الشرق ومكملين قريبا خارج الخدمة.. وبدأ العد التنازلي لغلق قنوات الإرهابية

الجمعة، 23 أغسطس 2019 09:00 ص
الشرق ومكملين قريبا خارج الخدمة.. وبدأ العد التنازلي لغلق قنوات الإرهابية
أرشيفية
دينا الحسيني

الآن، بدأ العد التنازلي لغلق قنوات جماعة الإخوان الإرهابية التي تبث من خارج مصر، وبات العاملون فيها مهددون، في أي لحظة بالطرد من القناة، ولم يعد لديهم أي خيار لإيجاد فرصة عمل بديلة، مع تردي الأوضاع الإقتصادية وتأخر رواتبهم، وفى ظل حالة الانقسام التي تشهدها الجماعة، بسبب صراعات بين قاداتها جبهتي محمود عزت، وجبهة الشباب، والخلاف حول تقسيم أموال التمويلات، وتراشق الاتهامات.

غلق القنوات الفضائية التابعة لإعلام الإخوان بالخارج، بات وشيكاً، كشفت كواليسه الصراعات الداخلية بين العاملين بقناتي الشرق ومكملين وبين القائمين عليها كأيمن نور وحمزة زوبع، والاعتصامات التي تشهدها تلك القنوات، بسبب تأخر الرواتب وتراجع الأداء والمحتوي الإعلامي المقدم على الشاشة والذي لم يعد له أي تأثير وتسبب في تراجع القناة التي لا يشاهدها إلا العاملين بها فقط.

وسواء أبت الجماعة الإرهابية أو أصرت على مواصلة جهودها الإعلامية الفضائية، فدلائل سقوط هذه القنوات متعددة، ووفقاً لتقديرات خبراء الإعلام الذين أجمعوا أن انتشار هذه الفضائيات مازال محدوداً  للغاية، ووصفوا الإعلام الإخوانى بإعلام موجه، وأنه هو ليس إعلاماً بالمعنى المفهوم، بل هو إعلام خاص بالجماعة، التى تحتكر إعلامها بالكامل ومنظومته، بدءاً من المعدين والمخرجين والمذيعين، وانتهاءًا بالمادة المقدمة، وهو الفشل بعينه، الذى سقطت به قنواتهم وستسقط الأخرى ، فضلاً عن إفتقارها المهنية لكونها حديثة العهد بالمجال الإعلامي، وغياب الخبرات اللازمة لإدارة هذا الملف، ومن ثم جاء فشل الجماعة في صنع إعلام يدافع عنها رغم ما تمتلكه من قدرات مالية.

ومنذ نشأة تلك القنوات خصص  التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بالخارج، ميزانيات ضخمة بعد ثورة 30 يونيو 2013؛ لإنشاء هذة القنوات بهدف مهاجمة النظام داخل مصر، والمصريين الذين خرجوا بالملايين في الشوارع للمطالبة بعزل محمد مرسي العياط وإبعاد جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم، حتى أن الميزانية المرصودة تخطت وقتها  الـ6 مليارات جنيه ، وتم وضع أجندة بمحتوي إعلامي تم توظيفه لخدمة المصالح المشتركة، والتحريض على العنف والتخريب، وقتل ضباط الجيش والشرطة فى مصر، إثارة الفوضى وعدم السماح باستقرار الأوضاع والتأثير على مصر اقتصاديًا وعرقلة الدولة.

بعض المواقع الموالية للإخوان والقنوات التي تبث خارج نطاق القمر الصناعي نايل سات، لا يمكن الوصول إليها، ولا يعرفها عدد كبير من المشاهدين المهتمين بالمتابعة، ونجحت الجهود الدبلوماسية المصرية في تعطيل القنوات الإخوانية، التي طالبت السلطات الفرنسية بوقف بث القنوات الفضائية الإخوان على القمر الصناعى الفرنسى خصوصًا أن هذه القنوات تبث مواد تحرض على العنف وتثير الكراهية، كان أبرزها قناة «رابعة».

فالجميع يتذكر موعد إطلاق قناة «الشرق» في أبريل 2014 ، بعد أن أسسها باسم خفاجى- رجل أعمال مقرب من التنظيم الدولى- ومؤسس التجمع المصرى، التابع للإخوان والداعم لحكمهم وقت عولهم، وتخصصت هذه القناة، منذ نشأتها، فى إذاعة عدد من التسريبات المفبركة لعدد من المسئولين داخل السلطة المصرية، بهدف تحريض المواطنين والمجتمع العربى والدولى ضد مصر.

وضمت القناة عدد من المذيعين الهاربين من مصر، أبرزهم: معتز مطر، كان مقرباً من الإخوان أثناء فترة حكم محمد مرسي، وعمل مذيعًا بالقناة الناطقة باسم الجماعة، وقتها «مصر 25»، وهيثم أبوخليل، هو أحد القيادات الإخوانية التى انشقت عن التنظيم قبل أعوام، لكنه عاد من جديد إلى أحضان التنظيم بعد عزل مرسي، وأصبح أحد قيادات المجلس الثورى التابع للإخوان، فضلاً عن دعاء حسن سكرتيرة أيمن نور التي تزوجها قبل هروبه من مصر، وأصبحت الحاكم بأمرها في القناة، والتي دخلت معارك مع مذيعين القناة بسبب محاولاتها فرض السيطرة والتدخل في المحتوي لإعلامي وانتقادها آداء المذيعين دون خبرة إعلامية، فضلاً عن برنامجها الصباح الفاشل الذي يكشف جهلها بالإعلام وطريقةتوظيف المادة التحريرية وافتقارها للقبول والمهنية. 

أما قناة مكملين، التي انطلقت فى يونيو 2014 ، واختارت نفس الشعار الذى تتبناه ميليشيات الإخوان، التى تقود عمليات العنف ضد قوات الشرطة، وموجات التخريب باستهداف منشآت خدمية، واشتهرت القناة ببث تسريبات مفبركة بهدف التأثير على الأمن القومى المصرى، وتولي حمزة زوبع، المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة المنحل إدارة القناة، بل وتقديم برنامج على شاشتها ليرضي رغباتة المكبوتة في تحقيق الذات والشهرة، وكذلك محمد ناصر، المعروف بعدائه الشديد لمصر ومؤسساته وحتي شعبها لم يسلموا من أكاذيبه.

أخطاء كثيرة وقعت فيها تلك القنوات، وأجمع خبراء إعلاميون، أن المادة الإعلامية، التى تتبني خطاباً أحادي الرأي، وتفتقد المضمون الحقيقي وعدم التنوع، بمعنى أن كل القنوات لا تقدم سوى برامج توك شو تتصيد للمصريين تارة، وتدافع عن قيادات لاجماعة وتحاول تجميل وجه أعضائها بأنهم ناصري الإسلام والمسلمين تارة أخري، فضلاً عن  نشرات إخبارية  تعمل لصالح الجماعة.

كما أجمع خبراء الإعلام أإن رسالة القنوات الفضائية الإخوانية الإعلامية الفاشلة، اتسمت أيضاً بضيق الأفق والاقتصار علي الذات والبعد عن الانفتاح علي الآخر، وبالتالي كانت رؤية صعبة التطبيق واستدامة الوجود، وجاءت لغتها عنيفة وإقصائية وتحمل معاني التجريح والسب، علي عكس الخطاب الإسلامي الداعي إلي التسامح وتقبل الآخر، ما أدى إلى سقوط امبراطوريتها، التى كانت تريد تزييف وعى المصريين.

ولم تسلم تلك القنوات من انتقاد حلفاء الأمس أبرزهم وجدي غنيم، الذي سبق وشن هجوماً على قناة مكملين، وعلى البرامج التي تقدمها ومذيعها، حيث وصف غنيم  في لقاء  له عبر إحدى قنوات الجماعة، ما يتم بداخل قنوات الإخوان بـ«قلة الأدب»، قائلاً: «قنواتنا بتجيب مذيعات عشان يقلدوا قناة الجزيرة، وقاعدلي الأخ يبصلها كل شوية، إيه الهبل وقلة الأدب دي».

ودعا الداعية الهارب، إلى فصل كل جميع المذيعات من قنوات الجماعة واستبدالهن لآخرين رجال، بدعوى أن ذلك يدعو إلى الزنا ومعصية الله، خاصة قناة مكملين. الأهم فيما أشار إليه وجدى غنيم، هو الرؤية حول جدوى تلك القنوات، وما يعرض فيها، والنظرة إلى شكل المذيع والمذيعة، وبعض المشاكل الأخلاقية التى تحدث عنها بعض الهاربين والعاملين في قنوات الإخوان والتى حدثت بين بعض المذيعات وبعض العاملين، أو حول المشكلات حول الرواتب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق