«الأسبستوس».. كلمة السر في وفاة ألفي شخص بـ«مدينة الأشباح» (صور)

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 09:00 م
«الأسبستوس».. كلمة السر في وفاة ألفي شخص بـ«مدينة الأشباح» (صور)
مدينه يتنوم
أمل غريب

يمتلئ العالم بالكثير من القصص الغامضة المثيرة للجدل، والتي تخفي وراءها العديد من الروايات الكارثية، فنجد أساطير تتحدث عن كم من المدن التي شهدت أحداثا غريبة أبطالها لم يكونوا بشرا، بل أحداثا مؤسفة.

لعل من أكثر المدن غرابة في العالم، مدينة الأشباح المهجورة أو «يتينوم»، التي اشتهرت في مطلع القرن الـ19 بمدينة «الأبستوس».

وتقع مدينة «يتينوم» غرب استراليا، وتعد من أكثر المدن تلوثا على كوكب الكرة الأرضية، لدرجة تسمم هواءها، مما اضطر السلطات إلى إزالة جميع العلامات الاسترشادية الخاصة بها من على الطرق والخرائط.

مدينة الاشباح
مدينة الاشباح

ازدهرت الحياة في مدينة «يتينوم» عام 1943، بعد أكتشاف ثراءها بمعدن الأسبيستوس الأزرق، وبدأ التعدين بها لأول مرة، مما در على المدينة أرباحا طائلة، وتحولت سريعا لأكبر مدينة في المنطقة.

 ومعدن «الأسبستوس»، عبارة عن مجموعة معادن ليفية تتكوّن طبيعياً، كانت لها في الماضي فائدة تجارية كبيرة، إذ أنه اشتهر بمقاومته غير العادية لقوة الشدّ، ومقاومته النسبية لهجمات المواد الكيميائية عليه، إلى جانب رداءة توصيله للحرارة، لذا نال التعدين في هذا المعدن شهرة عالية وأرباحا ضخمة.

أدى عمل أهل المدينة في معدن الأسبستوس، إلى وفاة 2000 شخص على الأقل، بسبب الهواء السام الذي عم سمائها، فأغلقت المناجم عام 1966، وماتت كل أشكال الحياة في تلك المدينة،  ومنذ ذلك الوقت، شنت السلطات الأسترالية حملة إبادة لتلك المدينة من أرض الواقع، فعزلت المنطقة تماما عن المناطق المأهولة بالسكان، كما أزالت جميع العلامات الاسترشادية لها من على الخريطة والطرق المؤدية إليها، ونشرت تحذيرات من الذهاب إليها تماما، كذلك هدمت                        المباني وأغلقت مكبات النفايات من المناجم، وفصلتها عن الشبكة الوطنية تماما، ورغم كل الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأسترالية، حيال عزل المدينة، إلا أن السياح لم تتوقف عن زيارتها، لا سيما وأن هواءها مميتا.

]o[lkxnmjs
 

واكتشف العلماء أن مادة «الأسبستوس» قاتلة للبشر بشكل سريع للغاية، حيث تمثّل جميع أشكال المواد مسرطنة، كما تتسبّب في الإصابة بورم المتوسطة وسرطان الرئة والحنجرة والمبيض، إلى جانب أن التعرض لهذه المادة يؤدي إلى الإصابة بأمراض تليّف الرئتين، ولويحات أغشية الرئتين، والتثخّن والإنصباب.

وكشفت صحيفة «ذا صن» الأسترالية، عن وزير شؤون السكان الأصليين بأستراليا، قوله بأنه من الحماقة زيارة تلك المدينة، لأن بذلك فإن الشخص يعرض نفسه ومن معه إلى الأمراض المميتة المنتشرة في تلك المنطقة، محذرا أي شخص من زيارتها على الإطلاق.

يتينوم
يتينوم

ولعل تقرير منظمة الصحة العالمية الذي نشرته في 2018، يشير إلى أنّ أكثر من 107000 نسمة يموتون  سنويا بسبب سرطان الرئة وورم المتوسطة وداء مادة الأسبستوس، بسبب التعرّض المباشر لتلك المادة في أماكن عملهم، كما تشير التقديرات الأخيرة إلى أنّ تلك مادة تقف وراء ثلث حالات الوفيات الناجمة عن أنواع السرطان التي تحدث جرّاء التعرّض لعوامل مسرطنة في مكان العمل، إلى جانب أن التقديرات تعزو عدة آلاف من الوفيات التي تحدث كل عام إلى تنوع حالات التعرّض لمادة الأسبستوس داخل المنازل.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق