من الأقوى.. صبري نخنوخ أم وزارة التضامن الاجتماعي؟

السبت، 13 يوليو 2019 05:00 م
من الأقوى.. صبري نخنوخ أم وزارة التضامن الاجتماعي؟
صبرى نخنوخ
أمل غريب

رفعت وزارة التضامن الاجتماعي شعار «ودن من طين وودن من عجين»، في التعامل مع الأزمة التي آثارها إعلان إحدى المنظمات المصرية العاملة في مجال حقوق الإنسان، تكريمه لـ«الأسطورة» أو المعروف باسم «صبري نخنوخ»، كأفضل شخصية مؤثرة في عام 2019.

ويصر مسؤلو التضامن الاجتماعي، على وضع رؤسهم في الرمال، ولم يصدر عن الوزارة حتى الآن أي بيان أو تصريح بفتح تحقيق أو ما شابه، بعد مرور 4 أيام، على واقعة إعلان تكريم «نخنوخ» الذي تحول في غفلة من الزمن من «بلطجي» إلى أفضل شخصية مؤثرة لعام 2019.

 

صبري نخنوخ 1

 

تكريم صبرى نخنوخ

لا يخفى على وزارة التضامن الاجتماعي، أن «نخنوخ»، أدين في عدة جرائم أعمال بلطجة وجرائم حيازة أسلحة وحيوانات مفترسة، وصدر بحقه حكمًا بالسجن 25 عاما، قبل أن حصل على عفو في مارس الماضي، ضمن 331 من المحكوم عليهم في فضايا أخرى.

ولم تهتم وزارة التضامن الاجتماعي، بخبر تكريم «صبري نخنوخ»، وتجاهلت التحقيق في الواقعة، على الرغم من أنها مسؤلة بشكل مباشر عن المنظمة التي أعلنت خبر التكريم، وفضل المسؤولين الصمت التام، حتى ترحل عاصفة نخنوخ، التي فجرت موجة غضب عالية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب صورة التكريم التي نشرتها المنظمة بشكل رسمي، وكأن  الأمر لا يعني وزارة التضامن الاجتماعي لا من قريب ولا من بعيد.

ولم تكتفي المنظمة التي تتبع مسؤليتها المباشرة إلى وزارة التضامن الاجتماعي، بالإعلان عن تكريم «نخنوخ»، لكنها أيضا نشرت إعلانا مستفزا، وصفته فيه بصاحب الرجولة والشجاعة، قالت فيه: «تفخر المنظمة بأن تهديكم درع الرجولة والشهامة والمرؤة كأفضل شخصية لعام 2019، لما قدمتوه للوطن وللمجتمع من خدمات كانت سببًا في الحفاظ على حقوقهم وأموالهم وممتلكاتهم من الضياع، أصبحتم سفيرًا وعنوانًا وراية وعلم للرجولة في ثوب الإنسانية، وللشهامة والمرؤة في ثوب الشجاعة والإقدام، فصنعتم من اليأس أملًا للناس تبدد أمامه الخوف والخطر».

 

صبري نخنوخ 2

 

صبرى نخنوخ 

وحرص صبري نخنوخ، على صنع امبراطورية كبيرة لنفسه، ولٌقب بين أبناء «كاره» بـ«الأسطورة»، بسبب حجم الصفقات المشبوهة التي استطاع تأمينها، وكذلك أعمال البلطجة المتعددة التي كان يقوم بها عبر سنوات طويلة في حماية شخصيات هامة ومسؤلة في سقوط حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، قبل اندلاع ثورة 25 يناير، حتى أنه تورط في أعمال الشغب التي وقعت عقب اندلاع الثورة وعلاقته بالبلطجية اللذين كانوا يعتدون على المواطنين.

وسقطت إمبراطورية «نخنوخ» بعد القبض عليه في قصره الفخم، الذي كان يعيش فيه بين 5 أسود شرسة و6 من كلاب مفترسة ومحذور تداولها، إلى جانب كميات الأسلحة الضخمة «خفيفة وثقيلة»، التي كان يخبِّئها داخله قصره في الكينج ماريوت بمحافظة الأسكندرية، بالإضافة إلى كميات مرعبة من المخدرات والممنوعات وزجاجات الخمر.

تفتح واقعة تكريم «صبري نخنوخ»، الملف الأسود، من جديد في قضية الجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية الوهمية، المشهرة من وزارة التضامن، ومدى دورها في العمل بالمجال الأهلي والحقوقي، فطالما نادى البرلمان بتشديد الرقابة على منظمات المجتمع المدني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق