«صوت الأمة» تخترق إمبراطورية «تجارة الهوا» على السوشيال ميديا

السبت، 17 أغسطس 2019 09:00 م
«صوت الأمة» تخترق إمبراطورية «تجارة الهوا» على السوشيال ميديا
أحمد قنديل

المواد الإباحية والفبركة والمقالب الوهمية أبرز الوسائل لزيادة المتابعات وتحقيق المكاسب

«أحمد حسن وزينب» هما النموذج الصارخ الآن لظاهرة تجار الهوا، فهما زوجان تمكنا من صنع مقاطع فيديو أثارت جدلا مؤخرا وتسببا فى انشغال الرأى العام بهما، وذلك عقب اتهامهما باستغلال رضيعتهما فى مقاطع الفيديو التى يقومان بتسجيلها بغرض تحقيق المكسب المادى، ليتعرضا لانتقاد واسع وهجوم لاذع، ما دفع الزوج لمهاجمة من ينتقدوهما مستخدمين أسلوب التفاخر والمعايرة، حيث وجه لهم اتهامات من خلال منشور بالحقد والغل عليه وعلى زوجته، فضلا عن نشره نسخة من مكاسبه خلال شهر واحد والتى وصلت لنصف مليون جنيه من موقع اليوتيوب فقط.
 
المدونة التى أطلقها أحمد حسن، لم تحجب عنه الانتقاد بل زادت من الطين بلة، فتداول المكاسب المذكورة كان بمثابة بوابة لمفتاح جهنم عليه هو وزوجته، حيث أسرع عدد من المحامين بتقديم بلاغات ضدهما تتهمهما باستغلال طفلتهما الرضيعة فى مقاطع الفيديو التى يقومان بتسجيلها، إضافة إلى إدانة عدد من الجهات الحقوقية المعنية بحقوق الأطفال لفعل الزوجين، وكذلك تداول منشورات تحث الهيئات  المختلفة بأجهزة الدولة على مراجعة استحقاقاتهما الضريبية وفقا للمكاسب التى قاما بنشرها.
 
ولعل فعلة الزوجين، لم تلفت انتباه المراقبين والحقوقيين لهما فقط، بل أصبح كل صناع مقاطع الفيديو ومدونو وسائل التواصل الاجتماعى محل جدل وضجة من قبل الكثيرين وراود منصات التواصل الاجتماعى، فأضحى الجميع يبحث عن كيفية قدرة هؤلاء على تحقيق الشهرة الواسعة لدى الأجيال الجديدة، وتحديد مضمون المحتوى الذى يقدمونه وأهميته، وكيفية تحقيقهم المكاسب الهائلة.
 
«صوت الأمة» اخترقت دولة التواصل الاجتماعى وعوالم «اليوتيوبرز» و«الفاميسة»، لتكشف من خلال هذا التقرير كيفية حصول هؤلاء على الشهرة والمتابعة الكبيرة عبر الوسائل الإلكترونية، وكذلك وسائل تحقيق الربح وأسعار نشر المحتوى الإعلانى لديهم.
 
تأسيس القنوات وإنشاء الصفحات
 
بداية مشوار صناع المقاطع ومدونى المواقع ليست معقدة إطلاقا، فلا يحتاجون سوى إنشاء قناة عبر موقع اليوتيوب وصفحات عبر منصات التواصل الاجتماعى، ومن ثم دعوة أصدقائهم للاشتراك فى القناة وتسجيل الإعجاب بها، وبعد ذلك لا يحتاج الأمر سوى كاميرا محمولة أو هاتفا ذكيا لتصوير المقاطع التى ستنشر، ويختار البعض أن تكون المقاطع تحليلية ترصد آراء على بعض الأحداث، فيما يفضل البعض الآخر رصد الحياة الشخصية، أو صنع مشاهد تمثيلية من أجل زيادة المتابعات.
 
خناقات وهمية لإثارة الجدل وجذب المتابعين
 
يتجه البعض من صناع المقاطع لتصوير صراعات ومشاكل مصطنعة مع أصدقائهم، وذلك بهدف إثارة الجدل بين المتابعين وزيادة المشاهدة، كما أنها محاولة لجعل الجمهور فى حالة انتظار دائم للمزيد من مقاطع الفيديو، ولعل من أبرز الذين قدموا مثل هذه الوقائع كان الزوجان السالف ذكرهما «أحمد حسن» و«زينب»، حيث تعمدا نشر مقاطع منذ فترة خطوبتهما تتضمن وقوع صراعات وأزمات مع الأصدقاء، وكان من أشهر هذه المقاطع ادعاء قيام أحد أصدقائهما بسرقة «درع اليوتيوب» وزعم أن كاميرا المراقبة رصدت ذلك، ثم أعلنا لاحقا أنها مجرد مزحة.
 
ويقول محمد رأفت، أحد رواد منصات التواصل الاجتماعى، إن مثل هذا المحتوى كان يجعلنا ننتظر المقاطع بغرض الوصول إلى حقيقة الأمر أو رد الأطراف الأخرى على الاتهامات، مشيرا إلى أنه بعد اكتشاف أن هذا المضمون مجرد مشاهد تمثيلية جعلنا نفقد الثقة فى الناشر.
 
فبركة مقالب وتجارب حياتية لزيادة الإعجاب
 
هناك أيضا من يتخذ الفبركة نمطا للمقاطع الخاصة به، ولعل من أشهر الصناع الذين قاموا بهذا الأمر، شخص يدعى «الهلالى»، حيث كان يقوم بتقليد محتوى المقاطع الأمريكية مستغلا وسيلة الفبركة والتمثيل بغرض إقناع الجمهور بالحدث، من أشهر مقاطعه، دفع حبيبة أحد أصدقائه للخيانة مقابل الأموال، وهو الأمر الذى غالبا ما يجذب الجمهور للمشاهدة والمتابعة ولكن لا يحظى بالثقة مطلقا.
 
استخدام المواد الإباحية والعناوين الساخنة لزيادة المشاهدات
 
وفى السياق ذاته هناك من يستخدم المواد الإباحية المثيرة للجدل والتى حققت ضجة عبر منصات التواصل الاجتماعى للتعليق عليها، حيث يضيف الناشر عنوان المادة الإباحية أو الكلمات الفاضحة لعنوان المقطع، بغرض تحقيق المشاهدات، ومن أشهر هذه المقاطع ذلك المقطع الذى يحمل فى عنوانه اسم الأغنية الفاضحة «عندى ظروف»، حيث استخدمه صانع المقاطع محى ياسر، من أجل زيادة المتابعات عبر قناته.
 
ويوضح، إسلام أنور الخبير التقنى، أن هناك الكثير من صناع المقاطع ومشاهير السوشيال يتعمدون استخدام الفضائح المثيرة وإضافة كلمات إباحية لمقاطعهم بغرض تحقيق رواج، لافتا إلى أن من يبحث على المادة الإباحية سيضطر لمشاهدة المقطع ظنا منه أنه يحتوى على ما يرغبه.
 
الرقص والعرى لجذب الانتباه
 
على نفس النمط، هناك صناع مقاطع فيديو من الفتيات يلجأن للتعرى أو الرقص أمام الكاميرا ونشر ذلك عبر وسائل التواصل المختلفة مثل موقع اليوتيوب أو تطبيق التيك توك والإنستجرام، وذلك من أجل جذب الانتباه ولفت الأنظار إليهن، وتحقيق المتابعات المطلوبة، وهناك من الفتيات اللاتى يستخدمن أسلوب الإغراء أيضا بغرض زيادة الاشتراكات ومن ثم إيصال المحتوى الإعلانى الهادف للمكسب.
 
أيضا هناك من صناع المقاطع من يقوم بتسجيل حياته الشخصية وتصوير لحظات أسرية فيها من أجل زيادة الإعجاب وتحقيق الشهرة الواسعة، وكذلك زيادة المحتوى الإعلانى، ومن أشهر مقدمى هذا المضمون الممثل محمد عامر وزوجته، فمنذ خطبتهما وهما يقومان بهذا الأمر.
 
وتقول مى الشوربجى، لا شك أن «عامر وسلمى» حققا شهرة واسعة وأصبحا من أكثر صناع المقاطع المحبوبين منذ خطبتهما، وذلك نظرا لرصدهما أحداث حياتهما بطريقة كوميدية خلال المقاطع، إلا أنه سرعان ما تحول هذا الأمر لتجارة فقط بالنسبة لهما، وبعد أن تمكنا من حصد ملايين المتابعات، لم يعودا يسجلان مقاطع كوميدية، بل تحولت كافة أعمالهما لرصد ونشر محتوى إعلانى للمنتجات.
 
لا يقتصر مكسب الصناع على الدخل العائد من منصات التواصل الاجتماعى، بل هناك طرق أخرى تحقق مكاسب كبيرة وفى الغالب يكون العائد منها أكثر من مكسب المنصات، حيث تضطر بعض الشركات والعلامات التجارية المختلفة والأنشطة للاستعانة بصناع المقاطع والمدونين للترويج لمنتجاتهم وأعمالهم من خلال وسائل مختلفة، مثل نشر اسم المكان خلال أحد المقاطع أو تدوين منشور عبر وسائل التواصل للشكر فى أحد المنتجات، أو نشر صورة لزيارة أحد الأماكن أو الإعلان عن زيارة معرض منتجات بهدف جذب الجماهير إلى المكان والترويج للمنتجات.
 
وكشفت إحدى المستفيدات من صناع المقاطع لـ«صوت الأمة»، والتى رفضت ذكر اسمها، أنها تتعامل مع أغلب صناع المقاطع بصفة مستمرة من أجل التسويق للمنتجات التى تبيعها، مؤكدة أنها ترسل هدايا ومقابلا ماديا إليهم بهدف الإعلان عن المنتج.
 
وأضافت، أبرز من تعاملت معهم كان «محمد عامر وسلمى زوجته» ولكن الاتفاق لم يكتمل بسبب أسعارهم المبالغ فيها، فقد طلبت 50 ألف جنيه للحملة الإعلانية، و18 ألف جنيه مقابل منشور للمنتجات أو الإعلان عن شراء نفس المنتج المراد ترويجه، و4000 جنيه بالإضافة إلى هدية يختارونها هم مقابل نشر صورة للمنتج عبر تطبيق الهواتف.
 
وتضيف، هناك آخرون يتمتعون بشهرة أيضا ليس بنفس قدر محمد وسلمى، ولكن أسعارهم فى المتناول، مشيرة إلى أن الصناع «أحمد وزينب» يرضيان بالهدايا فقط، وهناك آخرون تتراوح أسعار المنشورات عبر صفحاتهم ما بين 1000 جنيه و 5000 جنيه للمنشور الواحد، وهناك من يحصل على 4000 جنيه مقابل الإعلان عن زيارة المكان البائع للمنتج بغرض جذب المتابعين.
 
على الجانب الآخر هناك ممثلون ومشاهير يعتمدون بشكل كلى على المشاهدات، فى تحقيق نجاح وهمى لأعمالهم الفنية، ويأتى على رأس هؤلاء الممثل محمد رمضان، والذى تورط فيما سبق فى فضيحة كانت ملء السمع والبصر حينها، عندما اكتشف النشطاء تزويره لمشاهداته على موقع الفيديوهات الشهيرة. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق