الحوثيون يجوعون المواطنين.. بهجة رمضان تغيب عن اليمن هذا العام

الأربعاء، 08 مايو 2019 10:00 ص
الحوثيون يجوعون المواطنين.. بهجة رمضان تغيب عن اليمن هذا العام
الحوثيين

 
قضت الحرب على مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الكريم  فى العديد من مناطق اليمن مثل "تعز"، ومناطق أخرى تم تحريرها مثل "عدن" مازالت تحتفظ ببعض المظاهر الاحتفائية، من عادات تواصل الأرحام وشراء بعض المواد الغذائية البسيطة.
 
 
ألقت الحرب بظلالها على "تعز"، تلك المدينة المحاصرة منذ أربعة أعوام، والتى تحوى خمس سكان اليمن وتعد عاصمتها الثقافية، حيث تشهد المحافظة حربا ضروس منذ 4 سنوات بين الجيش اليمنى والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيا الحوثى الانقلابية التى تحاصر المدينة من جهة أخرى، كما أن الحصار المفروض على المدينة يعيق وصول الزبائن لما تبقى من أسواق .
 
هدمت ميليشيات الحوثى غالبية الأسواق الشعبية، ولا يوجد بالمدينة سوى ثلاثة شوارع آمنة وبعيدة عن قصف مليشيا الحوثى، إلى جانب تدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية مما تسبب فى ارتفاع أسعار السلع الغذائية.
 
يأتى هذا؛ فى الوقت الذى قررت كل من الإمارات والسعودية تقديم 200 مليون دولار فى رمضان الى اليمن، فى إطار حزمة مساعدات بنحو نصف مليار دولار أعلن عنها البلدان العام الماضى.
 
ولكن الحوثيين يمنعون دخول المساعدات الإماراتية إلى مناطق سيطرتهم، وبينها صنعاء، حسبما أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولى فى الإمارات ريم الهاشمى، فى تصريحات صحفية لها.
 
كما أن استمرار الحرب والحصار الحوثى على المدينة ضاعف أعباء النقل للسلع، ولا يوجد سوى منفذ واحد باتجاه العاصمة المؤقتة عدن، وهذا طريق شاق، والتاجر يتحمل مخاطر عديدة حتى ينقل بضاعته.

وقال محمد المقرمى رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنسانى، إن الأسر اليمنية فى "تعز" باتت تعتمد على الإغاثة التى تقدمها المنظمات العربية والأممية، وإن كان الدور الأبرز لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتى، اللذين لهما الدور الكبير فى تخفيف كثير من المعاناة لأبناء "تعز".
 
أما فى "عدن" العاصمة المؤقتة لليمن وإحدى المناطق المحررة فى اليمن، فالوضع أفضل من "تعز" فهى تمتلك طقوسا وممارسات لكل مناسبة دينية أو اجتماعية، وشهر رمضان الكريم ليس بمنأى عن ذلك، فتجد الأطفال يطوفون الشوارع، التى تزينت بالفوانيس والأسلاك الكهربائية الملونة، حاملين علب معدنية بها أحجار صغيرة وحصوات، وبمجرد هزِّها تصدر أصواتا، وهى من العادات البسيطة الميزة لليالى رمضان فى اليمن، بالإضافة لتنوع الموائد بعدة أصناف من الأطعمة اليمنية المميزة مثل (الزربيان)، وبنت الشيخ والسمبوسة والمدربش واللحوح والشتنى، والباجية.
 
وقبيل الإفطار يرصد أطفال عدن أذان المغرب كل يوم، وينتظرون أن يصدح المؤذنون، وبمجرد سماعهم الأذان ينشدون أنشودة تقول: (أذن أذن.. شاهي ملبن)؛ كما تصطحب العائلات أطفالها لتأدية صلاة التراويح، كما يعد السمر الرمضانى أحد الطقوس العدنية الأصيلة حيث تتجمع العائلات فى أحد المنازل حتى موعد السحور. 

أما "صنعاء" فالوضع أشد بؤسا، فمع بدء شهر رمضان كثفت ميليشيات الحوثى من إجراءاتها التعسفية لإفساد فرحة اليمنيين بالشهر الفضيل، حيث أثقلت كهولهم بمزيد من الأعباء، واتخذت إجراءات تكثف الضغوط الاقتصادية على الأسر اليمنية المطحونة، فما بين أزمات خانقة فى البنزين والغاز المنزلى والكهرباء، كان من نواتجها شلل فى حركة المواصلات وإغلاق عدد من المحال التجارية والمطاعم، مما فاقم من معاناة اليمنيين الذين يدفعون ثمن الحرب والدمار، وأصبحت صنعاء غارقة فى ظلام دامس جراء أفعال الحوثيين، كما فرضت الميليشيا حصارا على السفن التجارية، ورسوما ضريبية مغالى فيها على التجار.
 
أيضا يترافق حلول رمضان ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية التى يدخل معظمها عبر ميناء الحديدة، ويتم توزيعها على المناطق الأخرى، وبينها صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كما يعانى سكان العاصمة من صعوبة فى شراء السلع الغذائية نظرا لخسارة العديد من أرباب العائلات وظائفهم، وعدم دفع رواتب الباقين.
 
كما يواجه سكان العاصمة اليمنية "صنعاء" أزمة وقود مزمنة أدت إلى تكدس طوابير طويلة أمام محطات التوزيع، فيمضى الأهالى الليل فى الشارع بحثا عن الوقود، فى الوقت الذى يواجهون أزمة طاحنة فى الغاز المنزلى أيضا.
 
بالإضافة إلى استمرار احتجاز الانقلابيين الحوثيين لعشرات من ناقلات المشتقات النفطية القادمة من محافظة الحديدة، متسببة فى أزمة وقود جديدة فى صنعاء والمناطق المجاورة، وارتفاع أسعار الوقود بنسبة تتجاوز الـ 40%، وانتعاش للسوق السوداء التى يديرها المتمردون كسوق موازية لتنمية استثماراتهم ومضاعفة أعباء المواطنين فى مناطق سيطرتهم. 
 
وأكد محمد المقرمى رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنسانى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن صنعاء تشهد أزمة وقود خانقة، إثر إغلاق بعض محطات تعبئة المشتقات النفطية أبوابها، وعودة الطوابير الطويلة للمركبات والسيارات أمام بعض المحطات التي تبيع عبوة 20 لترا بسعر يتراوح بين 7500 إلى 8000 ريال، رغم أن الكميات الموجودة فى صنعاء كافية لتغطية الاستهلاك المحلى، لكن الحوثيين يفتعلون الأزمة للإشارة إلى الإجراءات الحكومية من عدن بشأن واردات الوقود.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق