بالأسماء والتفاصيل.. أسماء المنظمات التابعة لأردوغان التي تمارس عمليات تجسس بألمانيا

السبت، 08 يونيو 2019 11:00 م
بالأسماء والتفاصيل.. أسماء المنظمات التابعة لأردوغان التي تمارس عمليات تجسس بألمانيا

كشفت المخابرات الألمانية محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التجسس عليها بعد أن سخر جهاز استخباراته برئاسة هاكان فيدان السفارات والبعثات القنصلية لأنقرة في العواصم الأجنبية، ووجهت ألمانيا عدة صفعات مدوية للنظام التركي، سواء في كشف مخططاته أو سن قوانين تلاحق المتعاونين معه.

استخبارات الألمان فطنت إلى أن عمليات التجسس التي يأمر بها أردوغان  تهدف للسيطرة على الأتراك المقيمين في الدولة الأوروبية والبالغ عددهم نحو 3 ملايين شخص، ومحاولة تحويل سياسات برلين الرافضة لجرائم حكومة العدالة والتنمية في الداخل والخارج، إلى موقف مؤيد.

وكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية (BND) حذرت في كتيب نشرته سابقا، وتم إعداده لطالبي اللجوء واللاجئين الأتراك من جواسيس حكومة أردوغان.

وقالت الاستخبارات الألمانية في رسالة التحذير للأتراك: "هناك جواسيس بينكم، ابتعدوا عن كل من يبدي اهتمامًا غير معتاد بكم، ومن يقدم لكم المال ويطرح عليكم أسئلة دائمة حول كيفية وصولكم إلى ألمانيا".

الوكالة نبهت اللاجئين الأتراك والوافدين بأن من يحاولون التجسس عليهم يستخدمون عبارة: "نحن نتحدث التركية أيضا".

من جانبها أكدت منظمة حماية الدستور في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية في تقريرها عن العام 2018 أن وحدات الاستخبارات التركية كانت من بين مجموعة من وكالات الاستخبارات التي كثفت أنشطتها في ألمانيا خلال العام، حسبما ذكرت صحيفة "أكتيف هابر" التركية، اليوم الجمعة.

وذكر تقرير المنظمة الألمانية أسم الاستخبارات التركية كواحدة من وحدات استخبارات الدول التي كثفت أعمالها في ألمانيا خلال 2018، موضحًا أن أعمال التجسس تشمل بشكل خاص أنشطة مواطنيهم المقيمين في ألمانيا، والمعارضين منهم بشكل خاص، بالإضافة إلى الشركات متوسطة الحجم.

الاستخبارات الأجنبية النشطة في ألمانيا، وفي مقدمتها التركية تسعى لزيادة التأثير على المواطنين الذين يعيشون في مختلف المدن الألمانية، خصوصًا أن أكثر من 3 ملايين تركي يعيشون في البلاد، وأن 508 آلاف من سكان ولاية بادن فورتمبيرغ من أصل تركي.

التقرير الألماني كشف عن أسماء عدد من الجمعيات والهياكل المرتبطة بتركيا التي تظهر أنشطتها في جميع ربوع ألمانيا، وتضمن تفاصيل عن منظمة "الرأي الوطني" أو (مللي جوروش) والأحزاب السياسية والتشكيلات الدينية المرتبطة بأنقرة مثل "بيوت عرفان" وحزب السعادة وجماعة إسماعيل آغا، كما أدرج التقرير أنشطة المنظمات المتطرفة اليسارية واليمينية.

وكشف التقرير عن ارتفاع إجمالي عدد المتعاطفين مع الاتحاد الأوروبي من أعضاء الجمعيات التركية القومية الديمقراطية، نكاية في أردوغان، الذي يتبع سياسات معادية للاتحاد، وكذلك ارتفاع عدد أعضاء حزب "جبهة التحرر الشعبي الثوري"، وحزب العمال الكردستاني، والحزب الشيوعي التركي، من 4 آلاف و235 عضوا في عام 2016 إلى 4 آلاف و535 في عام 2018.

من جانبها كثفت حكومة إردوغان - بعد مزاعم مسرحية الانقلاب في يوليو 2016 - من عملياتها القمعية ضد حزب العمال الكردستاني، وكذلك ضد أعضاء منظمة فتح الله جولن في الداخل وفي الخارج أيضًا، وسعت إلى القبض على كل من ينتمي إلى الكيانين وترحيله إلى تركيا، إذ طالبت بإحالة الأشخاص المشتبه بهم من المواطنين الذين يعيشون في الخارج إلي وحدات الأمن التركية.

كما طلبت المديرية العامة للأمن التركية من المواطنين الذين يعيشون في ألمانيا بالإبلاغ عن الأشخاص المشتبه بهم عن طريق تطبيقات الهاتف المحمول.

المؤسسات التركية المرتبطة بحكومة أردوغان في ألمانيا، كثفت بحسب التقرير، استخدام نفوذها من أجل تنفيذ أنشطة الاستخبارات، ومن هذه المؤسسات: الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب)، وكذلك حزب الاتحاد الكبير المؤيد لإردوغان والمقرب من حزب العدالة والتنمية، والذي يتخذ من مدينة كولونيا الألمانية مقرًا له.

من بين الأنشطة التي ذكرها التقرير الألماني، والتي حاولت من خلالها حكومة إردوغان أن تؤثر على الأتراك المقيمين في البلد الأوروبي، عرض شريط فيديو يدعو إلى دعم عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها القوات المسلحة التركية لغزو شمال سورية في 20 يناير 2018، وتم عرضه على الأطفال في المساجد التابعة للاتحاد الإسلامي التركي للشئون الدينية (ديتيب) بهدف الدعاية للعملية العسكرية الإجرامية التي استعان فيها الأتراك بميليشيات إرهابية متطرفة بهدف القضاء على الأكراد في شمالي البلد العربي، وخلفت عددا من القتلى من المدنيين ودمرت البنى التحتية والآثار.

بدورها، أكدت رئيس منظمة حماية الدستور في ولاية بادن فورتمبيرغ، "باتي بوب"، أن أعمال التجسس التركية وغيرها لم تتوقف على أنشطة المؤسسات على أرض الواقع، فالهجمات الإلكترونية ضد الشركات الألمانية والمؤسسات التي تقدم خدمات البنية التحتية في البلاد قد ازدادت أيضًا.

وفي مارس الماضي، حذرت وكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية (BND)   حذرت في كتيب تم إعداده لطالبي اللجوء واللاجئين الأتراك من جواسيس حكومة إردوغان، وقالت في رسالة لهم: "هناك جواسيس بينكم، ابتعدوا عن كل من يبدي اهتمامًا غير معتاد بكم، ومن يقدم لكم المال ويطرح عليكم أسئلة دائمة حول كيفية وصولكم إلى ألمانيا".

ونبهت الوكالة اللاجئين الأتراك والوافدين بأن من يحاولون التجسس عليهم يستخدمون عبارة : "نحن نتحدث التركية أيضا"، وذلك في الوقت الذي زادت فيه طلبات اللجوء من تركيا إلى ألمانيا بعد مسرحية الانقلاب نتيجة حملات القمع والمطاردة لكل من يشك في انتمائه لحركة الخدمة التي يقودها فتح الله جولن.

وخلال العام الماضي، قالت السلطات الألمانية إن الاتحاد الإسلامي التركي يمارس أعمالا استخباراتية لصالح نظام إردوغان، مستغلًا تحكمه في المساجد التي يتولى تعيين أئمتها وتدريبهم. وأضافت: الاتحاد التركي يتلقى تمويلات مشبوهة، معتبرة أنه ذراع إردوغان داخل ألمانيا، في ظل وجود 960 إمامًا تركيا يستغلون المساجد الألمانية في التجسس على المسلمين تحديدًا، مقابل رواتب شهرية يتقاضونها  من أنقرة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق