هل تنجح «ماي» في اقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل التصويت على «بريكست»؟

الإثنين، 08 أبريل 2019 08:00 م
هل تنجح «ماي» في اقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل التصويت على «بريكست»؟
تريزا ماي- رئيسة وزراء بريطانيا

بدأ اليوم الإثنين أسبوعا سياسيا حاسما في بريطانيا، قبل قمة أوروبية تُعقد في بروكسل الأربعاء ستبحث في طلب التأجيل. وقد طلبت تيريزا ماي من قادة الاتحاد الأوروبي إرجاء «بريكست» مجددا حتى 30 يونيو، مع إمكان الانسحاب قبل ذلك إذا تم التوصل إلى اتفاق.

يأتى ذلك فيما تزور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي غداً الثلاثاء ألمانيا وفرنسا لمحاولة إقناع المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس إيمانويل ماكرون بإرجاء موعد «بريكست» المحدد في 12 أبريل.

وقبل أربعة أيام من موعد «بريكست»الذي كان مقررا في 29 مارس وأرجئ إلى 12 أبريل، تبذل ماي جهودا شاقة لإخراج بلادها من الاتحاد الأوروبي باتفاق يحظى بموافقة البرلمان، بعدما رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات اتفاق الخروج الذي تفاوضت بشأنه مع قادة الاتحاد. وفي هذا السياق، بدأت حكومتها الأسبوع الماضي مشاورات اللحظة الأخيرة مع حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة.

وقالت ماي في تسجيل فيديو: «أعتقد أن هناك بعض النقاط التي يمكننا الاتفاق بشأنها»، مشيرة إلى أن «هذا يعني تنازلات من الطرفين، لكنني أعتقد أن تحقيق بريكست هو أهم أمر لنا». وأضافت: «بقدر ما يطول الأمر، يصبح خطر عدم خروج المملكة المتحدة على الإطلاق أكبر. هذا سيعني ترك بريكست الذي صوّت عليه الشعب البريطاني يفلت منا».

ويريد حزب العمال إبقاء المملكة المتحدة في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي بعد «بريكست» لكن المشككين في الوحدة الأوروبية في حزب المحافظين والحكومة يرفضون ذلك، معتبرين أن هذا الأمر يمكن أن يمنع بريطانيا من اتباع سياسة تجارية مستقلة حيال دول خارج الاتحاد.

في غضون ذلك، يزور كبير المفاوضين الأوروبيين بشأن «بريكست» ميشال بارنييه دبلن اليوم للتشاور مع رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار الذي يريد بقاء حدود بلاده مع مقاطعة آيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا مفتوحة، تسمح بتنقل حر للأشخاص والسلع.

وكانت كالة «إس أند بي» للتصنيف الائتماني قد قالت إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤثر سلبيا على أكبر بنكين إسلاميين في قطر. وأوضحت الوكالة في تقرير لها أن غياب اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤثر سلبا على البنوك الإسلامية في المملكة لمتحدة، وخاصة جودة أصولها.
 
وأشارت إلى أن مصرف الريان ومصرف قطر الإسلامي، وهما أكبر بنكين إسلاميين في قطر، يمتلكان مصرفين يعملان في بريطانيا وفقا للتعاملات الإسلامية، إذ يملك مصرف الريان، بنك الريان في المملكة المتحدة، كما يملك مصرف قطر الإسلامي، بنك «كيو أي بي» المملكة المتحدة.
 
وذكرت الوكالة أن عدم التوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثير مدمر على الاقتصاد البريطاني خاصة على القطاع العقاري في المملكة المتحدة وهو القطاع الذي تركز البنوك الإسلامية استثمارها به إذ تصل إجمالي قروضها العقارية إلى (70%) من إجمالي أصولها، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيؤثر كثيرا على جودة أصول البنوك الإسلامية.
 
ورغم ذلك، لا تتوقع الوكالة أن تؤدي التأثيرات السلبية التي قد تمنى بها البنوك الإسلامية في المملكة على أداء التمويل الإسلامي عالميا، خاصة وأن حجم أصول البنوك الإسلامية المتواجدة في بريطانيا يبلغ (4.1) مليار جنيه إسترليني وهو ما يمثل (0.15%) من إجمالي أصول القطاع المصرفي في بريطانيا، كما أن أصول البنوك الإسلامية البريطانية تمثل نحو (0.3%) من إجمالي أصول البنوك الإسلامية في العالم.
 
وأشارت الوكالة إلى توقعها أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق إلى دخول الدولة في انكماش اقتصادي بنسبة تصل إلى (2.9%) خلال عامين، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة ويزيد معه حالات التعثر المالي للأفراد والشركات.
 
وتوقعت أيضا أن تتأثر جودة أصول البنوك الإسلامية وأرباحها، على نحو أسوأ من نظيراتها التقليدية خاصة في ظل تركز محفظتها الائتمانية على العقارات، مشيرة إلى أنها تتوقع أن تتراجع أسعار العقارات في بريطانيا بنسبة (9.5%) خلال العامين المقبلين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة