«البطولة تناديكم شدوا حيلكم الله يخليكم».. «صوت الأمة» يرسم طريق منتخب مصر في «كان 2019»

الجمعة، 03 مايو 2019 09:00 م
«البطولة تناديكم شدوا حيلكم الله يخليكم».. «صوت الأمة» يرسم طريق منتخب مصر في «كان 2019»
منتخب مصر- أرشيفية
مصطفى الجمل

 

عادت من جديد بطولة أمم أفريقيا لتقام على ضفاف النيل، وسط ترقب جماهيرى بحصد البطولة الغائبة عن مصر منذ 2010، عقب رحيل الكابتن حسن شحاتة عن تدريب المنتخب المصرى لكرة القدم. البطولة التى كان المنتخب المصرى قريبا جدا من حصدها فى نسختها الماضية بوصوله للمباراة النهائية وخسارته أمام منتخب الكاميرون، تعد نسختها الحالية هى الأسهل على المنتخب القومى، فى ظل تقارب المستويات الأفريقية والمجموعة السهلة التى وقع فيه المنتخب الوطنى.

وتتواجد مصر على رأس المجموعة الأولى، على اعتبار أنها البلد المنظم للبطولة، برفقة الكونغو الديمقراطية وزيمبابوى وأوغندا، ما جعل الوسط الرياضى المصرى يتفاءل بقدرة المنتخب الوطنى على العبور إلى الأدوار المتقدمة فى البطولة، فالقواعد الجديدة للبطولة تؤكد تأهل أول ووصيف كل مجموعة من الـ6، بالإضافة إلى أفضل 4 ثوالث فى تلك المجموعات، ويواجه متصدرو المجموعات الـ4 الأولى ثوالث فى دور الـ16، أما أول المجموعة الخامسة فيواجه وصيف المجموعة الرابعة، وأول المجموعة السادسة يقابل وصيف المجموعة الخامسة، ويقابل وصيف المجموعة الأول نظيره فى المجموعة الثالثة، ويواجه وصيف المجموعة الثالثة نظيره فى المجموعة السادسة، لتتكون بذلك 8 مباريات تشكل الدور ثمن النهائى للبطولة.

وتشير توقعات خبراء كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية إلى قدرة مصر على العبور إلى دور الـ16 بالبطولة كأول المجموعة، ما يعنى انتعاش حظوظ «الفراعنة» بقوة نحو التأهل إلى دور ربع النهائى، فصعود مصر إلى دور الـ16 فى كأس الأمم الأفريقية كأول المجموعة، يعنى أنها ستقابل على الأرجح أحد المنتخبات المتأهلة إلى الدور نفسه لكن كثالث من المجموعة الثانية حتى الخامسة، وحال فشل مصر فى العبور كأول واحتلال المركز الثانى ستقابل بالتأكيد ثانى المجموعة الثالثة، الذى لن يخرج عن الجزائر أو السنغال، باعتبارهما هما الأقوى فى هذه المجموعة، وإذا صعدت مصر كثالث مجموعتها، ستقابل على الأرجح أول المجموعة الثانية أو الثالثة.
 
بشرة خير
 
تحول إقامة البطولة من الكاميرون لمصر منح جرعة تفاؤل للمصريين، الذين يستبشرون خيرا فى استضافة البطولة من أجل حصدها، فهذه ليست المرة الأولى التى تفوز بها مصر باستضافة بطولة أمم أفريقيا، فقد سبق لها شرف التنظيم 4 مرات فى أعوام 1959، 1974، 1986، 2006، وكانت نتائج المنتخب الوطنى فى البطولات الأربع السابقة، الفوز بثلاث بطولات وخسارة واحدة. 
 
أقيمت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم نسخة 1959 فى مصر، وأقيمت البطولة بنظام المجموعة الواحدة، شارك فى هذه البطولة كل من منتخب مصر إلى جانب منتخبى السودان وإثيوبيا، وفاز المنتخب الوطنى بالبطولة بعد فوزه برباعية على إثيوبيا ثم بنتيجة 2-1 على السودان، وكان الكابتن محمود الجوهرى هداف البطولة برصيد 3 أهداف.
 
واستضافتها مصر مرة أخرى فى عام 1973، وشاركت ثمانية منتخبات فى البطولة تم تقسيمها إلى مجموعتين، على أن يتأهل الأول والثانى من كل مجموعة، وشارك فى البطولة بجانب مصر، كل من جمهورية الكونغو- أوغندا- زائير «الكونغو الديمقراطية» - زامبيا- غينيا - ساحل العاج- موريشيوس، وتواجدنا فى المجموعة الأولى رفقة كل من زامبيا، أوغندا، وساحل العاج، وتأهلنا لدور نصف النهائى رفقة زامبيا وجمهورية الكونغو والكونغو الديمقراطية، وحصدت مصر المركز الثالث بعد خسارتها أمام زائير بنتيجة 3-2، لتلتقى مع جمهورية الكونغو فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وتلحق بها الخسارة بنتيجة 4-0.
 
وفى عام 1986، أقيمت البطولة فى مصر، وأقيمت بنظام المجموعات، وكانت المنتخبات المشاركة فى تلك النسخة بجانب مصر: السنغال- ساحل العاج – موزمبيق - الجزائر- المغرب – الكاميرون - زامبيا، وضمت المجموعة الأولى كلا من مصر، ساحل العاج، موزمبيق، السنغال، بينما ضمت المجموعة الثانية كلا من الجزائر- المغرب- الكاميرون- زامبيا، وتأهل رباعى المنتخبات مصر، ساحل العاج من المجموعة الأولى، والمغرب والكاميرون من المجموعة الثانية لنصف نهائى البطولة.
 
التقى المنتخب الوطنى مع نظيره المغربى فى نصف النهائى ونجح طاهر أبو زيد فى قيادة الفراعنة إلى النهائى لمواجهة الكاميرون وإقصائها بركلات الترجيح (5-4) بعد التعادل السلبى فى الوقت الأصلى للمباراة.
 
وفى 2006 استضافت مصر البطولة خلال الفترة بين 20 يناير وحتى العاشر من فبراير، وشارك 16 منتخبا فى المنافسة، حيث تم توزيعها على أربع مجموعات، كل واحدة تضم ٤ فرق، وكانت المنتخبات المشاركة فى بطولة 2006 بجانب مصر: (أنجولا- المغرب- الكاميرون- نيجيريا- الكونغو الديمقراطية- السنغال- ساحل العاج - جنوب أفريقيا- توجو- غانا- تونس- غينيا- زامبيا- ليبيا- زيمبابوى).
 
تواجد المنتخب الوطنى فى المجموعة الأولى رفقة كل من المغرب- ليبيا - ساحل العاج، الذى تأهل رفقة الفراعنة إلى دور ربع النهائى،  ثم واجهت مصر منتخب الكونغو الديمقراطية ونجحت فى الفوز عليه برباعية مقابل هدف، لتضرب موعدا مع السنغال فى نصف النهائى وتفوز عليه بنتيجة 2-1، وجمعت المباراة النهائية بين منتخب مصر وساحل العاج «كوت ديفوار» ونجح الفراعنة فى الفوز بلقب البطولة بركلات الترجيح 4-2 بعد نهاية الوقت الأصلى بالتعادل السلبى.

الفراعنة يستعدون بمعسكر شهر يونيو بالإسكندرية 

وفى سياق متصل استقر الجهاز الفنى للفراعنة لكرة القدم بقيادة المكسيكى خافيير أجيرى على خوض معسكر شهر يونيو المقبل بالإسكندرية، بعد أن كان هناك مقترح بخوض معسكر خارجى مغلق لفرض مزيد من السرية، بالإضافة إلى إبعاد اللاعبين عن أى أمور أخرى قبل انطلاق البطولة، على أن يتم خوض معسكر ببرج العرب ينطلق يوم 4 أو 5 يونيو ببرج العرب بالإسكندرية.
 
وطلب المكسيكى خافيير أجيرى من هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة والمشرف على المنتخب الأول، فرض مزيد من السرية على معسكرات المنتخب فى شهر يونيو لزيادة تركيز اللاعبين قبل بطولة أمم أفريقيا والتى لا بديل للفراعنة فيها سوى تحقيق اللقب، خاصة أن البطولة مقامة على الأراضى المصرية، فضلا عن وصول الفراعنة لنهائى البطولة الماضية 2017 التى أقيمت بالجابون.
 
خاض المدير الفنى المكسيكى أجيرى 5 مباريات مع المنتخب حتى الآن، منها ودية نيجيريا، ولقى أداء وطريقة لعب المنتخب القومى استحسان كثيرين، كما أثار مخاوف الكثيرين أيضا، فالطريقة الهجومية الواضحة تماماً على المنتخب المصرى، وبالأخص خلال مباراة تونس التى أقيمت بالقاهرة بالتصفيات الأفريقية، وفى المباريات الثلاث الأولى الرسمية للمنتخب، طبّق الجهاز الفنى بقيادة أجيرى طريقة لعب (4/3/3)، وهى طريقة تعتمد على الهجوم بالتوازن مع الجانب الدفاعى بعد أن كان أداء الفريق يتسم بالأسلوب الدفاعى البحت، إلا أن كثيرا من النقاد الرياضيين قالوا إن اللاعب المصرى غير مستعد الآن للعب بهذه الطريقة.
 
اعتمد أجيرى ومعاونه هانى رمزى على ضم أكبر عدد من اللاعبين خلال المعسكرات التى سبقت البطولة، وكان ذلك واضحا فى الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية أمام النيجر، فضم المنتخب وجوها جديدة لم تظهر من قبل بقميص المنتخب، وعلى الرغم من أنها لم تظهر بالمستوى الجيد، إلا أن المدير الفنى للمنتخب قال إن هدفه التعرف على شخصية اللاعب المحلى، وهل يمكن أن يتحول ليصبح لاعبا دوليا بمعنى الكلمة أم لا؟ وأجيرى نفسه أكد أنه لو أراد الفوز فى مباراة النيجر لضم اللاعبين الأساسيين، لكنه ضم عناصر جديدة لاختبارها، ففى مباراتى النيجر ونيجيريا تم قياس أداء بعض اللاعبين المحليين، على أن يتم اختيار القائمة الأولية للمنتخب والتى تضم 30 لاعبا قبل البطولة بـ 15 يوما، على أن نختار القائمة النهائية بعدها والتى تضم 23 لاعبا، والتى ستعتمد على اللاعب الجاهز فنيا وبدنيا ويتحلى بالشخصية القوية فى المباريات الدولية الصعبة.
 
ويستعد مدرب المنتخب القومى من الآن لحل أزمة رأس الحربة، التى تعانى منها مصر منذ اعتزال عمرو زكى وعماد متعب، وتكمن الأزمة حاليا فى أن الأندية المصرية تضم مهاجمين أجانب فى مركز رأس الحربة بنسبة تتعدى الـ 80 % فى الدورى الممتاز، بل وفى القسمين الثانى والثالث، ومن هنا اتضح أن هناك ندرة واضحة لدينا فى المهاجم المصرى الصريح، لا سيما فى ظل عدم استقرار أداء مروان محسن وصلاح محسن وأحمد على وإصابة أحمد جمعة، وابتعاد أحمد حسن كوكا عن الأداء الفنى المعهود عنه، كما أن هناك مجموعة لاعبين من الممكن أن ينضموا خلال الفترة المقبلة للمنتخب، أمثال مصطفى محمد لاعب طلائع الجيش والمنتخب الأوليمبى، والذى خاض مباراة نيجيريا الودية وظهرت لديه الموهبة التى من الممكن تنميتها وصقلها مستقبلا.
 
يحاول الجهاز الفنى للمنتخب المصرى تفادى الظهور السيئ للمنتخب فى كأس العالم بالنسخة الماضية، فبغض النظر عن خسارة مباريات الدور الأول الثلاث، كان الأداء المصرى صادما للجميع، ويعمل الجهاز الفنى على غلق هذه الصفحة تماما مع اللاعبين، من أجل صفاء ذهنهم لتحديين، هما كأس أمم أفريقيا القادمة والصعود لمونديال 2022، ومن أجل ذلك يسعى جهاز المنتخب لبناء منتخب متوسط أعماره 26 سنة،  مع التدعيم ببعض عناصر الخبرة كاللاعب المخضرم أحمد فتحى، الذى بات قريبا جدا من الانضمام للمنتخب القومى، نظرا لأنه لاعب مقاتل ويجيد اللعب فى أكثر من مركز، وكذلك الأمر بالنسبة لوليد سليمان حال تألقه مع النادى الأهلى فيما هو متبقى من مباريات من عمر الدورى المصرى الممتاز قبل التوقف.
 
ووعد خافيير أجيرى مجلس إدارة اتحاد الكرة، بعودة المنتخب للكرة الهجومية المعروفة عنه، وسيدعم ذلك الأمر عودة الجماهير المصرية للمدرجات، وتعاهد اللاعبين فيما بينهم على الظهور بصورة جيدة، ويمتلك أجيرى شخصية قوية ويتعامل بحزم مع كافة اللاعبين، وهذا لا يعنى أنه بعيد عنهم، فمعظم لاعبى المنتخب الذين انتظموا فى التدريبات مع أجيرى، يؤكدون أنه قريب من جميع اللاعبين، ويعرف تمام المعرفة أن هناك منتخبات كبيرة ستشارك فى أمم أفريقيا القادمة مثل السنغال وتونس والمغرب وغيرها من المنتخبات الأفريقية، وهو ما سيخلق بالطبع منافسة قوية من أجل الحصول على اللقب القارى، ويحاول أجيرى وضع حلول مناسبة للقوة الجسمانية والسرعات والمهارات التى تتسلح بها الفرق الأفريقية المرشحة للفوز بالبطولة. قام أجيرى بتقسيم المنتخبات الـ 24 المشاركة فى البطولة على أعضاء جهازه الفنى، فكل عضو لديه 6 منتخبات يقوم بمشاهدة مبارياتها ويضع تصورا لطرق لعبها ومدى قوتها ونقاط ضعفها وأفضل اللاعبين لديها.
 
وكما كان الحال مع المدرب الأرجنتينى السابق، هيكتور كوبر، فصلاح أيضا هو ورقة الفراعنة الرابحة فى البطولة الأفريقية، ويراهن عليه أجيرى فى سد الثغرة الموجودة فى مركز رأس الحربة، ولاسيما أن طريقة -4 -3 3 التى يعتمد عليها أجيرى، يسهل فيها توظيف صلاح فى مركز رأس الحربة المتأخر، وحال تأزم الأمور يمكن استعادته على أى من الطرفين الأيمن والأيسر. 
 
ويعول أجيرى على إجادة صلاح فى مركز رأس الحربة، نظرا لأن يقوم بهذا الدور فى بعض الأحيان مع فريقه الإنجليزى ليفربول، وللعلم المنتخب يلعب بالطريقة نفسها التى يؤدى بها ليفربول. حصل أجيرى على وعد من اتحاد الكرة، بعدم الإقالة حال عدم الحصول على البطولة، بشرط الظهور بشكل يليق بمنتخب مصر، فإدارة اتحاد الكرة، لديها قناعة كبيرة بأجيرى وبخططه المستقبلية للمنتخب خلال الـ 4 سنوات المقبلة، ويحاولون استنساخ «التجربة الألمانية»، فقد خرج المنتخب الألمانى من الأدوار الأولى بمونديال روسيا، ورغم ذلك لم يقم اتحاد الكرة الألمانى بإقالة المدير الفنى «لوف» بل تمسك به لأن لديه خطة يجب أن يطبقها ويقوم بتنفيذها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق