«الأناضول».. سلاح أردوغان الإعلامي ضد الدول العربية

الجمعة، 21 يونيو 2019 12:00 م
«الأناضول».. سلاح أردوغان الإعلامي ضد الدول العربية
الأناضول
كتب مايكل فارس

أنشئ القسم العربى بوكالة أنباء الأناضول بغرض معلن هو أن يمثل مع قناة TRT العربية -التي انطلقت في عام 2010- صوت تركيا العربي، أو الوسيط والجسر بين تركيا والعرب في إطار الطموحات التركية الأردوغانية للتوغل في المنطقة والقفز على مقعد قيادتها؛ هذا ما توصلت له دراسة حديثة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.

إن القسم العربي لوكالة أنباء الأناضول التركية تحول إلى صوت "أردوغان" وذراعه التي ينال بها من العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر التي أفشلت مشروعه لقيادة المنطقة وإحياء مشروعه العثماني في ثوبه الجديد، بحسب الدراسة التى أعدها الدكتور صبحى عسيلة، مضيفا أن "أردوغان" سخر طاقة القسم العربي بوكالة أنباء الاناضول  ليكون منصة تمارس من خلاله جماعة الإخوان التي تستضيف تركيا الكثير من أعضائها وقياداتها الهاربين من مصر، حربًا إعلامية مكتملة على الدولة المصرية، بينما كان حلم الوكالة -ممثلًا في قسمه العربي- أن يصبح الوكالة الرسمية لمصر بديلًا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أو على الأقل أن يصبح القسم العربي للوكالة الركيزة الأساسية لمشروع الوكالة في المنطقة العربية. وهو الأمر الذي أدى -في النهاية- إلى تحول وكالة أنباء الأناضول من وكالة صحفية نشأت قبل نحو مائة عام إلى آلة سياسية يصفها البعض بأنها أصبحت استخباراتية تخدم مشروع “أرودغان” على المستويين الداخلي والخارجي.

إن نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، هي أدوات وكالة الأناضول التركية والوكالات الرسمية التابعة للدول التى تمول الإرهاب والجماعات المتطرفة، لتخريب المنطقة العربية، حيث استخدمت الوكالة تلك الأساليب فى إحداث أزمات وخلافات بين مصر وإثيوبيا، فحين تلمح هذه الوكالة بوادر أزمة فى أي دولة عربية إلا وبدأت فى إشعال النار وفتيل الفتنة بين أطرافها، وقد أكد رمضان قرنى خبير الشئون الإفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، فى تصريحات صحفية إنه بمتابعة المحتوى الإعلامى لوكالة الأناضول فيما يتعلق بالشأن المصرى، وجدوا تركيزها دائما على القضايا الخلافية، مضيفا أنه بمتابعة الوكالة للأزمة السياسية الداخلية فى إثيوبيا والتى اندلعت عامى 2015-2016 وتحديدا فيما يتعلق بمظاهرات الأوروموا و اعتراض فصائلها على نزع ملكية بعض الأراضى فى العاصمة أديس ابابا، حاولت الوكالة التركيز على الجانب الداخلى فقط فى الأزمة ولم تشير فى تناولها إلى قضية العرقيات وأنها غير ممثلة فى الإطار السياسى للدولة الإثيوبية.

وتركز وكالة الأناضول دائما على الخلافات سواء دعم عرقيات معينة أو تواجد قوات بشكل مزعوم يساهم بشكل كبير فى إثارة التوترات بين مصر وأشقائها الأفارقة خاصة السودان وإثيوبيا، كما تهمل الوكالة الخطاب السياسى والإعلامى المصرى الذى يتحدث عن أن التنمية فى أفريقيا حق للجميع وأن مصر ليست ضد أى مشروع تنموى فى القارة الإفريقية بما لا يضر بحقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، كما تؤكد مصر دوما على العلاقات الاستراتيجية والتاريخية والحضارية مع دولة السودان الشيقيق، بحسب قرني الذى أكد أن الأزمات التى كانت مع إثيوبيا، كان وراءها أخبار بثتها وكالة الأناضول تخالف الحقيقة.

وحين يتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أي قرار أو تشهد بلاده أي حدث كبير مثل الانتخابات التي فاز بها حزبه، إلا وتُكلف إدارة وكالة الأناضول طواقمها في الوطن العربي، وتحت طائلة المسائلة الإدارية، برصد كافة وسائل الإعلام، وتوثيق الأخبار التي تُشيد بأردوغان وتمتدح حزبه، وترفض أي خبر عكس ذلك، الأمر الذى وصفه أستاذة العلوم السياسية  أن ما يحدث هو انعكاس لشخصية أردوغان ومرضه بجنون العظمة، الذي يجعله يظن نفسه سلطاناً للدولة العثمانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة