لماذا حزن تميم على عباسي مدني؟.. تاريخ رجل العشرية السوداء الذي سفك دماء الجزائريين

الجمعة، 26 أبريل 2019 03:00 م
لماذا حزن تميم على عباسي مدني؟.. تاريخ رجل العشرية السوداء الذي سفك دماء الجزائريين
تميم بن حمد وعباسي مدني
محمد الشرقاوي

أمس الخميس، شارك تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في تشييع جنازة عراب الإرهاب الجزائري عباسي مدني، في العاصمة القطرية، من جامع محمد عبد الوهاب، أكبر مساجد العاصمة الدوحة.
 
عباس مدني، أحد رجال الدوحة، الذي حظى برعاية خاصة من الحكومة القطرية كذلك أبناءه وأحفاده، والتي خصصت له معاشاً شهرياً- قدرته مواقع إخبارية بـ 15 ألف دولار-، حيث أطلق ابنه الأكبر قناة المغاربية  التي تبث من لندن بتمويل قطري، وتتبنى أجندة حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية المنحلة، وحصل أحد أحفاده على الجنسية القطرية، ليلعب لصالح منتخب قطر لكرة اليد.
 
مدني هو مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر،  ارتبط اسمه بـ "العشرية السوداء" في الفترة بين 1989 و2001، خاصة بعدما لعب دوراً حاسماً في اشتعال فتيل الإرهاب، الذي ضرب الجزائر، وهي حوادث تسببت في مقتل أكثر من 200 ألف شخص، على يد الجبهة إثر تجميد الانتخابات البلدية، التي فازت بدورتها الأولى في ظروف مشبوهة، ثم بعد فتاوى إباحة دم الشرطة والجيش، والدعوة لإقامة الدولة الإسلامية في الجزائر، وما تبعها لاحقاً بعد تفرع عشرات التشكيلات الإرهابية.
 
وفور هروب مدني لقطر، لقي ترحيبا من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة، الأمر الذي أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين، قبل أن تتحدث وسائل الإعلام الجزائرية أن حمد بن خليفة آل ثاني، وعد السلطات الجزائرية بأن يبقى مدني في قطر دون الإدلاء بأية تصريحات ضد الجزائر.
 
وقاد عباسي الأذرع الإخوانية المختلفة في الجزائر، التي ظهرت منذ سبعينات القرن الماضي، تحت مسميات الإخوان الدوليين، والإخوان المسلمين المحليين، والتيارات المتفرعة عنها، وأشهرها "جماعة الطلبة" أو جماعة مسجد الجامعة المركزي، و"أتباع مالك بن نبي" وغيرها، والتي انصهرت لاحقاً تحت مسمى جبهة الإنقاذ بزعامة مدني، ومساعده القيادي المتطرف الذي عرف بتأصيل الإرهاب والحركات المسحلة علي بلحاج.
 
وكان مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي كانت في طريقها للفوز بالأغلبية في أول انتخابات تشريعية تعددية في تاريخ الجزائر عام 1991، لكنه سجن بعدما أوقف الجيش المسار الانتخابي، ثم اندلعت أعمال عنف ومواجهات مسلحة بين جماعات إسلامية والحكومة استمرت طيلة عقد التسعينيات. وفي عام 1997، وضع رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ تحت الإقامة الجبرية قبل يخلى سبيله تماما في عام 2003، وسافر بعدها مباشرة للعلاج في ماليزيا ثم انتقل للعيش في قطر.
 
وحظى مدني بمكانة بين رجال الجماعة الإرهابية، درجة أن نظام أردوغان توسط لقادة في الجماعة بزيارة مدني، وهو ما كشف عنه الإخواني إيهاب شيحة، في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أكد فيها توسط ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له؛ كي يزور عباس مدني مؤسس "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة في الجزائر وقائد العشرية السوداء.
 
وكتب شيحة يقول: "خالص العزاء لأسرة الشيخ عباس مدني، وخالص الشكر لأخي البروفيسور ياسين أقطاى صاحب الفضل علي؛ حيث توسط لي لزيارة للشيخ في أيامه الأخيرة، وهي زيارة أثّرت فيّ أكبر تأثير؛ وهو ما نقلته قناة العربية السعودية.

ودعمت قطر الأذرع الإخوانية في الدول العربية لتنفيذ أجندتها الداعمة لزعزعة استقرار المنطقة، بملايين الدولارات كما وفرت لهم إقامة بعدما هربوا من بلادهم في السنوات الأخيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق