2019 عام الذوبان.. أجزاء من العالم تنصهر بشكل غير عادي

باتت أزمة الاحتباس الحرارى، تهدد أجزاءا كبيرة من من الكرة الأرضية، خاصة في ظل الارتفاع القياسى في درجات الحرارة، وهو ما أدى إلى ذوبان كميات هائلة من الجليد.

شبكة سي إن إن الأمريكية، نشرت تقريرًا كارثيًا يفيد بذوبان 2 مليار طن من الجليد فى جريندلاند خلال أسبوع، وهو الذى يعد معدل انصهار غير طبيعى بالمرة، وأوضح أنه من غير المعتاد أن تكون فترة الذوبان فى منتصف يونيو بهذا المعدل حيث يمتد من يونيو إلى أغسطس، مع حدوث الجزء الأكبر من الذوبان في يوليو.

الارتفاع المفاجئ فى الانصهار غير عادى بهذا الشكل، يقول العالم بمجال الأبحاث فى جامعة جورجيا توماس موت، إن ذلك الوضع قد يكون علامة سيئة، ويشير 2019  إلى أنه قد يسجل أرقامًا قياسية لمقدار خسارة جرينلاند الجليدية.

وأوضح أن هناك عملية تسمى «البياض»، وهى أن الثلوج البيضاء والجليد اللامع تعكس أشعة الشمس مرة أخرى إلى الفضاء، مما يزيد من ارتفاع الحرارة، ومن ثم ارتفاع معدل ذوبان الجليد.

وفي سياق متصل، توقع جاسون بوكس ​العالم بمجال المناخ بهيئة المسح الجيولوجى فى الدنمارك وجرينلاند، في أواخر شهر مايو أن عام 2019 سيكون عامًا كارثيا بالنسبة لجرينلاند، مشيرًا إلى أن عام 2019 من المرجح أن يكون عام ذوبان كبير جدًا، ومن الممكن أنه سيتجاوز سنة الذوبان القياسية 2012، وسيكون له تداعيات كبيرة فى جميع أنحاء العالم، خاصة بالنسبة لارتفاع مستوى سطح البحر.

صحيفة ديلى ميل البريطانية، نشرت تقريرًا لبعض الباحثين يفيد أن جليد جرينلاند يذوب 6 مرات أسرع مما كان عليه في الثمانينات، وذلك استنادًا إلى ما يقرب من خمسين عامًا من البيانات، الأمر الذي أثر على منسوب المياه وشكلت الأنهار الجليدية بالجزيرة بالفعل ارتفاعًا في مستوى سطح البحر يبلغ 13.7 ملم (0.5 بوصة) منذ عام 1972، وقد تسهم في زيادة أكبر في المستقبل.

ويقدرن الباحثون أن جرينلاند أطلقت ما يصل إلى 286 مليار طن  من الثلج المذاب للمحيط بين عامي 2010 و 2018، ويوجد ما يتراوح بين 40 إلى 50 % من سكان الكوكب في المدن المعرضة لخطر ارتفاع البحر، مما يعرض السواحل لمخاطر أكبر للفيضانات والتآكل ومخاطر العواصف.

جرينلاند

وتعد جزيرة جرينلاند موطنا لثانى أكبر طبقة جليدية على وجه الأرض، وهذا ما يسبب كل هذه المخاطر، حيث بدأت الأنهار الجليدية فى الذوبان بشكل أسرع واقتحام الجبال الجليدية.

ويقول الخبراء، إن نصف ارتفاع مستوى سطح البحر قد حدث فى الأعوام الثمانية الماضية، ومن المحتمل أن تتفاقم خسائر ذوبان الجليد بسبب الاحتباس الحرارى.

وبشأن هذا الاكتشاف من خلال البيانات المجمعة، قال الدكتور كولين سمرهايز من معهد سكوت بولار للأبحاث في كامبريدج: "هذا عمل ممتاز قامت به مجموعة بحثية راسخة تستخدم طرقًا جديدة لاستخراج مزيد من المعلومات من البيانات المتاحة، وهذه البيانات الجديدة تمكننا بشكل أفضل من وضع تغييرات حديثة على مساهمة جرينلاند فى ارتفاع مستوى سطح البحر".