بدايته بـ 50 مُنشأة ..المشروع القومى للصوامع الحديثة يقضى على الفاقد من القمح

الأحد، 14 يوليو 2019 07:00 ص
بدايته بـ 50 مُنشأة ..المشروع القومى للصوامع الحديثة يقضى على الفاقد من القمح
المشروع القومى للصوامع
كتب ــ محمد أبو النور

آثار انهيار صومعة القمح، ببنى مزار محافظة المنيا، العديد من الأسئلة والمخاوف، حول كفاءة وقوة وجدارة، أكثر من 200 صومعة، لتخزين الغِلال على مستوى الجمهورية، وكان مبعث التساؤلات والمخاوف والترقب، بسبب حداثة الصومعة المُنهارة، والتى تم افتتاحها العام الماضى، بسعة تخزينية 3 آلاف طن، وبعمرٍ افتراضى يصل إلى 25 عاماً، فى حين أصابها العطب والانهيار، بعد شهور من تشييدها وافتتاحها.

كما أثار الحادث سخرية الكثيرين، وخاصة من أبناء الريف، الذين عاصروا وشاهدوا صوامع التخزين المنزلية، المصنوعة من الطين، فى ريف وصعيد مصر، والتى كانت تتجاوز الـ 20 عاماً، فى حفظ الغِلال فوق أسطح المنازل، دون أن تُصاب بالشقوق أو الانهيار.

 

2016_9_20_14_18_19_954
صوامع القمح الحديثة


انهيار الصومعة بعد عام من افتتاحها

وكانت مدينة بنى مزار، شمال محافظة المنيا، قد شهدت يوم الإثنين 8 يوليو، انهيار صومعة للقمح تتبع شركة المطاحن، دون وقوع وفيات أو إصابات.

وأكدت مصادر بمديرية تموين المنيا، أن الصومعة انهارت، بعد أن ظهرت بها شروخ مفاجأة، فى الآونة الأخيرة، وكانت تحوى حوالى 3 آلاف طن أقماح، كما أن هناك صومعة مجاوره لها، بها ميل واضح وجارى اتخاذ اللازم، وكان سكان منطقة شرق الترعة ببنى مزار، قد سمعوا صوت انهيار عال، وعلى الفور توجهت الأجهزة الأمنية، وتبين انهيار الصومعة، التى كان يبلغ طولها أكثر من 25 مترًا.

ولم يسفر الحادث عن إصابات أو وفيات، وقد تمت إحالة المتهمين للنيابة، وجارى التحقيق واتخاذ اللازم، كما تم نقل الأقماح لصومعة أخرى، وكان الدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، قد افتتح هذه الصومعة منذ عام، وتعتبر منطقة لوجستية متخصصة لإدارة القمح، حيث أن السعة التخزينية للصومعة، تصل إلى 5 آلاف طن لتخزين الأقماح، من خلال 3 خلايا، كل خلية تخزن حوالى 1650طنا شهريا، بطاقة 660 طن يوميا.

20190418133509444
الصوامع الحديثة تقضى على الفاقد فى القمح


392 شونة لبنك التنمية الزراعى

وكان اللجوء إلى الصوامع الحديثة، لحفظ الغِلال والحبوب، وخاصة محصول القمح، وكذلك الكميات التى يتم استيرادها من الخارج، بمثابة المثل القائل:( آخر الدواء الكىّ )، فقد كان محصول القمح، قبل استخدام الصوامع الحديثة، يتم إهداره وسرقته سنوياً، فى الشون الترابية والأسمنتية بالمحافظات، والتى كانت تتسبب فى ضياع، أكثر من 15% من المحصول، نتيجة الإهمال والسرقات وأجولة الخيش البالية، ولم يكن هناك مخرَج، من هذه الأزمة وقتها، على الرغم من تعالى الأصوات، وصدور التقارير والبحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه، التى كانت ترصد الفاقد من الحبوب، وخاصة القمح فى هذه الشون، والتى بلغت حوالى 392 شونة بالمحافظات، لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى، والذى تغير مسماه إلى البنك الزراعى المصرى حالياً، وكانت السعات التخزينية المتاحة تضيق بالمحصول، فى بداية موسم توريد القمح، على الرغم من المساحات الواسعة، من الشون المُظللة والمكشوفة والمستودعات، التى كانت تقدر بـ 4.2 مليون متر مربع، بجميع أنحاء الجمهورية.


إنشاء 50 صومعة حديثة

وبعد أن تعددت الشكاوى والمعاناة، من الشون الترابية والإسمنتية والصوامع القديمة، أصبح هناك إجماع لدى الحكومة، على وضع حدٍ للفاقد والهدر فى القمح، وكان الحل فى المشروع القومى للصوامع، والذي يتم تنفيذه في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل القضاء على الفاقد الكمى والنوعى للحبوب، نتيجة تخزينها فى الشون المفتوحة، والذى يصل نسبته إلى 10 %، وهو ما كان يكبد الدولة خسائر كبيرة.

وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الصوامع الحديثة المتطورة، سوف تعمل علي حفظ وتخزين، وتصنيف الأقماح، بحيث لا تكون هناك حبة قمح في العراء، وأن هذه الصوامع، سوف تعمل على تنقية وتطهير وتخزين الأقماح، وإدارة المخزون بشكل جيد، والحد من المهدر منه، وسوف تؤدى إلى تصنيف القمح المصرى، إلى درجات وإصدار شهادة منشأ له، وقد صدر قرار جمهورى، بإنشاء 50 صومعة معدنية داخل مصر، يتم تنفيذها على عدة مراحل، سعه كل منها 30 ألف طن، لتخزين الأقماح المحلية، وقد اسندت الحكومة إلى الهيئة العامة للسلع التمونية،  بتملك وتشغيل المشروع القومى للصوامع، من خلال الشركة القابضة المصرية للصوامع والتخزين.

و قامت وزارة التعاون الدولى من خلال الاتصال بالجهات المانحة، بتوفير قروض ميسرة بتمويل المكون الأجنبى، لهذه المشروعات، وفى التوقيتات المناسبة، لتتوائم مع الجداول الزمنية للتنفيذ، حيث تم توقيع اتفاقيات إطارية مع هيئة المعونة الدنماركية (الدنيدا) والصندوق السعودى للتنمية وصندوق الأوبك لتمويل المرحلة الأولى من المشروع القومى للصوامع.

25-12-2016-12
المشروع القومى للصوامع


حماية المحصول الاستراتيجى

من ناحيته، أكد الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، أنه تم البدء في استلام القمح من المزراعين في  شهر إبريل الماضي، لصالح وزارة التموين، لاستخدامه فى انتاج الخبز المدعم بسعر 685 جنيهًا للاردب درجة نقاوة 23.5 وسعر670 جنيهًا لدرجة نقاوة 23 وسعر 655 جنيهًا لدرجة نقاوة 22.5، وكان وزير التموين  قد توقع استلام 3 ملايين و600  الف طن عام 2019 ، وهو الأمر الذي استبعدناه حينها، لعدم توافقه مع الواقع، ومع انخفاض معدلات توريد القمح المحلى، خلال الأيام الحالية إلي  2000 طن قمح يوميا، ولم تستلم وزارة التموين حتي الآن سوي 3.264 مليون طن من القمح المحلي هذا الموسم،.

وأشار نقيب عام الفلاحين إلى أن موسم توريد القمح المحلي سيتم إغلاقه في 15 يوليو الحالي، بزياده نصف شهر عن العام الماضي، الذي أغلق في 28/6/2018

وأضاف أبوصدام، أن مصر أكبر مستورد قمح في العالم، وتستهلك ما يقدر بحوالي 17 مليون طن قمح سنويا، وتنتج أقل من 9 ملايين طن قمح في الموسم  ، فيما تستورد الدولة حوالي 8 ملايين طن قمح سنويا، لدعم رغيف الخبز، لافتا إلى أن كثيرا من  زراعات القمح المتأخرة، قد تعرضت للإصابه بمرض الصدأ الاصفر.

وأشار إلى أن الكميات التي رفضت هذا العام، لم تزد عن 2050 طنًا، منذ فتح باب التوريد وحتي الآن، والأقماح المرفوضه إما  أقماح قديمة من العام الماضى، أو بها نسبة شوائب أعلي من المسموح به، وأكد نقيب عام الفلاحين، أن المشروع القومى للصوامع الحديثة، سوف يقضى على الفاقد والهدر فى الأقماح التى يتم تخزينها سواء من الإنتاج المحلى أو المستورد، وهو مايعتبر حماية للمحصول الاستراتيجى من التلف والهدر والفاقد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق