تدعم الاقتصاد وتفتح أسواق تصديرية جديدة.. «الروبيكى» فخر صناعة الجلود في الشرق الأوسط

الجمعة، 17 مايو 2019 02:00 م
تدعم الاقتصاد وتفتح أسواق تصديرية جديدة.. «الروبيكى» فخر صناعة الجلود في الشرق الأوسط
الروبيكى

 

 

«دي إيه؟ دي مدبغة علشان صنع الجلود.. ودي إيه؟ دي مصبغة علشان صبغ الجلود.. لكن ورا الصباغة والألوان والدباغة.. فيه جلد كان جمل، وجلد كان حمل.. وأهه كله بيتعمل جزمة وحزام وشنطة»، بالكلمات السابقة، تنبأ الفنان الراحل محمود عبد العزيز بأهمية صناعة الجلود في رائعته «الكيتك ات»، والآن بات لمصر مدينة كاملة مقامة على مساحة 500 فدان، تدعى مدينة الروبيكي للجلود.

قبل إنشاء مدينة الروبيكي لصناعة الجلود، كان الأمر يسير عشوائياً، ولم يكن هناك تنظيم لسير هذا القطاع المهم من الصناعة المهمة، إلا أنه بإنشاء الروبيكي، وضع الكثيرون آمالاً، على مشاركة الجلود في نهضة الاقتصاد المصري، ولاسيما أن مصر من أكبر الدول المتخصصة في الشرق الأوسط في هذا المجال، وتنميته وتحسين جودة الانتاج، سيضيف للناتج المحلي، ويفتح أسواق تصدير جديدة لمصر.  

ينقسم مشروع مدينة الروبيكي للجلود إلى ثلاث مراحل: الأولى 323 وحدة على مساحة 203 أفدنة، وتستهدف نقل وتشغيل وتطوير المدابغ من سور مجرى العيون إلى الوحدات المطورة، وانتهت بنسبة 100% من منشآت المرحلة، وبدأ الإنتاج فيها بعد نقل أكثر من 95% من الطاقة الإنتاجية لمنطقة مجرى العيون، أما الثانية تمتد على 109 أفدنة شاملة الجزء الخاص بامتداد التعويضات بمساحة 27 فدانا، وتشمل الصناعات الوسيطة والمستخرجة من عملية الدباغة، مثل تصنيع الجيلاتين، وكيماويات الدباغة والكرياتين والأمينو أسيد وتصنيع السماد الحيوانى، وانتهت مرافقها بنسبة 100%، والثالثة 161 فدانا تشمل مؤسسات التصميم والمعاهد الفنية للجلود، والصناعات الوسيطة، ومصانع المنتجات الجلدية، ومنافذ بيع ومناطق تجارية، وتستوعب بين 100 و150 مصنعا للمنتجات الجلدية والإكسسوارات والكماليات، ومنطقتى خدمات، ومنطقة معارض، ومركزا طبيا ومركز تدريب.

المهندس محمود سرج، رئيس المجلس التصديرى للجلود، قال إن مدينة الروبيكى أكبر مشروع يشهده قطاع دباغة وصناعة الجلود فى تاريخه، وقد انعكس بالفعل على السوق المحلية التى شهدت زيادة كبيرة فى الإنتاجية، بما يقود إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتحسين جودة المنتجات فى السوق، متابعا: «سوق صناعة الجلود لا تُعانى من مشكلات فى جودة المنتج، وحجم استيرادنا لم يصل إلى 20% .  

وأوضح أن المرحلة الأولى من مشروع الروبيكى شهدت تشغيل عدة مصانع، وأغلبها من مصانع سور مجرى العيون المنتقلة للمدينة، وبحلول نهاية العام الجارى ستنتقل كل المدابغ، والصناعات المغذية مثل الغراء، لافتا إلى انتهاء تخصيص مصانع المرحلة الأولى، ويجرى حاليًا الانتهاء من البنية التحتية وقواعد المعدّات والماكينات والسباكة والكهرباء فيها، إضافة إلى تخصيص الوحدات فى امتداد المرحلة الأولى، وبدء عمليات نقل المعدات.

وفى السياق ذاته، كشف عبد الرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، عن اتجاه المُصنّعين لاستيراد الجلد الخام ودباغته فى مدينة الروبيكى ثم إعادة تصديرة، وذلك بدءا من 2020 عقب انتهاء الانتقال إلى المدينة بشكل كامل، متابعا: «صادرات قطاع الجلود تحتاج مزيدا من الدعم لإعطائها ميزة تنافسية، وتوسيع القاعدة التصديرية، فهناك تكاليف تُضاف على سعر طن الجلود المُصدّرة، فمثلا إنتاج طن واحد يصلح للتصدير يتطلب بين 60 و70 متر مكعب مياه، وفى الروبيكى يُحتسب سعر المتر بـ9 جنيهات تقريبا، وهو ما يحتاج إعادة للنظر» بحسب رؤيته».

وأضاف أن تكلفة انتقال العمالة من وإلى المدينة واحدة من أبرز المشكلات التى تمثّل عبئا كبيرا على صناعة الجلود، خاصة أن محافظة القاهرة تسيّر 4 أوتوبيسات فقط إلى المدينة، لافتا فى سياق آخر إلى أن المجلس التصديرى للجلود يسعى إلى التوسع فى التصدير لقارة أفريقيا، مع الحفاظ على حضور الصناعة المصرية فى الأسواق التقليدية وكثيفة الاستهلاك للجلد، مثل إيطاليا وإسبانيا وتركيا والصين.

يذكر أن مصر كانت قد فازبـ 3 جوائز في مسابقة عالمية نظمها الاتحاد العربي للصناعات الجلدية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، وذلك على هامش المؤتمر الثاني للصناعات الجلدية في لبنان، وشارك بالمسابقة 62 شركة لاختيار 10 شركات فقط منها 3 شركات من مصر وتحديدا من مدينة صناعة الجلود بالعاشر من رمضان.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق