جامعات ومعاهد «سيئة السمعة» في 6 محافظات

السبت، 04 مايو 2019 05:00 م
جامعات ومعاهد «سيئة السمعة» في 6 محافظات
الدكتور خالد عبد الغفار
إبراهيم محمد

- غلق 130 منشأة تعليمية تحت مسمى «أكاديميات» تبيع الوهم للطلاب

- الأكاديمية تدعى منحها الماجستير والدكتوراه.. وجامعة عين شمس تتبرأ منها لعدم حصولها على التراخيص اللازمة
 
- وزير التعليم العالی: نلاحق الكيانات الوهمية ولن نتركها تضحك على أبنائنا
 
18 أكاديمية تعليمية، خلال الأربعة أشهر الماضية، ادعت منح شهادات تعليمية بالتعاون مع الجامعات المصرية فی جميع المجالات، ولم تكتف بذلك، بل ادعت إحداها صلتها بجامعة عالمية، فأصبحت جميعها فی سلة أكاديميات تعليمية سيئة السمعة، ليصبح عدد تلك الأكاديميات «151» منشأة «سيئة السمعة»، خلال العامين الماضيين، وجرى إغلاق أكثر من 130 منها.
 
«صوت الأمة» أجرت بحثا فى أوراق هذه الأكاديميات الوهمية، فاكتشفت أنها بالفعل تبيع الوهم، تحت شعارات زائفة، واتفاقيات وهمية، تحاول من خلالها خداع الشباب الباحثين عن شهادات جامعية.
 
كانت البداية مع «برو أكاديمى» بمدينة نصر، وهى أحد المعاهد التى تمارس العملية التعليمية، وتسهل الحصول على شهادات أكاديمية دون الحصول على التراخيص اللازمة من الوزارة، ومقرها 26 شارع الدكتور حسن إبراهيم، المتفرع من شارع مكرم عبيد بمدينة نصر، محافظة القاهرة، وبالبحث فى أوراق «برو أكاديمى» وجدنا خلوها من أى موافقات رسمية، فلا يوجد لها سجل تجارى أو بطاقة ضريبية، بل أنها تدعى علاقتها بجامعة عين شمس، وتستخرج شهادات باسم الجامعة، بالإضافة إلى أنها تعلن عن دبلومات خاصة «تغذية متخصصة، وتغذية رياضية، ودبلومة إدارة السمنة».
 
محطتنا الثانية فى البحث، كانت عند أكاديمية شيفلد، الموجودة بالدور الرابع، فى العمارة رقم 6 بعمارات نصر الدين، خلف مسجد نصر الدين بالهرم، بمحافظة الجيزة، وتبين أن هذه المنشأة لها سجل تجارى وبطاقة ضريبية على عنوان آخر هو «3 ش عطية الصوالحى، برج تكنولوجى مول، مدينة نصر القاهرة»، وتحت مسمى شركة «أكاديمية شيفلد الدولية للتدريب والاستشارات»، وليس باسم أكاديمية شيفلد الدولية، فضلا عن أن هذه المنشأة، تمنح شهادات تدريبية ببرامج «الإعلام- مهارات التفكير الحديث- دراسة الجدوى المالية والاقتصادية - مطاعم الخدمة السريعة... إلخ»، بالإضافة إلى أنها تعلن عن الدبلومات الإدارية، والبرامج المتخصصة، ودورات الكمبيوتر، ودورات اللغات، والدرجات العلمية المهنية، والدراسات العليا.
 
خلال رحلة البحث وجدنا 4 أكاديميات، تدعی دراستها وتخصصاتها للبترول، وهى أكاديمية الشرق بالزقازيق، وأكاديمية «سيبر سوفت» بالجيزة، وأكاديمية الشرق الأوسط لتكنولوجيا الحاسبات، وأكاديمية 6 أكتوبر لتكنولوجيا البترول والحاسب الآلى بمحافظة سوهاج، فيما تبين أن الأخيرة توهم المواطنين بأنها تمنح الملتحقين بها فرصة لتأجيل التجنيد، وحينما علمت بها محافظة سوهاج وأنها دون موافقات رسمية، أصدرت قرارا إداريا بغلقها، وبالفعل تم التنفيذ من قبل المحافظة، إلا أن المسئول عن المنشأة قام بعمل تعهد بإزالة المخالفات الموجودة، وعند المعاينة للجنة الضبطية، تبين عدم إزالة المخالفات.
 
وفى الزقازيق وجدنا أكاديمية طيبة للعلوم الصحية، التى تقول إنها تمنح دبلوم تمريض، دون أخذ موافقة من الجهات المختصة، كما أنها أدعت التعاون مع جامعة عين شمس، ومن ثم خاطبت وزارة التعليم العالی والبحث العلمی، الجامعة، للتحقق من البروتوكول الموقع مع هذه المنشأت، ومخاطبة المجلس الأعلى للجامعات، لوضع تقنين للحد من البروتوكولات الموقعة مع الجامعات.
 
وفى شارع محمد مصيلحى ببورسعيد، توجد منشأة، تتخذ من «الأكاديمية الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا «الديرى انترناشيونال»، اسما لها، وحينما اكتشفت وزارة التعليم العالى وجودها، خاطبت جامعة بورسعيد، وجامعة الأزهر، والنائب العام، للاستفسار عن أوراقها، فكان الرد من جامعة الأزهر، بإنهاء أی تعاملات مع هذه المنشأة، كما تم إصدار قرار الغلق وتم بالفعل. 
 
كما أسندت إحدى الأكاديميات، بشارع عمر بن عبدالعزيز بطنطا بمحافظة الغربية، مسماها إلى جامعة إكسفورد العالمية، وتم إغلاقها بعد اكتشاف عدم إصدار أی قرار لمزاولة أنشطة تعليمية من الوزارة أو أی جهة أخرى مختصة، وهو ما ينطبق أيضا على «الأكاديمية المصرية البريطانية»، وهى  إحدى الأكاديميات التی أدعت أيضا صلتها بجامعات القاهرة وحلوان وعين شمس، وكذلك وزارة التجارة والصناعة، ومعها 5  أكاديميات للتمريض فى المنوفية، تحت مسميات: «المستقبل، الخبيرة، الحياة، سمارت، فلاى هاى».
 
وفى مدينة نصر أيضا توجد «الأكاديمية الدولية للتعليم والتدريب والتطوير»، التى اتضح أنها تدعى منحها درجات دبلوم وماجستير فى الصحة النفسية، فضلا عن تحصيلها مبالغ باهظة من الطلاب نظير توثيق شهاداتهم، كما ادعت تقديم درجة ماجستير إدارة الأعمال البريطانية المصغرة، ومنح دبلومة ممارس معتمد من جامعات ويلز وكامبريدج ونيفادا، وهو الأمر الذى تبين عدم صحته، وعدم حصوله على التراخيص اللازمة لذلك. 
 
وفى مدينة نصر أيضا، وتحديدا شارع إسماعيل وهبة، بالحى العاشر، توجد «الأكاديمية المصرية الأمريكية»، التى ادعت مزاولتها أنشطة تعليمية بالإعلان عن الدراسة بأقسام «سياحة وفنادق- نظم معلومات- إدارة أعمال- صحافة وإعلام- تكنولوجيا البترول - المساحة والخرائط»، دون الحصول على تراخيص من وزارة التعليم العالى، وكذلك «الأكاديمية المصرية العربية الأمريكية للدراسات الأكاديمية»، ومقرها 13 شارع مركز المعلومات، مساكن شيراتون فى النزهة، التى تم إغلاقها لممارستها التسويق والدعاية لأنشطة تعليمية دون ترخيص بالمخالفة لنصوص القانون.
 
من جانبه، شدد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالی والبحث العلمى، على تصدى الوزارة للكيانات الوهمية ومراكز الدروس الخصوصية وملاحقة المؤسسات التعليمية الوهمية، حفاظا على مصالح الطلاب وأولياء الأمور وضمان عدم التلاعب بهم، مناشدا الطلاب وأولياء الأمور بعدم الانسياق وراء هذه الكيانات الوهمية، والالتزام بالجامعات والمعاهد الخاصة المعتمدة الموجودة على موقع وزارة التعليم العالى، مؤكدا أن الوزارة تواصل بقوة مداهمة هذه الكيانات لعدم «بيع الوهم» للطلاب من أجل الحصول على شهادة أكاديمية أو دبلومة.
 
وأكد عبدالغفار لـ «صوت الأمة»، أن لجنة الضبطية القضائية بالوزارة، تواصل جهودها بجميع المحافظات بالتعاون مع الجهات المعنية، من أجل التصدی لهذه الكيانات الوهمية، مطالبا الجميع بالرجوع إلى القناة الشرعية وهی «الوزارة»، للتأكد من مصدقية الكيان قبل التقدم.
 
وقال السيد عطا، رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالى، إن لجنة الضبطية القضائية التابعة للوزارة، نجحت حتى الآن فى غلق أكثر من 150 كيانا تعليميا منذ بداية عملها بالوزارة، مؤكدا أن وزير التعليم العالى والبحث العلمى، يتابع بشكل مستمر عمل اللجنة، ويتلقى تقريرا دوريا عن عملها لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، لافتا فى تصريحات لـ «صوت الأمة» أن اللجنة مستمرة فى عملها لمواجهة كل الكيانات الوهمية التى تمارس النصب على الطلاب وأولياء أمورهم، مؤكدا أن جميع الجهات التعليمية المعتمدة معلنة على الموقع الرسمى للوزارة، وعلى موقع المجلس الأعلى للجامعات.
 
وطالب رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، الطلاب وأولياء أمورهم بضرورة الرجوع للمصادر الرسمية، للتأكد من الكيانات التعليمية التى يتعاملون معها قبل الالتحاق بأحد هذه الكيانات سواء لدورات تدريبية أو شهادات غير صحيحة وغير موثقة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق