السعوديون يرفعون شعار «لا لتركيا»

الخميس، 23 مايو 2019 12:04 م
السعوديون يرفعون شعار «لا لتركيا»
تحذير من السفر إلى تركيا - تويتر
شيريهان المنيري

بدأت الحملات الإعلامية السعودية المُحذرة من السياحة والاستثمار بتركيا في جني ثمارها، حيث بدأ التفاعل الإيجابي معها بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية.

رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، عجلان العجلان لفت الأحد الماضي إلى تلقيهم للعديد من الشكاوى والاتصالات من قبل مستثمرين سعوديين في تركيا، بسبب مواجهتهم لمشاكل وقضايا تهدد استثماراتهم وسط غياب من الجهات التركية المعنية وعدم القيام بواجباتها لحماية المستثمرين، إضافة إلى الوضع الاقتصادي التركي المتردي بشكل عام حيث زيادة التضخم وانخفاض أسعار العملة الوطنية، محذرًا من الاستثمار في تركيا بعد أن أصبحت غير آمنة ليس فقط للاستثمار ولكن أيضًا في السياحة.

اقرأ أيضًا: كيف وجه السعوديون السوشيال ميديا كسلاح لإسقاط قناع «أردوغان»؟

وقال عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: «المؤسف أن السائح السعودي يعاني في تركيا من تزايد المضايقات الأمنية وحالات النصب والاحتيال، كما يحصل حاليًا مع ملاك العقارات السعوديين هناك حيث وصل الحال إلى درجة منعهم من دخول مساكنهم وعدم إعطاءهم سند التمليك، وهذه المضايقات تتكرر بشكل دائم دون تحرك حقيقي من الجهات المختصة هناك»، مضيفًا «خاطبنا عبر غرفة الرياض مكاتب السفر والسياحة لحثهم على تقديم تسهيلات للراغبين في تعديل حجوزاتهم وتغيير وجهة سفرهم من تركيا إلى أي بلد من البلدان الشقيقة والصديقة التي تتمتع بالأمان وباحترام حقوق السائح، في ظل ما يتعرض له السعوديين من مضايقات في تركيا».

وتابع «العجلان» بأن «الخطاب العدائي من رموز الحكومة التركية وجد تجاوب من قبل القطاعات السياحية والتجارية في تركيا انعكس على شكل مضايقات للسعوديين، ونحن كمواطنين سواء رجال أعمال أو سياح أو مشاهير في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، علينا واجب الدفاع عن الوطن كلٍ في مجاله، ومواجهة الخطاب التركي العدائي»، مناشدًا بعض من مشاهير السوشيال ميديا ممن كانوا في السابق يدعون إلى السياحة في تركيا وتملك العقارات بها بأن يقوموا بواجبهم الوطني بالتحذير من السفر إلى تركيا أو الاستثمار بها».

وكشف عن أن «مكاتب السفر والسياحة تفاعلت مع الدعوات الشعبية لمقاطعة السياحة في تركيا، واستقبلت طلبات كثير من المواطنين بالإلغاء»، وقال: «وأتمنى تفاعل الخطوط السعودية وطيران ناس بإعفاء المواطنين من رسوم إلغاء وتغيير تلك الحجوزات كبادرة من خطوطنا الوطنية التي اعتدنا منها دائما الوقوف مع الوطن».

في السياق ذاته دعا رئيس غرفة الشرقية، عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي قطاع الأعمال السعودي إلى التريث وأخذ الحيطة والحذر عند ممارسة الأعمال في تركيا، واصفًا إياها بالبيئة الاستثمارية غير المستقرة وغير الآمنة، مؤكدًا على أن رؤية المملكة 2030 قدمت فرصُا استثنائية وواعدة حفزت كبرى الشركات العالمية إلى التسابق للظفر بفرص مواتية من خلال المبادرات الجديدة، مطالبًا بتكثيف استثماراتهم محليًا حيث تتهيأ منظومة متكاملة من الأنظمة والتشريعات والتسهيلات التي تقدمها الرؤية، مشيدًا بما يحظى به اقتصاد السعودية من سمات مميزة حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي وقوة العملة المحلية وحصانتها ضد الاهتزازات إلى جانب نظام قضائي مستقل، وارتباط بالأسواق المحلية والعالمية بشبكة لوجيستية، بحسب الحساب الرسمي لـ«غرفة الشرقية» على تويتر.

غرفة الشرقية
 

 

أيضًا كانت السفارة السعودية في تركيا قد دعت في 17 من مايو الجاري من لديهم مشاكل مع أصحاب العقار أو الراغبين في الاستثمار بالتواصل مع السفارة في أنقرة والقنصلية العامة في اسطنبول لمعرفة الإجراءات القانونية الواجب إتباعها، ولمعرفة مصداقية الشركات العاملة في هذا المجال، وضلك لحفظ حقوق المواطنين وحمايتهم.

تنبيه السفارة
 

 

ناصر ال بجاش

وتفاعل قطاع كبير من السعوديين عبر تويتر مع هاشتاج بعنوان #السعوديه_تحذر_من_تركيا، مع الإشارة إلى ما يواجه المواطن السعودي سواء كان مستثمرًا أو سائحًا من التوجه إلى تركيا بسبب ما أصبح الأمر يُمثله من مخاطر عليه.

فرحان القحطاني
 

 
ابراهيم السليمان
 
الاعلامي فيصل
 

ولاقى اتصال من مواطن سعودي عبر إذاعة جدة شاكيًا من تجربته السيئة في تركيا، تفاعلًا كبيرًا في الأوساط السعودية، وقال الكاتب والباحث السياسي، سلمان الشريدة أن ما رواه هذا المُتصل أزعجه وأزعج الكثيرين من السعوديين.

وقال: الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه: «بالدليل والبرهان نظام أردوغان يسرق أموال أبناء السعودية عبر بوابة العقار»، معربًا عن استنكاره لتعرض هذا المواطن للاختلاس من شركات عقارية تركية». وأضاف أن «نسبة السرقة في تركيا وصلت إلى 45 ألف حالة مسجلة في 2019 بعد أن كانت 14 ألفًا في 2009».

وأشاد رجل الأعمال والمغرد السعودي البارز، منذر آل الشيخ مبارك بهذا التفاعل، قائلًا: «التفاعل الذي نراه من المجتمع والشركات السياحية يسر الخاطر؛ فتنازل الشركات السياحية عن عمولات إلغاء السفر إلى تركيا يجب أن يتبعه تفاعل من خطوط ناس والخطوط السعودية»، مضيفًا «شكرًا من القلب للغرف التجارية والشركات السياحية فسلامة المواطنين أهم من كل شئ».

منذر ال الشيخ
 

وعبر مقال له بجريدة الرياض اليوم الخميس، أوضح الخبير الاقتصادي والكاتب السعودي، راشد الفوزان عدم الاستقرار الذي يشده الداخل التركي، حيث المواجهة مع المعارضة وإعادة الانتخابات في إسطنبول. إلى جانب الأوضاع المتوترة على الحدود مع سوريا جنوبًا، وغربًا مع الأكراد إضافة إلى المشاكل التركية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى تردي الأوضاع الأمنية لدى تركيا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، قال «الفوزان»: «العملة التركية فقدت خلال 9 سنوات ما يقارب 77 % من قيمتها، الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي في نهاية 2009، كان سعرها 0.667 دولار، ومازال لها بقية في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها، كذلك ارتفاع نسبة التضخم ليتجاوز مستويات 20 %، وارتفاع مستويات البطالة، وأيضا وضع القيود على التحويل الخارجي بالعملة الصعبة كالدولار، وأيضا التدخل الحكومي المباشر بقرارات البنك المركزي مما يخلق عدم ثقة لدى المستثمر الأجنبي، وحركة رؤوس الأموال».

 وأخيرًا حذر الخبير الاقتصادي من الاستثمار أو السياحة في تركيا، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من البدائل حول العالم.

 

  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق