القمة العربية والقمة الخليجية في مكة.. ماذا يريد العرب من القمتين؟

السبت، 25 مايو 2019 05:00 م
القمة العربية والقمة الخليجية في مكة.. ماذا يريد العرب من القمتين؟
عادل السنهورى
عادل السنهوري

العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز دعا يوم السبت إلى عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامى بمكة المكرمة فى الثلاثين من مايو الجارى.  والهدف من القمتين مناقشة استهداف السفن التجارية قبالة ميناء الفجيرة الإماراتى، وقصف مضخات نفط سعودية من قبل الحوثيين والتشاور فى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة مع تزايد التوتر وقرع طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة فى الخليج، وتصاعد لهجة الخطاب بين الجانبين.

الدعوة لاقت ترحيبا من عدة دول عربية، والجامعة العربية أكدت أنها أرسلت الدعوة للجميع.
 
لا خلاف على ضرورة اجتماع عربى فى ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة والحراك السياسى والأمنى فى منطقة الخليج، لكن هل هى قمة لدعم خيار الحل العسكرى ضد إيران؟ أم لحشد موقف عربى موحد من التهديدات الإيرانية لمنطقة الخليج والتدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية وتهديد الأمن القومى العربى؟.
 
القمتان- العربية والخليجية- فى نهاية مايو على وقع الحشود الأمريكية العسكرية فى الخليج ورفع درجات الاستعداد فى قواعدها العسكرية فى المنطقة والتى تحاصر إيران من كل جانب، والزيارات الخارجية لجورج بومبيو وزير الخارجية الأمريكى الى أوروبا لضمان التأييد والدعم الأوروبى للموقف الأمريكى حال اندلاع الحرب ضد إيران.
 
السؤال الآخر، ماذا تريد مكة من القمتين؟ وهل تنجح اجتماعات مكة فى لم شمل البيت العربى وإطلاق جبهة جديدة لدعم الموقف السعودى؟
المخاوف فى المنطقة من أن تكون القمة أشبه بقمة عربية عقدت بالقاهرة فى عام 91 وكانت تمهيدا للحرب ضد العراق وتحرير الكويت وخسر العرب فيها أكثر من 300 مليار دولار ثم توالت الخسائر مرة أخرى فى الحرب الثانية عام 2003.
 
الكل يدرك أن المنطقة العربية ليست فى حاجة إلى مزيد من الخسائر والإنفاق على الحرب وتحمل تمويلها، كما أنها ليست فى حاجة إلى مزيد من ويلات الحروب.
 
فالصراعات والحروب تنهش الجسد العربى، سواء بشكل مباشر أو بحروب بالوكالة فى سوريا أو العراق واليمن وليبيا، إضافة الى الوضع غير المستقر فى السودان، والحرب ضد الإرهاب التى تخوضها مصر والجزائر.
 
فهل تخرج القمتان بسلام دون تورط عربى جديد فى حرب جديدة لاستنزاف الموارد؟ وهل الوضع العربى برمته على قلب رجل واحد؟ أم أن هناك تباينا فى المواقف وتقاطعا فى المصالح بين بعض الأطراف العربية تجاه طهران؟ فحقيقة الأمر هناك دول عربية ترتبط ارتباطا وثيقا بطهران اقتصاديا وسياسيا، وطبيعى أن تتحفظ على أى بيان شديد اللهجة ضدها أو أى بيان يسمح الفرصة للولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة ضذ ايران.
 
الحرب ليست نزهة، أو مجرد قرار، لكنها قرار خطير يتوقف عليه مستقبل المنطقة ودولها وتمهد لسيناريو كابوسى لمجمل الأوضاع العربية وقضيتها المركزية.
 
الجانب الإيرانى يضع المنطقة كلها على حافة الخطر وشفير الحرب، وأظنه يعى جيدا خطورة ما يحدث وعليه ألا يسير إلى النهاية رغم لغة الثقة المفرطة فى كلام قادته، وعليه أن يعود إلى رشده وسياسته «البرجماتية» فى التعامل مع الأحداث ومع «الشيطان الأكبر» وأن حقائق الجغرافيا والتاريخ هى الثابت وأن فرض الأمر الواقع والمشروع الإيرانى على المنطقة هو المتحول والزائل.
 
الدول العربية فى مكة سيكون حرصها الأول على تأكيد موقف عربى موحد تجاه التهديدات الإيرانية وعدم الانزلاق إلى حرب يضيع فيها اليابس والأخضر ويزيد من الأوجاع والآلام العربية، القمتان سيكون هدفهما هو ردع إيران ووضع حد لتدخلها فى الشئون العربية الداخلية وتهديد الأمن القومى العربى.
الشعوب العربية لا تتمنى الحرب وهى دعوة تتصادف مع موعد انعقاد القمة فى 30 مايو، والذى يصادف ليلة القدر!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق