«خلط السياسة بالرياضة مرفوض».. لماذا لا تحاسب «فيفا» بي إن سبورت وقنوات الإخوان؟

الجمعة، 19 يوليو 2019 01:12 ص
«خلط السياسة بالرياضة مرفوض».. لماذا لا تحاسب «فيفا» بي إن سبورت وقنوات الإخوان؟
دينا الحسيني

 
أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مرارا وتكرارا تحذيرات بعدم خلط الرياضة بالسياسية، كما حذرت أيضا من استخدام الرياضة كورقة ضغط سياسية بين الدول، رغم أن تلك التحذيرات خرجت من كبرى الجهات المعنية بكرة القدم، إلا أن قناة بي إن سبورت ضربت بكل ذلك عرض الحائط.
 
ووجه نقاد الرياضة في الوطن العربي، في وقت سابق، انتقادات لاذعة تجاه موقف الفيفا من قنوات «بي إن سبورت» القطرية، التي حاولت تجميل وجهها بنفي علاقتها بالقصر الأميري في قطر، وزعمت أنها قناة رياضية مستقلة مقرها فرنسا وتعمل من الدوحة، إلا أن توجهاتها التي تخدم أجندة حاكم قطر تميم بن حمد، كشفت الوجه الحقيقي لتلك القناة التي سميت في السابق قناة الجزيرة الرياضية، قبل أن تغير الاسم فقط لخداع المشاهدين.
 
ما تفعله قناة «بي إن سبورت» من احتكار لكرة القدم، وانتهاك قوانين الفيفا لتشارك قنوات الإخوان في مخطط اللعب بورقة الرياضة للضغط السياسي على مصر ومحاولة تشويه جهود مؤسسات القاهرة، كان واضحا منذ حفل افتتاح بطولة  كأس الأمم الأفريقية، ذلك الحفل الأسطوري الذي أبهر العالم، ولم يكن لقناة الشرق أو مكملين الإخوانية وغيرها من قنوات الإرهابية التي تبث من تركيا، حق بث محتوى الحفل أو كواليس، المباريات التي أقيمت علي أرض مصر.
 
واستضافت مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 في الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو الجاري، بعد سحب البطولة من الكاميرون، في 4 مدن هي: القاهرة، والإسكندرية، والإسماعيلية، والسويس، عبر استضافة 24 فريقا لأول مرة. وخرج المنتخب المصري من دور الـ 16 على يد المنتخب الجنوب الإفريقي بعد تغلبه على الفراعنة بهدف نظيف.
 
بثت قنوات الإرهابية بعض من محتوى حفل بطولة أمم أفريقيا 2019، لم يكن حبا في كرة القدم أو تقديم خدمة لعشاق الساحرة المستديرة في العالم، وإنما الهدف كان استغلال البطولة منذ الوهلة الأولي وإقحامها في صراع سياسي، بدأ بمحاولة التقليل من قيمة الحفل الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام العالمية والعربية، وتشويه منظومة تذكرتي التي أعادت الجماهير المصرية للمدرجات، كما حاولوا الوقيعة بين لاعبي المنتخب الوطني، من خلال استغلال مقاطع لمباريات خاضتها مصر أمام الفرق المنافسة في البطولة، وبائت محاولتهم بالفشل.
 
وفضح خروج المنتخب الوطني من البطولة، توجهات قنوات الإخوان في بث المباريات دون مصوغ قانوني حتى ولو كان بشراء حق البث من حليفتها  قناة «بي إن سبورت»،  لأن قنوات الإخوان استغلت بث بطولة الأمم الأفريقية في صراع سياسي، بما يخالف قوانين الفيفا وحقوق لوجارديار والكاف، حيث استغلت قنوات الإرهابية (الشرق ومكملين)، البطولة الرياضية أسوأ استغلال سياسي، في حين فرضت الفيفا قيودا على قنوات أخرى لمنع بث مباريات البطولة.
 
ووجه محللون رياضيون، تساؤلات للفيفا حول تجاهلها لهذة الوقائع التي لا تسيء للرياضه في مصر بل تسيء للوطن العربي، كان في مقدمتها تجاهل الفيفا رسائل احتجاجية قدمت بعد انتهاء بطولة كأس العالم في روسيا 2018 ، من النقاد الرياضيين بالوطن العربي لأمين عام اتحاد كرة القدم  «فيفا» ضد قنوات بي إن سبورت القطرية، إثر تعمد مذيعيها ومعلقيها ومحلليها، إقحام التعليقات السياسية في برامجها الرياضية واستيديوهاتها التحليلية، خلال مجريات البطولة، وطالبوا بتحرك قانوني ضد مجموعة القنوات القطرية.
 
هذا الأمر الذي جعل  السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم،  يخرج بتصريحات شديدة اللهجة ردا على احتجاجات النقاد لما حدث من القناة القطرية في بطولة كأس العالم يشدد فيها على عدم قانونية إقحام السياسة في الرياضية، مؤكداً أن الجمع بينهما لا يتوافق مع قانون اللعبة وتوجيهات «فيفا».
 
أضف إلى ذلك، تحذيرات سابقة من «فيفا» إلى قناة بي إن سبورت، بينها إظهار الاحترام للشؤون الداخلية لمنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم ووقف التدخل السياسي في شؤون كرة القدم، إلا أن هذه الوقائع لم تبت فيها الفيفا رسمياً أكتفت بتصريحات تدين موقف القناة القطرية، وكانت النتيجة تكرار نفس الموقف مع بطولة الأمم الإفريقية بانتهاك حقوق البث ودمج الرياضة بالسيباسة بما يخالف قوانين الفيفا.
 
 أما الهيئة الوطنية للإعلام في مصر تصدت مرارا وتكرارا لوقائع السطو على حقوق الملكية الفكرية بمعرفة قنوات الإخوان التي تبث من الخارج، ووصل الأمر لسرقة محتوى من التلفزيون المصري، فضلاً عن الأعمال الدرامية المملوكة للشركات الخاصة، كان آخرها واقعة سرقة حلقات مسلسل كفر دلهاب من إنتاج مجموعة إنتاج إعلام المصريين، رمضان الماضي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق