ياما فى الحبس مظاليم..

حكاية إخلاء سبيل «ربة منزل» تورطت في قضية إخفاء أموال سرقها زوجها من «البريد»

الجمعة، 03 مايو 2019 09:00 ص
حكاية إخلاء سبيل «ربة منزل» تورطت في قضية إخفاء أموال سرقها زوجها من «البريد»
متهمة - أرشيفية
علاء رضوان

«أنا محتجاكوا تساعدوني»..جملة أطلقتها الفتاة أمنية عامر عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك» كى تستنجد بمن وصفتهم «ولاد الحلال» فى محاولة للوقوف بجانبها للوصول بوالدتها «المحبوسة» منذ شهر مارس بسبب جرائم زوجها المتكررة، وذلك على خلفية إتهامها بإخفاء أموال سرقها زوجها من «البريد».   

كلمات «عامر» نزلت كصاعقة على رؤوس الأشهاد حينما روت تفاصيل الواقعة، بعدما أكدت أن والدتها لها ما يقرب من العام محبوسة على ذمة القضية حيث يصدر قرار تجديد حبسها بشكل دائم، وذلك فى الوقت الذى توفى فيه شقيق والدتها «خالها» وهى محبوسة دون أن تحضر عزاء شقيقها أو حتى دون وداعه، الأمر الذى أرهقها هى وأشقائها الـ5 القُصر، ورددت قائلة: «أنا تعبت من الجري بقالي سنة بجري من محامي لي محامي لي حد ما طاقتي وفلوسي خلصوا، مبقاش  عندي اي حاجه تانية اعملها عشان أنا واخواتي الخمسة نعيش حياة مستقرة مع ماما وتبقى وسطنا تاني».     

.d..d.d.

الحكاية بإيجاز شديد – وفقا لـ«عامر» - أن بين والدتها ووالدها مشاكل منذ 6 سنوات لأنه كان بمثابة أب سئ غير محتمل لأى مسئولية وكانت حياتنا معاه صعبه جداَ – على حد تعبيرها -  حيث أن والدتها اضطرت للعمل من أجل «لقمة العيش»، وأضافت: «والحمد لله كانت قادرة تصرف علينا ومعيشانا مستورين لحد قبل ما ماما يتقبض عليها بسببه بـ 7 شهور أبويا بدأ يبعت لماما فلوس من شهر للتاني علي البريد».  

وتابعت: «ماما اتبسطت علشان هيساعد معاها، لأنها كانت تعبت من المصاريف بتاعتنا، وأنها شيلانا لوحدها لحد ما من سنه اكتشفنا أن ابويا نصاب وبيزور بطايق وبيسحب فلوس مش بتاعته من البريد، ومن ساعتها وماما محبوسة بقضية اخفاء مسروقات اللي هي المصاريف وماما كانت محتاجاه يساعدها علشان آدم أخويا الصغير بيعمل عملية تجميل علشان كان اتحرق في وشه و هو صغير و كمان عشان خطوبتي».    

 ..d.d.

واستطردت: «وماما بيتجددلها وأنا مش عارفة أخرجها إزاي؟، لو حد يقدر يساعدني ويرجعلنا ماما يكلمني وأنا هقوله كل التفاصيل، وحتي اللي مش هيعرف يعمل شير لحد ما البوست يتشاف ويوصل لي الشخص اللي يقدر يساعدني ويخرجلي ماما أنا وأخواتي، القاضية في اسكندرية وأنا من القاهرة، وأخر طلب هطلبه، لو حد من دمنهور يقدر يوصل لي ماما ويطمنها علينا ويطمني عليها عشان بقالي كتير مش عارفه اروحلها بسبب الظروف».   

وفى تلك الأثناء، وصلت الرسالة أو كما يطلق عليها «البوست» لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك» للمحامى بالنقض، ميشيل إبراهيم حليم، الذى قرر على الفور التواصل مع الفتاة للوقوف بجانبها، وكعادة أهل مصر الذين لا يتوانون لحظة عن الوقوف إلى جانب من يحتاج إليهم، وذلك عقب مرور عام على تجديد حبس الأم بين جدران الزنازين. 

066e22b2-1d01-4ad2-8d3a-2333df05f6f7

وبالفعل بدأ «حليم» فى دراسة أوراق القضية والإطلاع على التحقيقات والاتهامات المنسوبة للمتهمة والتى أكدت أن المتهم «ع. ع» موظف بالبريد، استولى على أموال المودعين المقدرة بـ 250 ألف جنيه من حسابه الذهبي المفتوح «عهدته» بهيئة البريد، في مارس 2018، وفرّ هاربًا، وأن المتهم فر هاربًا، وأرسل لزوجته عدة حوالات مالية للإنفاق على أبنائه، وتمكن رجال مباحث البريد من القبض عليها، وتم حبسها احتياطيًا، بينما نفت المتهمة في التحقيقات علمها أن الأموال المرسلة من زوجها هي حصيلة واقعة السرقة.

تفاصيل القضية برمتها جعلت المحامى «حليم» يأخذ قرار بتبنى القضية والتبرع بقبولها، وبالفعل سافر إلى محافظة الإسكندرية لحضور جلسة نظر تجديد حبس المتهمة أمام الدائرة 14 جنايات الإسكندرية، ودافع خلال الجلسة بما سطره فى مذكرة الدفاع.   

«حليم» محامي المتهمة، دافع أمام المحكمة بخلو الأوراق من أي فعل مادي يثبت اشتراك الزوجة في الجريمة، بالإضافة إلى خلو الأوراق مما يثبت علمها أن الأموال المحولة من زوجها حصيلة واقعة اختلاس، مستنداَ في دفاعه إلى ما أقرته محكمة النقض بأن العبرة في الاتهام هو «العلم باليقين»، وذلك لم يثبت في أوراق القضية.

محامى المتهمة أكد خلال دفاعه أن «الشكّ يفسر لصالح المتهم» ولا يصلح كدليل تتحقق به أركان جريمة إخفاء أموال متحصلة من جريمة، لافتاَ أنه تم التحقيق مع موكلته في جناية دون حضور محام وفي غير حالة تلبس ودوة ضرورة واحدة للاستعجال، الذي يبطل التحقيقات التي تمت معها وفقًا للمادة 124 إجراءات جنائية.

وبناء على تلك الدفوع قررت الدائرة 14 جنايات الإسكندرية، إخلاء سبيل ربة منزل بضمان محل إقامتها في واقعة اتهامها وزوجها «الهارب»، بالاستيلاء على أموال المودعين بهيئة البريد.

قرار المحكمة جاء بمثابة المفاجئة بالنسبة للأسرة فى تلك الأيام التى يطلق عليها المصريون بـ «الأيام المفترجة»، الأمر الذى جعل معه «أمنية» تخرج عن صمتها الذى إستمر لفترة ليست بالقصيرة لتعلن على حسابها الشخصى قائلة: « يا جماعة أنا الحمد لله استاذ ميشيل نزل مع ماما جالسه وجبلها إخلاء سبيل بس النيابة استئنافت الحكم فا هي لسه والله مخرجتش لما تخرج هعرفكم وهفرحكم كلكم معايا ادعولي كتير ربنا يتم خرجها علي خير».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق