«تليجرام» ملاذ آمن للإرهابيين يصعب اختراق تشفيره

الثلاثاء، 09 أبريل 2019 10:00 ص
«تليجرام» ملاذ آمن للإرهابيين يصعب اختراق تشفيره
تليجرام
أمل غريب

تحول استخدام تطبيق «تليجرام» إلى ملاذ آمن تفضله التنظيمات الإرهابية، خلال السنوات الأخيرة، لما يوفره التطبيق من مزايا أهمها قوة التشفير الخاصة، بصورة جعلت المراسلات من خلاله أكثر سرية وأمنيا، بما يشكل اختراقه صعوبة من جانب الأجهزة الأمنية، إلى جانب خاصية تحديد الجمهور المستهدف بدقة، مقارنة بتطبيقات أخرى.

وظهرت بصمات تطبيق «تليجرام»، في العديد من الهجمات الإرهابية التي شهدتها دولا مختلفة، منها هجمات باريس 2015، وهجوم سوق عيد الميلاد في برلين 2016، الأمر الذي يطرح أسئلة عدة حول الأدوات التي كانت تستخدمها التنظمات الإرهابية قبل ظهور التطبيقات والمنصات الالكترونية، فهل كانوا يلجئون للتليفون المحمول أو الأرضي، أم كانوا يعتمدون على العنصر البشري، أم الخطابات المكتوبة بالشفرة؟.

ومن جانبه، أكد نبيل نعيم مسئول تنظيم القاعدة السابق في مصر، خلال فترة التسعينيات، الذي اشتهر وقتها بـ «الذراع اليمنى لأيمن الظواهري»، قائلا: «التنظيمات الإرهابية تعتمد حاليا بشكل كبير على تطبيق تليجرام لأنه غير مراقب، لكن في الوقت السابق كنا نعتمد على التواصل المباشر في نقل المعلومات، فمن كان يبحث عن المراسلات التي كانت بيننا كتنظيم القاعدة كان يُرهق جدا ولا يصل لشئ، وهو الأسلوب الذي اتبعه أسامة بن لادن أمير التنظيم، مما مكنه من أن يظل هاربا من أجهزة الاستخبارات الدولية طيلة 10 سنوات كاملة».

وتابع «نعيم» أن التنظيمات الإرهابية تضع لنفسها شروط صارمة للحفاظ على سريتها، احترازا من الأجهزة الأمنية، فكانوا لا يلجأون لاستخدام أي من وسائل الاتصال الحديثة، بأوامر شخصية حازمة من أسامه بن لادن وأيمن الظواهري، فلم تكن الحراسات الشخصية الخاصة بهم تحمل أي أجهزة تليفون محمول، فضلا على التشديد الدائم على أن نقل المعلومات بين أفراد التنظيم، يكون عن طريق الاتصال المباشر وجها لوجه، أو الخطاب الشفوي المشفر بكلمات وجمل محددة، عبر المكالمات الهاتفية الأرضة، وإلا يكون التليفون شخصي، بمعنى أن يكون الاتصال من داخل فندق أو سنترال في الشارع، وفك الشفرة يكون لدى المتلقي»، مؤكدا أن الخطابات المشفرة التي كانت تتداولها أفراد التنظيم قليلة جدا وكانت تكتب بالشفرة هي الأخرى».

ويروي نعيم عن نص خطاب تلقاه أثناء وجوده في تنظيم القاعدة، قائلا: « أي أحد كان يطلع على الخطابات التي كنا نتبادلها كأفراد تنظيم، كان يراها عادية جدا، ولا تحتوي أي شئ يثير الشك، لأنها كانت مشفرة، فكانت على سبيل المثال مجرد سؤال لابن على والده وعن أمه وباقي أفراد أسرته، وصحة والده، وهل وأجرى العملية الجراحية أو لا، ومتى سيجريها بالضبط، وموعد خروجه من المستشفى، وكم وصل ضغط الدم لديه بالضبط؟».

وتابع: كانت هذه هي أغلب الشفرات في الخطابات بيننا، بينما الحقيقة فإن كل هذه الكلمات هب الشفرة ذاتها، فالأب كلمة لها معنى لدى التنظيم، وأيضا إجراء الوالد العملية، فكل كلمة في هذا الخطاب لها معنى محدد مسبقا لدى التنظيم، موضحا أن فك شفرة هذه الكلمات والجمل كان لدى أغلب القيادات والأفراد المقربين منهم».

ويتذكر موقفا تعرض له أثناء وجوده في تنظيم القاعدة، قائلا: «عندما دخلت السجن طلبت من أيمن الظواهري، تغيير الشفرة التي يستخدمها التنظيم، لأم الأجهزة الأمنية استطاعت فك الشفرة، إلا أنه لمك يستجيب لطلبي، وظل الرجل الذي كان يرافقني داخل التنظيم، يستخدم نفس الشفرة وأرسل خطابات كثيرة، مكنت أجهزة الأمن من إلقاء القبض على 50 عنصراً هاما من من عناصر التنظيم.»

ومن واقع أوراق القضية رقم 137 لسنة 2018 جنايات شمال العسكرية، المعروفة باسم «ولاية سيناء 4»، والتى ضمت 555 متهمًا أسسوا 43 خلية عنقودية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى، ارتكبت 63 جريمة فى شمال سيناء، وفق اعترافات المتهمين، فإن عناصر الخلية تواصلوا عبر تطبيق تليجرام، لتفادى الرصد الأمنى. نفس الحال في عشرات القضايا التي ينظرها القضاء المصري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق