«تليجرام» راعي الفساد والإرهاب حول العالم

السبت، 04 مايو 2019 10:00 م
«تليجرام» راعي الفساد والإرهاب حول العالم
عناصر تنظيم داعش
أحمد قنديل

 
استخدام المجرمين للتطبيق بديلا عن شبكة الإنترنت المظلمة خاصة بعد إمكانية بعض الأجهزة الأمنية حول العالم من ضبطها ومراقبتها وملاحقة النشطاء بها
 
مؤسس التطبيق يتحدى الجميع بشعار «الخصوصية ليست للبيع» وداعش يستخدمه لتمرير رسائله إلى أعضائه بشكل آمن
 
اجتمع زعيم المافيا مع أفراد عصابته، مستهلًا لقاءه معهم برسم ابتسامة على ملامحه، تدل على بهجته لما سيتلوه عليهم، ليخبرهم بكل سرور أن نسبة مخاطرتهم ستقل كثيرًا، وأن لا حاجة للقيام بإجراءات معقدة من أجل التواصل مع بعضهم البعض، والبعث بالرسائل والتدابير خلال قيامهم بعملياتهم الإجرامية، موضحًا لهم أن هناك من وفر سبيلًا آمنًا لإجراء الاتصالات والرسائل الآمنة فيما بينهم، دون خوف أو تحسب للملاحقات الأمنية والشرطية، ما يؤدی إلى ردعهم وملاحقتهم، وهو ما استقبله أفراد العصابة بصدر رحب، لكن أصابتهم بعض الغرابة والاندهاش، ليسألوا زعيمهم عما إذا كان مالك طريقة الاتصال الجديدة السرية شريك لأعمالهم الإجرامية. 
 
«من يوفر الأمان للمجرمين إما شريكًا أو راعيًا».. نظرية واحدة وراسخة يفرضها أی عقل، فلا شك أن مقتنی الأموال المسروقة راعيًا للص، وبائع السلاح للمجرم شريكًا فی الجرم، وكذلك أيضًا من يؤمن الإرهاب، ويسهل إجرائه، فلا يمكن أن يكون إلا جزءً شريكًا من تخطيطه وارتكابه، وهذا هو تحديدًا ما يفعله القائمون على تطبيق «تليجرام» لإجراء الاتصالات والمحادثات، وفقًا لما يراه مراقبون.

«التليجرام».. بديل آمن للإنترنت المظلم

وفقًا لما ذكره موقع مساعدة أمن الإنترنت، نقلًا عن خبراء تكنولوجيا وأمن معلوماتى، فإن «تليجرام»، تطبيق التراسل والاتصالات الفورية والسرية، لديه أكثر من 200 مليون مستخدم نشط، تم تأسيسه من قبل الروسی «بافل دوروف»، يتخذ شعارًا تسويقيًا مفاده بأن «الخصوصية ليست للبيع»، مدعيًا أن التطبيق يمنع تسريب بيانات المستخدمين أو مراقبة نشاطاتهم، وتتبعهم لصالح أی جهة حتى إن كانت أمنية أو مخابراتية، وهو الأمر الذی عاد عليه بمزيد من المستخدمين، ونجح فی الوصول لقطاعات عديدة حول العالم.
 
ويضيف الموقع التكنولوجى، أن الأمن المعلوماتی والتشفير الذی يؤمنه تطبيق «تليجرام» للمستخدمين، مثل وسيلة جيدة لطيور الظلام حول العالم، فيعتبر التطبيق الملجأ الآمن للاتصال بين المجرمين والإرهابيين للتخطيط والتدبير لأنشطتهم والتواصل فيما بينهم، دون الحاجة للجوء إلى شبكة الإنترنت الخفية أو توفير وسائل اتصال مكلفة، وتحتاج إلى مجهودات كبرى.

داعش يتخذ من «تليجرام» منفذًا لاتصالاتهم دون رقيب

لعل أبرز دليل على صدق ما يراه عدد من خبراء الأمن حول العالم بشأن هذا التطبيق واستخدامه كمنصة إجرامية، كان ظهور المقطع المصور الخاص بأبو بكر البغدادی، زعيم تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما يؤكد أن أخطر تنظيم إرهابی حول العالم والأكثر تطرفًا، يعتبر تطبيق «تليجرام» منفذًا آمنًا للتواصل فيما بينهم، دون تحسب للتتبع أو المراقبة.
 
ويؤكد موقع مساعدة أمن الإنترنت، استخدام المجرمين للتطبيق بديلًا عن شبكة الإنترنت المظلمة، خاصةً بعد إمكانية بعض الأجهزة الأمنية حول العالم من ضبطها ومراقبتها وملاحقة النشطاء بها، موضحًا أن هناك باحثين اكتشفوا انتشار ببعض غرف الدردشة على تطبيق «التليجرام»، وإعلانات لتعيين موظفين ببنوك من أجل تسريب بيانات عملاء، وكذلك إعلانات لأسواق إجرامية كمثل تجارة الأعضاء وأنشطة مشبوهة أخرى مثل بيع المستندات المزورة، فضلًا عن عروض لبيع معلومات داخلية من شركات شبكات المحمول.
 
وفی سياق متصل، سجل مستخدمون من مشاهير المجتمع حول العالم، شكاوى تفيد بتلقيهم تهديدات عبر حساباتهم على تطبيق «تليجرام».

القضاء الروسی يحارب «تليجرام»

وعلى جانب آخر، تتجه السلطات الروسية لحجب تطبيق «تليجرام» نهائيًا من روسيا، وذلك بعد أن قضت المحكمة العليا الروسية، بأنه يتعين على الشركة المديرة لتطبيق «تليجرام» بمشاركة مفاتيح التشفير مع سلطات الدولة، وهو ما قابلته الشركة بالمماطلة دون اتخاذ أی خطوة جدية ناحية قرار المحكمة.
 
وكانت الوكالة الفيدرالية الروسية المكلفة بالإشراف على امتثال وسائل الإعلام والاتصالات، ومقدمی خدمات الاتصالات الجماهيرية الأخرى، طلبت من إدارة «تليجرام» الاحتفاظ بسجلات الدردشة الخاصة بالمستخدمين، وإلزام المستخدم على تسجيل بياناته ومشاركتها، وتسليم مفاتيح تشفير الرسائل السرية، لمراجعتها عند الطلب فی حال وقوع أی أمر مفاجئ، يستدعی الكشف والمصارحة، إلا أن كل تلك المطالبات قوبلت بالرفض التام.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق