زبيبة الصلاة.. كرامة أم مرض؟!

اتكأ طفل بجوار جده يداعب وجهه بيده الصغيرة إلى أن وقعت يداه على جبهته فلفت انتباهه وجود بقعة سوداء اللون، فسأله عنها ليجيب عليه مرفوع الرأس "دى زبيبة الصلاة بتظهر للناس اللى بتصلى بانتظام" فاستنكر الطفل الذى لم يتخط عمره ست سنوات رد جده الستينى وبدأ يدقق النظر فى الكافة وبعد ساعات ذهب إلى المسجد بصحبة جده لأداء الصلاة فانتبه إلى أن إمام المسجد لم تظهر على جبهته هذه العلامة رغم انتظامه فى الصلاة بالأهالي دوما فسأل جده وهنا وقف الجد صامتا أمام حفيده.

في الغالب يعتمد الأغلبية في تفسير «زبيبة الصلاة» بالآية القرآنية في سورة الحجرات "سيماهم فى وجوههم من أثر السجود"، ولكن هذه الآية لا تؤكد أن السمة في الصلاح هي زبيبة الصلاة، فمن المفسرين من ذهب إلى أن المقصود بها هي النور والضياء المجازى في الوجه كابن عباس وابن أبى حاتم ومجاهد وغيرهم، وهناك مفسرون آخرون فسروها بأنها النور والضياء الذى يعرف به المؤمنون يوم القيامة ولكن لم يقل أحد من المفسرين وعلماء الدين أن المقصود بهذه الآية هو وجود زبيبة الصلاة خاصة فى جبهة الإنسان.

ومن ناحية أخرى فالسيدات لم تظهر بجبهتهن هذه العلامة حتى المنتظمات فى أداء الصلوات الخمس وهو الأمر الذى يصنع علامة تعجب أمام هذه العلامة المتعارف عليها بأنها سمة الصلاح لظهورها نتيجة الصلاة باستمرار، وهى النقطة التي يجيب عنها أطباء الأمراض الجلدية الذين أكدوا أن السبب العلمى وراء ظهور هذه العلامة للرجال وليس للسيدات رغم انتظام الصلاة هو طبيعة الاختلاف بين بشرة الرجل والمرأة فبشرة الرجل صلبة وقوية وهو ما يجعل احتكاكها المتواصل عند السجود فى أداء الصلاة يكون احتكاكا قويا خاصة لعدم اهتمامهم بالسجود على شيء ناعم أو نظيف لعدم حرصهم على بشرتهم وأمام هذا فتظهر علامة السجود على جبين الرجل عند تكرار الصلاة وليس من الضرورة أن تظهر هذه العلامة بعد التزام لفترة طويلة بتأدية الصلاة فمن الممكن ظهورها بعد أيام معدودة وذلك حسب طبيعة البشرة فحسب.

يقول الدكتور محسن عبد العليم، أستاذ أمراض الجلدية، إن بشرة المرأة تكون أكثر نعومة من الرجل لذا فاحتكاك بشرتها على الأرض لتأدية الصلاة لا يؤثر ذات التأثير الخاص بالرجل، كما أنها دائما ما تعتنى بأن تصلى على شيء ناعم أو نظيف الملمس لتحافظ على بشرتها وهو الأمر الذى يجعل المرأة بعيدة عن ظهور هذه العلامة فى جبينها والتى يطلقون عليها زبيبة الصلاة فمنك الممكن أن تظهر ولكن بعد سنوات طويلة من تأدية الصلاة إذا ظهرت.

وأضاف أن كل الدراسات العلمية تؤكد أن ظهور هذه العلامة يعود إلى طبيعة الجلد وحساسيته وسمكه وأيضا يعود إلى طبيعة المادة التي تحتك بالجلد ويعود ظهورها بشكل أكبر لدي المصابين بالسكر إذا تعرضوا لاحتكاك وضغط في أماكن معينة من الجسد مثل اليدين أو القدمين أو الجبهة نتيجة لضعف الأوعية الدموية عند مرضي السكر كما تزداد احتمالية ظهور زبيبة الصلاة عند أصحاب الوزن الزائد.