تنطلق من أفغانستان.. سر تخوف أمريكا من هجمات جديدة لداعش تستهدف الغرب

الإثنين، 10 يونيو 2019 11:00 م
تنطلق من أفغانستان.. سر تخوف أمريكا من هجمات جديدة لداعش تستهدف الغرب

 
عمل تنظيم داعش الإرهابي على توسيع نطاق وجوده في الجبال المحظورة شمال شرقي أفغانستان وتجنيد مقاتلين جدد، والتخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وفقا لمسؤولي أمن أميركيين وأفغان، وذلك بعد أن فقد تنظيم داعش أراضي الخلافة، التي كان قد أعلنها في العراق وسوريا.
 
وبعد ما يقرب من عقدين على الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة، ينظر إلى التنظيم المتطرف على أنه أكبر تهديد من طالبان بسبب قدراته العسكرية المتطورة بشكل متزايد واستراتيجيته في استهداف المدنيين سواء في أفغانستان أو خارجها.
 
وتزداد المخاوف من أن كثيرين باتوا يرون في طالبان، التي سبق أن اشتبكت مع داعش، كشريك محتمل في احتوائها.
 
وقال مسؤول في المخابرات الأميركية في أفغانستان للأسوشيتد برس إن موجة الهجمات الأخيرة في العاصمة كابل هي "تمرين عملي" لشن هجمات أكبر في أوروبا والولايات المتحدة.
 
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته حفاظا على أمنه الشخصي: "هذه الجماعة هي أكبر تهديد لأوطاننا من أفغانستان. إن التفويض الأساسي لداعش هو القيام بهجمات خارجية في الولايات المتحدة وأوروبا"، مضيفا: "هذا هو هدفهم. إنها مسألة وقت فقط. إنه أمر مخيف للغاية".
 
ويرى مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، بروس هوفمان، أن أفغانستان قاعدة جديدة محتملة لداعش الآن بعد أن تم طرده من العراق وسوريا، متابعا: "لقد استثمر تنظيم داعش قدرا في الاهتمام والموارد في أفغانستان"، مشيرا إلى "تخزين ضخم للأسلحة" في شرقي البلاد.
 
وظهر تنظيم داعش في أفغانستان بعد فترة وجيزة من اجتياح المقاتلين الأساسيين للمجموعة مساحات واسعة من سوريا والعراق في صيف عام 2014، ونجحوا في إعلان الخلافة في حوالي ثلث كلا البلدين.
 
ويشير التنظيم إلى فرعه في أفغانستان باسم ولاية خراسان، وهو الاسم الذي كان يطلق على أجزاء من أفغانستان وإيران وآسيا الوسطى في العصور الوسطى.
 
في البداية، كان عدد ممن ينتسب إلى داعش بضع عشرات من المقاتلين معظمهم من طالبانالباكستانية، الذين طردوا من قواعدهم عبر الحدود وجذبتهم أيديولوجية داعش الأكثر تطرفا.
 
وبينما حصرت حركة طالبان كفاحها داخل أفغانستان فحسب، فإن مقاتلي داعش، بإعلانهم الولاء إلى زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، فإنهم اعتنقوا دعوته العالمية ضد غير المسلمين.
 
وداخل أفغانستان، شن تنظيم داعش هجمات واسعة النطاق على الأقلية الشيعية، وواجه التنظيم بعض العثرات المبكرة، حيث قتل قادته في غارات جوية أميركية. لكنه حصل على دعم كبير عندما انضمت "حركة أوزبكستان الإسلامية" إلى صفوفه عام 2015.
 
واليوم بات يقاتل تحت لواء التنظيم آلاف المقاتلين، كثير منهم جاءوا من آسيا الوسطى ودول عربية والشيشان، والهند وبنغلاديش، بالإضافة أقلية الأيغور من الصين.
 
ولطالما كان التنظيم متمركزا في ولاية نانغارهار شرقي البلاد، وهي منطقة وعرة على طول الحدود مع باكستان، لكن له وجود قوي في شمال أفغانستان، وتوسع مؤخرا في ولاية كونار المجاورة، حيث قد يكون من الصعب التخلص منه.
 
ووفرت الولاية الجبلية مأوى لأسامة بن لادن لمدة عام تقريبا، بعد الإطاحة بحكم طالبان، وكافحت القوات الأميركية لسنوات من أجل الاستيلاء على المواقع الأمامية المرتفعة هناك، وإسقاط طالبان بنهاية المطاف.
 
 
كانت المنطقة، التي تضم ولايات نانغارهار ونورستان وكونار ولغمان، خطيرة للغاية إلى درجة أن التحالف - الذي تقوده الولايات المتحدة - حدد لها كلمة مختصرة في السنوات التي تلت الغزو، مشيرا إليها باسم "إن 2 كيه إل".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق