لو كان «ناصر» حياً لأطلق عليهم النار.. «إعمار» تؤجر فيلا الزعيم في مراسي بـ6 ملايين جنيه شهرياً

السبت، 22 يونيو 2019 10:54 م
لو كان «ناصر» حياً لأطلق عليهم النار.. «إعمار» تؤجر فيلا الزعيم في مراسي بـ6 ملايين جنيه شهرياً
مصطفى الجمل

 

 

 

بينما تضع الحكومة الخطط والاستراتيجيات من أجل رفع معدلات النمو، ورفع حد خط الفقر، وتخصيص الملايين لرفع مستوى معيشة الفئات الأكثر احتياجاً، هناك أناس في عالم موازي يعيشون بجوارنا ومقرات عملهم وسكنهم على بعد أمتار منا، لا يعيرون ذلك انتباهاً، ولا ينظرون سوى لمكاسبهم الشخصية حتى ولو كانت على حساب سمعة السياحة المصرية، واستفزاز السواد الأعظم من الجماهير المصرية.

 أناس يؤجرون ليلة  واحد في منتجعاتهم السياحية بمبالغ تصل إلى 150 ألف جنيه، في غير مواسم الذروة، بينما تصل في مواسم الذروة وإقبال المصريين على الساحل الشمالي، تقترب الليلة الواحدة من حاجز الـ 200 ألف جنيه.

القصة المضحكة المبكية التي نحن بصددها، بطلتها شركة إعمار مصر للتنمية، والتي طورت فندق العلمين، وهنا لا يمكن تجاهل ما قامت به الشركة من جهد لتحويل الفندق بعد تطوريه إلى قبلة سياحية عالمية، ولكن ليس هذا معناه بأي شكل من الأشكال، أن تفتح موقع الشركة لتحصل على ليلة في ذلك الصرح، فتجد أسعاراً لم يسمع عنها من قبل في أي وجهة سياحية بالعالم، مهما كانت شهرة هذا المكان أو رقيه، أو ارتفاع الطلب عليه.

زرنا موقع الشركة وحاولنا إجراء حجزا بفندق العلمين، ففوجئنا برقم لا تملك أمامه سوى أن تفرك عينيك لدقائق طويلة، حتى نتأكد أننا مبصرين واعين ملمين بما يدور حولنا، وأن هذا الرقم ليس وسواساً خناساً سيتلاشى إن استعذنا من الشيطان الرجيم.

المفارقة الأكثر غرابة أن هذه الأسعار وضعت على فيلات تحمل أسماء رموز مجتمعية، عاشوا وماتوا ولم يسمعوا عن هذه الأرقام كمقابل لشراء سفينة مثلاً، فلك أن تتخيل أن فيلا تحمل اسم المشير عبد الحكيم عامر، إيجارها لليلة واحدة بعد تخفيض 33% وصل إلى 8 آلاف دولار، أي في الشهر 240 ألف دولار، وحال توقف الدولار عند حاجز الـ17 جنيهاً، سيصبح إيجار هذه الفيلا في شهر، 4 مليون و80 ألف جنيه، أما لو رفع عنها التخفيض، وهو ما يتم بداية من شهر يوليو، سيصبح سعرها 5 مليون 440 ألف جنيه.

 

حكيم
 
 
 

 

ناصر
 

ومن فيلا حكيم إلى فيلا ناصر، يزداد الأمر سوءا، فإيجار الليلة الواحدة في هذه الفيلا في ظل وجود تخفيض 33%، وصل إلى 9 آلاف دولار، بما يعني شهرياً 270 ألف دولار، وبرفع التخفيض سيصبح سعرها في الشهر 6 مليون و104 ألف جنيه.

لو كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حياً بينناً وسمع هذه الأرقام تقال كسعر سلعة أو خدمة، لظن أنها مقدمة لشراء جزيرة أو مدينة أو حتى قرية، لو كان له أن يعرف بما دار بعد وفاته وتحت اسمه، لخرج من تربته وأطلق النيران على القائمين على المشروع، وفتحه بالمجان للجمهور، مهما كلفه ذلك من خسائر، نظراً لاستفزاز الأمر، وجنونه، وعدم مطابقته لأي واقع أو منطق.

أول أمر يأتي في ذهن من يقرأ هذه الأرقام، أن هذه الشركة أرباحها مرتفعة، ومشروعاتها العقارية تسلم على أكمل واجه وعملاؤها تعلو البسمة وجوههم، إلا أنه ببحث بسيط، فوجئنا أن الأمر بعيد كل البعد عن ذلك، فاشتكى عدد من الشركات الكبرى والأفراد الذين تهافتوا إلى الاستثمار في مشروع فندق (ذا أدريس جولف) لشركة إعمار مصر للتنمية، من تأخر تسلم وحداتهم، بعدما ملأت إدارة الشركة خزينتها بمليارات الجنيهات من الحجوزات في المشروع.

لم يترك المتضررون بابا إلا وطرقوه، طارحين مئات الاستفهامات، هل ذهبت أموالهم في مهب الريح؟!، لماذا لم تبدأ الإدارة الجديدة للشركة تسليم الوحدات حتى تثبت حسن النية؟!، المصيبة الأكبر أن تخطيط المشروع نفسه غير موجود، الأرض مازالت كما هي إلا من أجزاء معينة.

 

 

62862-مخطط-فيلل-إعمار
مخطط فيلل إعمار

 

204865-أرض-صحراء-في-الساحل-الشمالي
الأرض لازالت صحراء 

غضب عارم اجتاح مكاتب المسؤولين بالشكاوى، آلاف المتضررين لا طريق أمامهم غير تصعيد الأزمة إلى أعلى المستويات، وضغوطات وندب الحظ على مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولات للوصول إلى الإعلام، الشركة باعت الشقق الفندقية في المشروع بأكمله قبل وضع أساس واحد في أرض المشروع على غير المتفق عليه، لا أحد من المتضررين يعرف مصير آماله في الحصول على وحدة في مشروع إعمار الذي طالما ملأ اسمه السماء والأرض حتى حدوث الكارث، وفي مكاتب الإدارة الجديدة لشركة إعمار فعُجت الأدراج بشكاوى المتضررين، لكن دون جدوى حتى هذه اللحظة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق