجاهلتْ كلَّ ذلك، وركَّزت حديثها على إذاعة "القرآن الكريم".. فماذا قالتْ؟ "جوهر" لم تنتقد مثلاً تراجع مستوى أول إذاعة دينية فى العالم الإسلامى، وتشابه برامجها، وضعف محتواها، وعدم مواكبته للزمن، وتراجع مستوى مذيعيها وقرائها الجدد،  ولو قالتْ ذلك لصفَّقنا لها، ولكنها ذهبتْ إلى ما هو أبعد من ذلك. الإذاعية السبعينية وجدت أن الطريقة المثالية للتخلص من الإرهاب والتطرف هو بثُّ الأغانى والموسيقى عبر أثير "القرآن الكريم"، ومن ثمَّ.. استبدال التلاوات القرآنية والبرامج الدينية، بأغانٍ ومقطوعات موسيقية راقصة.
 
" جوهر" لم تحدد نوعية الأغانى والموسيقى التى تريد بثها عبر إذاعة القرآن الكريم، هل تريدُها قديمة كلاسيكية، أم حديثة مهرجانية، كما لم تشرح ولم توضح لنا ما الأثر الفسيولوجى والنفسى الذى سوف تصنعه الأغانى فى نفوس المستمعين فتجعلهم يتخلون عن رسالتهم الإرهابية ويعودون إلى رشدهم المفقود. كما لم تخبرنا "جوهر" ما علاقة مستمعى شبكة "القرآن الكريم" بالإرهابيين والمتطرفين والمتشددين أصلاً.
 
"حِسبتـُك" خاطئة، يا أستاذة إيناس، وخِطتك ساذجة، وكلامُك لا يستقيم، ولا يليقُ بسنك ولا بمقامك، ولا يصحُّ أن يصدرَ عنك، والأجدرُ بكِ.. أن تتراجعى وتعتذرى عنه، فالاعتذارُ من شيم الكبار، وأنتِ إذاعية كبيرة ومذيعة قديرة، كما ينبغى أن تُمسكى عليكِ لسانكِ فى قادم المواعيد، ولا تتحدثى فيما لا تفهمين..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق