اتحاد منتجى الدواجن يستهلك أغلب الكميّة.. متى نكتفى ذاتيّاً من الذرة الصفراء؟

الأربعاء، 10 يوليو 2019 07:00 ص
اتحاد منتجى الدواجن يستهلك أغلب الكميّة.. متى نكتفى ذاتيّاً من الذرة الصفراء؟
استيراد الذرة الصفراء
كتب ــ محمد أبو النور

قضيّة استيراد الذرة الصفراء سنوياً، قضيّة تحتاج إلى حلول سريعة وحازمة، ووضع النقاط على الحروف، فى هذا الملف الهام والحيوى، والذى يُكلّف مصر ملايين الدولارات كل عام، نتيجة استيراد كميات كبيرة من المحصول، لصالح اتحاد منتجى الدواجن، وشركات الأعلاف الحيوانية والداجنة، إلى جانب شركات صناعة الزيوت، وعلى الرغم من أن المستوردين، هم رجال الأعمال والقطاع الخاص، إلاّ أن أعباء توفير العُملة الصعبة، يقع على عاتق الدولة والحكومة والجهاز المصرفى، خاصة وأن مردود التصدير من العُملات الأجنبية، لايفى بمتطلبات الاستيراد. 

555666778889112223333444
زراعة الذرة الصفراء

 

 

 

خطة لزيادة مساحة محاصيل الذُّرة

كان من نتائج هذا الاحتياج الشديد، لتوفير الذرة الصفراء، لاستمرار دوران عجلة إنتاج شركات الزيوت، والحفاظ على الثروة الداجنة، أن بادرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بعددٍ من الخطط والبرامج، لزيادة المساحات المنزرعة بمحاصيل الذرة عموماً، فى الموسم الحالى بنسبة 13%، لتصل إلى 2.6 مليون فدان، مقابل 2.3 مليون فدان، تمت زراعتها فى الموسم الماضى، وتسعى الوزارة والشركات واتحاد منتجى الدواجن، لزيادة مساحات زراعة الذرة الصفراء، على حساب الذرة الشامية، لتوفير احتياجات صناعة الأعلاف، ووفقاً لخطة الوزارة، التى تستهدف زراعة 1.6 مليون فدان من الذرة البيضاء، بتراجع تصل نسبته إلى 11%، لتصل إلى 1.5 مليون فدان فقط، مقابل 1.671 مليون فدان فى الموسم الماضى.

المهندس محمد صبحي الخبير الزراعي
المهندس محمد صبحي الخبير الزراعي

 

وأوضحت بعض المصادر، أن الوزارة تستهدف تقليص مساحة الذرة الشامية، رغبة فى توفير مساحات أكبر للذرة الصفراء، والتى تسعى لتنميتها هذا الموسم، بنسبة 40.8%، لتصعد إلى مليون فدان، مقابل 628 ألف فدان فقط الموسم الماضى، وأشارت المصادر، إلى رغبة الوزارة التوسع فى إنتاج الذرة الصفراء محلياً، لتلبية احتياجات الثروة الحيوانية، وفى مقدمتها الدواجن، من الأعلاف، وخفض فاتورة الاستيراد، ويستورد السوق المحلى، حوالى 9 ملايين طن من الذرة الصفراء سنوياً، إضافة إلى مايقرب من مليون طن، من فول الصويا لتلبية احتياجات مصانع الأعلاف، وفي أحدث تقارير، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، رصدت الأرقام والإحصائيات، زراعة 5 ملايين و 405 ألف فدان، من أنواع الذرة الثلاث، الشامية والصفراء والرفيعة، "الصيفى"، وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد أكد أن آخر تقرير، أصدرته الإدارة المركزية لشئون المديريات، التابعة لقطاع الخدمات الزراعية بالوزارة، كشف عن ارتفاع المساحات المنزرعة بـ 12 محصول صيفي، وبلغت المساحة ما يقرب من 4 ملايين و500 ألف فدان فى موسم الزراعات الصيفية، وأشار التقرير إلى أن إجمالى مساحات الذرة الشامية بلغت 2 مليون و653 ألفا و250 فدانا، فيما من بلغت المساحات المنزرعة بالذرة البيضاء مليونا و756 ألفًا و763 فدانا، والذرة الصفراء بلغت المساحات المنزرعة 896 ألفا و487 فدانا.

1537862680_306_100069_kemin_3-770x400
استيراد الذرة الصفراء 

 

نستورد بـ 1.7 مليار دولار ذرة سنوياً

كان المهندس محمد صبحي، الخبير الزراعي، قد أكد إن محصول الذرة الشامية، من المحاصيل الاستراتيجية، حيث يُعد من ناحية أهميته، ثالث محصول استراتيجى بعد القمح والأرز، وأوضح الخبير الزراعى أن مصر تستهلك ما يقارب من 14 مليون طن سنوياً.

وقال الخبير الزراعي، إنه يتم إنتاج حوالي 3 ملايين طن محلياً، في مقايل استيراد ما يقرب من 9 ملايين طن سنوياً، لسد العجز فى الاستهلاك، وهو ما يكلّف الدولة حوالي مليار و700 مليون دولار سنوياً، و هذا الأمر يتطلب السعي لتقليل الفجوة بين الاستيراد والإنتاج المحلي لتوفير العملة الأجنبية.

وأشار الخبير الزراعى، إلى أن القيادة السياسية، اتخذت قراراً بالعمل بكل السبل، واتخاذ كافة الإجراءات والبرامج، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، والحد من الاستيراد، وضمان الأمن الغذائي في مصر، ومن هذه الخطوات، تدشين مشروع المليون ونصف المليون فدان.

حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين
حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين

 

وأكد صبحى أن هناك اتجاهين، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وتقليل استيراد الذرة الشامية، الأول وهو التوسع الأفقى، ويتمثّل في زيادة الرقعة الزراعية، كما حدث فى تدشين الرئيس عبد الفتاح السيسى،  لمشروع المليون ونصف المليون فدان، والاتجاه الثانى يتمثّل في رفع الكفاءة الإنتاجية للفدان، وهو ما يُطلق عليه التوسع الرأسى، وذلك من خلال انتقاء الهُجن ذات الإنتاجية العالية، والملائمة للظروف المناخية والبيئة المصرية.

وأوضح الخبير الزراعي، أن من هذه الهُجن على سبيل المثال، وليس الحصر، هجين فردى أصفر 168، وهو هجين خاص بمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة، حيث يتميز الهجين، بإنتاجيته العالية من الحبوب، ونسبة تصافي عالية أيضا، بالإضافة إلى ملائمته للظروف المناخية والبيئة المصرية، وهو من أقوى الهُجن المنافسة للهُجن العالمية، فى إنتاج الحبوب والسيلاج، لما يمتلكه من خصائص تميزه.

2017_3_5_12_17_46_752
زراعة وإنتاجية الذرةالصفراء 

 

الذرة الحل لأزمة الغذاء في مصر

من ناحيته، قال حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن حل الكثير من المشاكل يكمن في تشجيع المزراعين علي زراعة الذرة بأنواعها (البيضاء والصفراء أو الرفيعة)، فالذرة هي كلمة السر للخروج من أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف، وتقليل فاتورة الاستيراد؛ حيث يؤدي استيراد ملايين الأطنان من الذرة الصفراء، وملايين الأطنان من القمح إلي تحمل ميزانية الدولة بملايين الدولارات، بجانب مشكلات ارتفاع، وعدم ثبات الأسعار.

 

33345396-v2_xlarge
زراعة الذرة الصفراء يحدّ من استيرادها 

 

ولفت نقيب عام الفلاحين إلي أن محصول الذرة من أهم المحاصيل الزراعية في الفترة الحالية؛ حيث أن محصول الذرة قليل استهلاك المياه، ويكوّن حوالي 70% من مكونات الأعلاف النباتية، ويمكن دخوله بنسبة 20 إلي 25% في صناعة الرغيف المدعم، بل إن المصريين يصنعوا منه (العيش الشمسي والبتاو) حاليا، وهو ما يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد الضخمة، إلي جانب مساهمة الذرة في تخفيف أزمة نقص الزيوت، التي نستورد منها حوالي 98% من احتياجتنا، ونستورد 9 ملايين طن قمح سنوياً لدعم رغيف الخبز و8 ملايين طن ذرة صفراء لصناعة الأعلاف، وأكد حسين أبوصدام على أننا نمتلك أصناف ممتازه من الذرة البيضاء، مثل اصناف هجين فريد 10، 128، 129، 130، 131، 132،وهجين ثلاثى لأصناف 310، و314 ، 321، 324 ، 329 ومن الذرة الصفراء أصناف ،مثل هجين فردي 162 ، 166، 167 ، 168 ، 173 ، 176 ، 178 ، 180،وهجين ثلاثى لأصناف 352 ، 353 ، و360 ، 368. ومن اصناف الذرة الرفيعه الهجن القصيرة والمتوسطة الطول، صنف دورادو و هجين شندويل -1، والذى تصل إنتاجيته إلي 17.5 إردب متوسط للفدان، ويتحمل الظروف الصعبة، كالجفاف وشدة الحرارة وضعف خصوبة التربة وزيادة الملوحة بها، ومع وجود الخبراء من الباحثين والمزراعين، وتوفر مساحات الأرض وامكانية حل مشاكل التسويق، ولا يتقصنا إلا الإرادة لوضع خطة زراعية، وزمنية للوصول إلي أمن غذائي زراعي، يقينا شر التقلبات المرتقبة، في أقرب فرصة، وبالموارد المتاحة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق