«كازابلانكا» يعيد المصريين لمقاعد السينما ويخطف كعكة العيد

هذه السنوات التى شهدت غياب الجمهور عن السينما بسبب ضعف الأفلام المعروضة، تغيرت الآن بفيلم  «كازابلانكا» الذى جاء ليحدث حالة من الحراك الشديد فى شباك تذاكر السينما المصرية، بعدما توافد آلاف المصريين على السينمات لمشاهدة الفيلم، الذى استطاع أن يثبت تفوقه على كل الأفلام المعروضة فى ذات التوقيت، وهو ما يظهر من خلال تصدره لشباك تذاكر موسم عيد الفطر دون منافس.

 

فيلم «كازابلانكا»، للنجم أمير كرارة الذى وضع قدمه بالفعل فى مقدمة صفوف نجوم الصف الأول بتجربته السينمائية الماضية التى شهدت أولى بطولاته فى الشاشة الفضية وهى «حرب كرموز»، بالتوازى مع تقديمه لـ 3 أجزاء من مسلسل «كلبش»، والذى جعله بالفعل نجما جماهيريا ينتظر محبوه كل عمل يقدمه، وجاء الفيلم ليتصدر المشهد بعد ما توافرت فيه كل عوامل النجاح والتميز أيضا، بسبب وجود نجم جماهيرى مثل أمير كرارة، ومعه ممثلون على قدر كبير من الموهبة والحضور والقدرة على جذب المشاهد، مثل إياد نصار وعمرو عبدالجليل وغادة عادل، فضلا عن القصة غير التقليدية التى يقدمها هشام هلال فى الفيلم، والصورة المتميزة لحسين عسر، والإخراج الجيد لبيتر ميمى، الذى اعتمد على الإيقاع السريع والأحداث المتلاحقة، والتوظيف الجيد لكل الممثلين المشاركين، فضلا عن الاستعانة بمواقع تصوير جديدة ما بين المغرب وبيروت ومصر، وهو ما ساعد بالفعل على وجود رؤية بصرية مختلفة للمشاهد، أيضا تواجد بطل مسلسل «حريم السلطان» الممثل التركى خالد أرغنتش، بالفعل كل هذه العوامل جعلت الفيلم يحقق أعلى إيراد يومى فى تاريخ السينما المصرية، وهذا الأمر يحسب بالفعل لشركات إنتاج الفيلم منها سينرجى وتالنت ميديا والطاهر ميديا برودكشن.

 

«كازابلانكا» دخل المنافسات السينمائية فى موسم عيد الفطر متصدرا للترشيحات، سواء من الجمهور أو النقاد، ليكون الفيلم الأبرز هذا الموسم، خاصة بعد تنفيذه بأعلى التقنيات التى جعلته يشبه الأفلام الأجنبية، فى التصوير وتنفيذ مشاهد الأكشن، إضافة إلى التصوير بأماكن جذابة فى مصر بعيدا عن الاستوديوهات، منها الإسكندرية وسفاجا، وكذلك التصوير فى مدينتى كازابلانكا ومراكش بالمغرب، كل ذلك يأتى مع الحالة الفنية التى يعيشها بطل العمل أمير كرارة والذى أصبح واحدا من أبرز نجوم الشباك فى مصر حاليا بعد ما حقق، بأول بطولة سينمائية العام الماضى من خلال فيلم «حرب كرموز»، إيرادات تخطت 55 مليون جنيه، بالإضافة إلى نجاحاته الكبيرة فى الدراما بالأعوام الأخيرة.

 

كما يعد «كازابلانكا» من أهم الأفلام التى أنتجت فى السنوات العشر الأخيرة، سواء من حيث حجم الإنتاج، أو عدد النجوم العرب المشاركين فيه، إلى جانب مشاركة النجم العالمى التركى «خالد ارغنتش» بطل المسلسل التركى الشهير عالميًا «حريم السلطان»، والذى يشارك للمرة الأولى فى فيلم عربى، ويكفى الإشارة هنا إلى أن الفيلم حقق فى أيام العيد فقط 36 مليونا و320 ألف جنيه، ضاربا بذلك كل الأرقام القياسية لشباك التذاكر، حيث لم يسبق أن حظى فيلم مصرى بهذه النسبة الكبيرة من المشاهدة، وهو ما وضع صناع السينما أمام تحد جديد.

 

فيلم «كازابلانكا» تأليف هشام هلال وإخراج بيتر ميمى وإنتاج شركة سينرجى فيلمز ووليد منصور والطاهر برودكشن، وبطولة أمير كرارة، غادة عادل، عمرو عبدالجليل، إياد نصار، لبلبة، محمود البزاوى، أحمد داش، النجم التركى خالد أرغنتش، وظهور عدد من النجوم كضيوف شرف، من بينهم الفنان الكبير مصطفى شعبان ونيللى كريم وبيومى فؤاد وأحمد فهمى وآخرين.

 

ونافس فيلم «كازابلانكا» فى موسم العيد 4 أفلام أخرى هى «الممر» بطولة أحمد عز تأليف وإخراج شريف عرفة، و«سبع البرمبة» بطولة رامز جلال تأليف لؤى السيد وإخراج محمود كريم، و«حملة فرعون» بطولة عمرو سعد وإخراج رؤوف عبد العزيز، و«محمد حسين» بطولة محمد سعد وإخراج محمد على.

 

 من جانبها أعربت النجمة غادة عادل عن سعادتها البالغة بردود الأفعال الإيجابية التى تلقتها حول دورها فى فيلم «كازابلانكا»، مشيرة إلى أنها تابعت الأصداء من خارج مصر، حيث قضت إجازة عيد الفطر بأوروبا، وقالت إنها تشكر الله على الإيرادات الضخمة التى يحققها الفيلم منذ اليوم الأول لطرحه فى دور العرض، وتمكنه من كسر الرقم القياسى لأعلى إيراد يومى فى تاريخ السينما المصرية، لافتة إلى أنها تتوقع المزيد خلال الأيام المقبلة.

 

وأشاد الناقد طارق الشناوى بالفيلم، وأكد أنه من أنجح أفلام العيد هذا العام، موضحا أن أمير كرارة نجم يستند إلى إرادة جماهيرية هى التى صعدت به للقمة الرقمية، واقترب من قلوب الناس بدرجة دفء ملحوظة، مؤكدا أن كرارة استطاع أن يصنع دائرة جماهيرية قابلة دائما للاتساع، هو قطعا له مصداقيته فى سينما (الأكشن)، يحافظ على بنيته الجسدية، ولياقته البدنية، كان قبل نحو عامين أحد أهم عناصر نجاح فيلم (هروب اضطرارى) بطولة أحمد السقا، وهكذا بات حضوره كنجم شعبى مطلبا جماهيريا.

 

وأشار الشناوى إلى أن الفيلم يعتبر نجاحا لتلك التوأمة بين أمير كرارة والمخرج بيتر ميمى، التى انتقلت بسلاسة من الشاشة الصغيرة متصدرا كثافة المشاهدة للشاشة الكبيرة معتليا قمة الإيرادات، كما أشاد بدور إياد نصار وقدرته على التلون فى الأداء الهادئ على السطح المحمل بالداخل بالكثير من مشاعر الانتقام، وعمرو عبدالجليل الذى دأب على أن يأخذ كل شخصية يؤديها إلى ملعبه هو، فلا يذهب إلى الشخصية ويمسك بتفاصيلها الداخلية، فقط يكتفى بارتداء ملامحها الخارجية حتى يقدم هو بـ «الإفيه» الذى ينتزع الضحك من الجمهور، تلك الحالة التى يقدمها عمرو تحقق درجة من التماهى مع جمهوره.

 

وتناول الشناوى دور غادة عادل فى الفيلم، وأكد أن حضورها مميز فى الفيلم رغم أن هناك مشاهد حركة تحتاج لدوبلير، إلا أنها توافقت مع مفتاح الدور باعتباره لعبة، وتعاملت معه على سبيل اللعب فنجحت، أما بيتر ميمى يقدم شاشة جاذبة تجمع بين التشويق وخفة الظل، استعان بعناصر فنية حققت له النجاح أولهم فنان الموسيقى التصويرية التونسى الموهوب أمين بوحافة ومدير التصوير حسين عسر والمونتير أحمد حافظ.

 

من جانبه قال الناقد الفنى أحمد سعد، إن فيلم كازابلانكا يعد العمل الخامس لفريق العمل مما أحدث «كيميا» وتوافقا كبيرا بينهم، بالإضافة إلى أن كرارة أصبح يمثل نموذج البطل لدى الشباب، لذا تمكن من تكوين جمهور له من نوعية خاصة، موضحا أن سبب نجاح «كازابلانكا» وتفوقه فى الإيرادات هو كثرة عناصر الجذب والتشويق به وذلك لأنه تم تصويره فى مصر وبلدان أخرى منها المغرب، فضلًا عن الدور المتميز للفنان عمرو عبدالجليل ، وأيضا عرضه فى عدد كبير من دور العرض.

 

وتفاعل الجمهور مع الفيلم، ليس فقط داخل السينمات، وإنما على مواقع التواصل الإجتماعى، فقد دشن محبو كرارة هاشتاج باسم الفيلم «كازابلانكا»، على موقع «تويتر»، مغردين على الوسم بتغريدات كلها إعجاب وانبهار بالفيلم، ومنها تغريدة «باشا مصر وباشا قلوبنا والله، أمير كرارة واحدة بس، الله عليك يا أمير يا اللى خربها ومولعها، الفيلم حلو أوى، سهرة كانت ممتعة كالعادة أعمال أمير كرارة وبيتر ميمى ما يختلف عليها اثنين».