من الموسكي لسوق الحميدية.. هنا دمشق من القاهرة

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 02:33 م
من الموسكي لسوق الحميدية.. هنا دمشق من القاهرة
عنتر عبداللطيف يكتب :

«من الموسكي لسوق الحميدية أنا عـارفة السكة لوحدية، كلها أفراح و ليالي ملاح وحبايب مصر يا سورية،بأمان و سلام وبشوق وغرام ح نغنـي نشيد الحرية، ،أنا عارفة السكة لوحدية».. كلمات ولا أروع، تغنت بها المطربة اللبنانية الراحلة «صباح» ومن ألحان المطرب السوري الراحل « فريد الأطرش»، و من كلمات الشاعر الغنائي الراحل أيضا «مرسى جميل عزيز».
 
كررت كلمة «الراحل» ثلاث مرات فى الفقرة السابقة بشأن الفنانين الذين وقفوا خلف هذا العمل الفني الجميل، فهل ذهبت معهم قيم لم تعد موجودة، وهل أصبح أمثال هؤلاءعملة نادرة، بسبب قلة الوعى، لتتغير ثوابت «الكرم» واحتضان الأشقاء، والوقوف بجانبهم فى كبواتهم ومصائبهم، وهى القضية التى تحمل مستويين ، الأول «خاص» بالنسبة لأفراد الأسرة الواحدة ،والثانى«عام» بالنسبة للمجتمع المصري، وهو ما ينسحب أيضا على مجتمعنا العربي الكبير، فكل العرب أشقاء للمصريين،فهل كان يدرك هؤلاء «الكبار» أهمية الوحدة، ونشر القيم الداعية إليها ،عبر الغناء الطرب العربي الأصيل، وهل بموتهم تقزمت أشياء كثيرة فى حياتنا، وسادت أنماط غير سوية، وسوداوية، راحت تحاول تكدير حياة ضيوفنا من الأشقاء السوريين فى مصر، والذين هم بالفعل يقيمون فى بلدهم، دون مبالغة أو تهويل.
 
طوال الأيام الماضية، شن بعض الموتورين، وربما المدفوعين، أو المستخدمين، أو الـ"هبادين"، هجوما حادا على الأشقاء السوريين المقيمين في مصر ، وهى الحملة التى بدت منظمة، أو كانت عشوائية، وجرى تنظيمها في سياق معين للتخديم على أهداف معينة، عبر جماعات، وعناصر إخوانية في الداخل والخارج بغرض بث الفتنة بين المصريين، والسوريين، بعد كل هذه السنوات التى قضاها الأشقاء في مصر.
 
 
 
طوال السنوات الماضية ، لم تنظم مثل هذا الحملات فى الهجوم على السوريين أو أى من اللاجئين المتواجدين بمصر، فعبر التاريخ كانت مصر ملاذا آمنا لكل من لجأ إليها، حيث ينصر فى معدن شعبها الطيب، الذى يحتوى ويمصر ويصهر البشر والحجر.
 
 
 
«حموي يامشمش بلدي يامشمش، عيد وحدتنا ملا سكتنا، وفرش بيتنا زهر المشمش،شرفت ياعيد وآنست ياعيد يافرح ياجديد على حب جديد، شرفت ياعيد وآنست ياعيد والنصر أكيد وصبح فى الآيد، شرفت ياعيد وآنست ياعيد وف عيد ورا عيد نكبر ونزيد،يا للي معانا قول ويانا عيد وحدتنا ملا سكتنا،عيد وحدتنا ملا سكتنا،وفرش بيتنا زهر المشمش».. كلمات رائعة أيضا للشاعر«مرسى جميل عزيز» ولحن «فريد الأطرش وغنار «الشحرورة صباح».. كلمات طيبة ، أصيلة، واعية، تدعو للتقارب والوحدة مع شعب شقيق، كان وسيظل معنا فى السراء والضراء.
 
 
 
لن يتسطيع الشعب المصري أن ينسى موقف الإعلامي السوري،«الهادي البكار» الذي كان يعمل في إذاعة دمشق  صاحب المقولة الشهيرة «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر»، وهى العبارة التى  كان قد أطلقها«الإعلامي العروبي» ردا على غارات العدوان الثلاثي على مصر 1956،وهى الغارات التي أدت إلى قطعت خطوط الإذاعة المصرية.
 
 
 
سيظل المصريون يفتحون أزرعتهم لأخوتهم السوريين، وسيظل جيش مصر العظيم المدافع دائما عن الأشقاء العرب، فى ظل هجمات شرسة يتعرضون لها، وستظل معركة «عين جالوت»حاضرة فى الذاكرة، وهي المعركة التى توصف بالفاصلة فى تاريخ المسلمين بعد أن استطاع الجيش المصري فى عهد المماليك بقيادة «سيف الدين قطز» سحق جيش المغول الذى كان يقوده «كتبغا»، بعد أن استطاع الجيش المغولي اسقاط الدولة الخورازمية، ثم اجتياح بغداد وقتل الخليفة «المستعصم بالله» ، ما أدى لسقوط الخلافة العباسية، ثم اجتياح المغول لمدن الشام وفلسطين،ليظهر هنا دور الجيش المصري الذى هزم المغول وشتت شمل المعتدين وأوقف زحف الخطر الأكبر على الدول الإسلامية وقتها،وهو الدور المستمر عبر العصور بانتصار جيشنا العظيم على قوات الاحتلال الإسرائيلي فى ملحمة 6 أكتوبر المجيدة،والتى شارك فيها الجيش السوري، ليختلط الدم المصري والسوري،ما يؤكد أن ما بين الشعبين أكبر من مهاترات  و«هبد» البعض على مواقع«التواصل الإجتماعي».
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق