مؤسس ويكيليكس في قضبة الشرطة البريطانية.. من هو جوليان أسانج؟

الخميس، 11 أبريل 2019 04:00 م
مؤسس ويكيليكس في قضبة الشرطة البريطانية.. من هو جوليان أسانج؟
الشرطة البريطانية تعتقل أسانج
السعيد حامد

 
ظل محتميا في السفارة الإكوادورية في لندن طوال 7 سنوات، بعدما لجأ إليها في 19 يونيو 2012 طالبا اللجوء السياسي، بعد صدور حكم من القضاء البريطاني بتسليمه إلى السويد، إذ يواجه تهمة اغتصاب وتحرش جنسي، قبل أن تنهي الشرطة البريطانية الخميس قصة جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» بالقبض عليه، استعدادا لمثوله للمحاكمة أمام المحكمة البريطانية.
 
واعتقلت الشرطة البريطانية، الخميس، أسانج من داخل سفارة الإكوادور، بعدما تراجعت الدولة اللاتينية عن إجراءات لمنحه حق اللجوء. وقال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، في تصريحات نقتلها شبكة سكاي نيوز: «أستطيع أن أؤكد أن أسانج محتجز لدى الشرطة، وأنه يواجه العدالة في بريطانيا». فيما أفادت شرطة لندن، في بيان لها على موقعها الإلكتروني في وقت سابق من يوم الخميس، أن «ضباط من شرطة العاصمة اعتقلوا جوليان أسانج (47 عاما) عند سفارة الإكوادور، بموجب أمر قضائي صادر من محكمة ويستمنستر الجزئية في 29 يونيو 2012، بسبب رفضه تسليم نفسه للمحكمة».
 
من هو جوليان أسانج؟
 
وجوليان أسانج.. هو صحفي وناشط ومبرمج أسترالي، ولد في كوينزلاند شمال أستراليا، لأبوين عملا في صناعة الترفيه، وبسبب أسلوب حياة والدته المضطربة، تقول تقارير إنه ارتحل عن منزله نحو 35 مرة قبل أن يبلغ عمره 14 عاما. ولأسانج ابن انفصل عنه من منذ عام 2007. كان أسانج، مولعا بالعلوم والرياضيات والكمبيوتر، وأدين بتهمة قرصنة الكمبيوتر في عام 1995، ويقال إنه كان يسمي نفسه «مينداكس» حين ارتكب تلك المخالفات.
 
واستمر ولع الرجل بأجهزة الكمبيوتر حتى أواخر عقد التسعينيات، إذ عمل على تطوير نظم التشفير، وفي عام 1999 سجل أسانج موقعه الأول «ليكس دوت كوم» وبقيت صفحاته غير مفعلة. وفي عام 2006، أسس أسانج موقع «ويكيليكس»، الذي يزعم أنه «يهدف إلى نشر الأخبار والمعلومات المهمة إلى الجمهور من خلال نشر وثائق سرية، لا سيما حول الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق».
 
لحظة القبض على أسانج
لحظة القبض على أسانج
 
ويقبل الموقع غير الهادف للربح «إخباريات من مصادر مختلفة»، وهناك لجنة مراجعة تستعرض ما يرد من وثائق وتقرر النشر من عدمه، ووفقاً لما قاله أسانج لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد»، فإن الموقع أصدر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو رقم أكثر بكثير مما نشرته الصحافة حول العالم. ووفقا للرجل فإن ذلك شيء مخز، وهو أن يتمكن فريق من خمسة أشخاص من أن يكشف للعالم كل تلك المعلومات التي عجزت الصحافة العالمية عن كشف ربعها على مدار عشرات السنين. وقد أصبح ويكيليكس، أحد أهم المواقع التي يزورها أولئك الباحثون عن طرق جديدة لعرض المعلومات السرية أمام العامة، عوضاً عن الأسلوب التقليدي.
 
وقد حظي الموقع باهتمام كبير، بعد نشره عدة تقارير، من بينها تقرير مصور يظهر طائرة هليكوبتر أمريكية وهي تهاجم مجموعة من العراقيين المدنيين وتقتلهم، وكان من بينهم صحفيان لرويترز. أدرجته الشرطة الدولية (الإنتربول) على لائحة أكثر المطلوبين لدى منظمة الشرطة الدولية، بناء على طلب من محكمة سويدية تنظر في جرائم جنسية مزعومة. وكانت محكمة ستوكهولم الجنائية قد أصدرت مذكرة اعتقال دولية بـ «سبب محتمل» بدعوى أنه مشتبه به في جرائم اغتصاب، وتحرش جنسي والاستخدام غير المشروع للقوة في وقائع حدثت في أغسطس.
 
اعتقال أسانج وطلب اللجوء السياسي
 
اعتقل أسانج في بريطانيا في 7 ديسمبر 2010 بموجب مذكرة توقيف دولية صادرة عن القضاء السويدي بتهمة اغتصاب وتحرش جنسي. وتهدد الولايات المتحدة بملاحقة جوليان أسانج ردا على نشر موقع ويكيليكس مذكرات دبلوماسية أمريكية سرية أثارت حرجاً للولايات المتحدة والعديد من الدول.
 
القضاء البريطاني حكم بتسليمه إلى السويد في فبراير 2012، فقدم اعتراضا إلى محكمة أخرى رفضته، فلجأ إلى المحكمة العليا للمملكة المتحدة، فحكمت في 30 مايو 2012 بتسليمه إلى السويد، ويحق له الطعن في هذا القرار أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
 
فضل أسانج عدم الرجوع إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ولجأ في 19 يونيو 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن وطلب اللجوء السياسي. وعد رئيس الإكوادور رافائيل كوريا دراسة طلبه، وحاولت الإكوادور التوسط بين المملكة المتحدة والسويد لضمان محاكمة عادلة لأسانج، لكنها لم تفلح.
 
لحظة القبض على أسانج2
لحظة القبض على أسانج
 
وأعلن رئيس الإكوادور أنه سيبت في الطلب بعد انتهاء الألعاب الأولمبية في لندن. وقالت بريطانيا إنها يمكن أن تداهم سفارة الإكوادور في لندن للقبض على أسانج مما أثار استنكاراً من حكومة الإكوادور، إذ اعتبرت ذلك تهديدا بالاعتداء على سيادتها ومخالفة للقانون الدولي. وأعلن وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينيو في 16 أغسطس 2012 أن حكومته قررت منح اللجوء السياسي لجوليان أسانج بناء على ما أورده في طلبه من الأخطار التي يتعرض لها في حال تسليمه إلى السويد.
 
وفي 7 ديسمبر عام 2018 قال رئيس الإكوادور، إن بريطانيا وفرت ضمانات كافية لجوليان أسانج لمغادرة سفارة حكومته في لندن. ونقلت وكالة أسوتشيدبرس عن لينين مورينو قوله، إن حكومته تلقت ضمانات كتابية من حكومة المملكة المتحدة بعدم تسليم الناشط الأسترالي إلى أي دولة يمكن أن يواجه فيها عقوبة الإعدام. ولم يقل مورينو إنه قد يجبر أسانغ على الخروج، ولكنه قال إن الفريق القانوني لأسانغ يدرس الخطوات التالية.
 
وفي مقابلة سابقة مع شبكة CNN، قال مورينو، إنه يفضل لمؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، أن يسلم نفسه للسلطات بسبب التكلفة التي تدفعها الإكوادور لمنحه حق اللجوء، وكذلك لمصلحته، مضيفا أن «أكثر من خمس سنوات في اللجوء ليست إنسانية». لكنه قال إن الإكوادور لم تكن على وشك التخلي عن أسانج. وأضاف: «سنحمي حقوق السيد أسانج - وهذا هو السبب في أننا نبحث عن حل، لكن هذا يجب أن يكون حلا متفق عليه».
 
ماذا يواجه مؤسس ويكليكس؟
 
ويواجه أسانج مذكرة توقيف بريطانية لانتهاك شروط الكفالة بالسعي لطلب اللجوء في السفارة في عام 2012 - لكن السويد، التي سعت في الأساس إلى استجوابه بشأن مزاعم الإساءة الجنسية، قالت إنها لم تعد تسعى إلى تسليمه. وقالت الشرطة البريطانية الخميس، إن أسانج محتجز في مركز شرطة وسط لندن، حيث يمكث هناك إلى حين ظهوره أمام المحكمة البريطانية في أسرع وقت ممكن، موضحة أن الاعتقال تم داخل السفارة بدعوة من السفير الإكوادوري بعد سحب اللجوء عن أسانج.
 
لحظة القبض على أسانج 3
لحظة القبض على أسانج
 
وشكر وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، الإكوادور على تعاونها في اعتقال أسانج، قائلا: «بعد نحو 7 سنوات على دخوله السفارة الإكوادورية، أستطيع أن أؤكد الآن أن أسانج في عهدة الشرطة ويواجه العدالة في البلاد». وينهي اعتقال جوليان أسانج، الذي أثار جدلا كبيرا خلال السنوات الماضية، قضية لجوئه إلى الإكوادر لكنه قد يفتح بابا من التساؤلات حول مصير مؤسس موقع ويكليكس.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة