الساعة بـ 5 دولارات والحسابة بتحسب..

«صوت الأمة» يخترق عالم «هامو لايف» الإباحي.. ويكشف وسائل استغلال الفتيات

السبت، 24 أغسطس 2019 10:00 م
«صوت الأمة» يخترق عالم «هامو لايف» الإباحي.. ويكشف وسائل استغلال الفتيات
أحمد قنديل ونرمين ميشيل

وكلاء مصريون لتشغيل البنات بالتطبيق الإباحى ومقر العمل بالمهندسين.. مديرو التطبيق يوهمون المتقدمات بالعمل الإعلامى

ذهب من أجل تحقيق أحلامه وكسب الأموال الوفيرة، إلا أنه لم يجد الواقع المرسوم له من قبل المغرضين، بل صدمته الحقيقة البغيضة ليجد نفسه محاطا بثعالب لئيمة، قرروا استغلاله جسديا مقابل إعطائه بضع نقود، فأصبح عرضه وشرفه مباحا للاستغلال والاستهلاك».. هكذا كانت حكاية الفيلم السينمائى «عنتر شايل سيفه» والذى جسّد أبرز صور الاستغلال الجنسى وتجارة الهوى حول العالم من خلال الأفلام الإباحية، والتى كانت ظاهرة منتشرة وقتها.

ظل متناقلة ومتوارثة على مر العصور، وتتطور توافقا مع الازدهار المجتمعى، فلم تنته أبدا عند القصة الدرامية المذكورة سابقا، وإنما يبتكر تجار البشر والقوادون وضعاف النفوس طرقا ووسائل متطورة دائما لكى تتماشى مع كل زمن وكل تطور مشهود.
 
ولعل الجميع يعرف الآن، أن تجارة الهوى والاستغلال الجنسى أحد أبرز الصور المنتشرة لتجارة البشر عبر شبكات الإنترنت وعالم البرمجة الجديد، فأصبحنا نشهد يوميا على مرأى ومسمع الجميع إعلانات عبر شبكة الإنترنت لتجارة الهوى بصور وأشكال عدة مثل تكوين العلاقات الجنسية من خلال الشبكات الإلكترونية أو غرف للأحاديث الجنسية والإباحية، أو استعراض علاقات عاطفية، وغالبا ما يتجه مروجو تجارة الهوى الآن لتدشين تجارتهم القذرة فى شتى أنحاء العالم، عبر مواقع الويب وتطبيقات الهواتف الذكية والتى تموه أفعالها الدنيئة بدعوى نشاطات فنية متنوعة.
 
وربما يظن الغالبية أن مثل هذه التطبيقات التى تروج لتجارة الهوى والأفعال الإباحية والعلاقات غير الشرعية، تتمركز خارج مصر، ولكن يبدو أن هناك منها ما يعمل من داخل البلاد، وتمارس نشاطها القذر بكل أريحية، بل يقومون أيضا بتشغيل العمالة واستغلال الفتيات، زاعمين فى إعلاناتهم دعوى العمل بالإعلام الإلكترونى، ولكنهم فى الحقيقة يروجون للعلاقات الجنسية الإلكترونية لكسب الأموال.
 
»هامو لايف».. أحد تطبيقات الهواتف الذكية الذى يهدف لترويج العلاقات الجنسية وغير الشرعية بدعوى العمل فى نشاط الإعلام الاجتماعى، فيستغلون الفتيات ويستقطبونهن بزعم توافر فرص عمل لهن كمذيعات مقابل أجر مادى مغرى، إلا أن الحقيقة تخالف ذلك مطلقا، فتجد الفتيات أنفسهن يعملن بشبكة لتكوين العلاقات الإباحية الإلكترونية، ويتم استخدامهن كأداة لاستقطاب الرجال ودفع الأموال، فى مقابل الدخول فى أحاديث عاطفية وإباحية مرئية وصوتية.
 
دعوات «هامو لايف» لتشغيل الفتيات فى مصر، أقرب فى الوصف لقصص الاستغلال البشرى المذكورة فى الأعمال الدرامية مثل قصة الفيلم السينمائى «عنتر شايل سيفه» الذى جسّد بطولته الفنان عادل إمام، فعلى غرار إقناع «عنتر» بطل الفيلم بالسفر للخارج من أجل العمل بمهن شريفة بمقابل مادى 5 جنيهات فى الساعة الواحدة، تجد أيضا نفس النمط رغم اختلاف المضمون فى إعلان التشغيل بتطبيق «هامو لايف».
 
«لو صاحباتك بيسمعوا كلام، ولو بتعرفى تتكلمى بدون انقطاع، انضمى الآن لمذيعات هامو لايف بدخل 290 دولارا فى الشهر، فرصتك جتلك، ابعتى رسالة أو سيبى كومنت لتفاصيل أكثر».. هكذا كان نص إعلان التشغيل للفتيات عبر منصات التواصل الاجتماعى، والذى تم ترويجه بوسائل شتى مثل مقاطع الفيديو أو الصور ومنشورات، ما يدفع الظن للفتيات بأن هذه الفرصة تتضمن تشغيلهن مذيعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت.
 
بالنسبة لهذا الإعلان، فالأمر ليس مثيرا للانتباه أو الضجة، فمن المعروف لدى الجميع أن غالبية التطبيقات التى تعمل على الترويج للعلاقات الجنسية الإلكترونية تستخدم تلك المزاعم، إلا أن الأمر الملفت والذى يعد سابقة، هو أن هناك شبكات تعمل على توسيع الشبكة المشبوهة لهذا التطبيق من داخل مصر، فخلال تصفح الصفحات الخاصة بهذا التطبيق، وجدنا أرقاما مصرية وإعلانات أخرى من مصريين تدعو الفتيات للعمل بهذا التطبيق، وهو ما دفعنا للتحرى جيدا حول الأمر والتحقيق فيه.
 
أولا.. التطبيق بالنسبة للمستخدمين
 
إعلانات التطبيق بالنسبة للمستخدمين، تفيد باحتوائه على غرف دردشة سرية وأخرى عامة، وكذلك توافر خدمات البث المباشر والتى تقدمها فتيات، بالإضافة إلى وجود فئة تصنف كل غرفة أو خدمة فى التطبيق، مثل التنبيه بأن الغرفة تتناول «التسالى» أو «الرومانسية» وغير ذلك.
 
بمجرد تحميل التطبيق على هاتفك الذكى، ستصلك العديد من الإشعارات على هاتفك عند إغلاق التطبيق، وغالبا ما تحتوى على رسائل عاطفية، وأخرى إباحية، والتى تأتى فى صورة إرسال فتاة رسالة مدون بها عبارات توحى بتلبية حاجات جنسية وعاطفية، أو طلب للحصول على أرقام الهواتف، وذلك بغرض استقطاب المستخدم للدخول، ومن ثم المشاركة فى مشاهدة خدمات البث المباشر والدخول للغرف الصوتية، وفور الدخول إلى التطبيق ستجد أن فئات البث المباشر مقسمة ما بين مشاهير ومحترفات وهن اللاتى حصدن متابعات هائلة، وكذلك توافر فتيات يقدمن بثا مباشرا يتحدثن عن أمور عاطفية وأمور شخصية، وإضافة إلى ذلك هناك غرف محادثات صوتية سرية تتيح علاقات إباحية إلكترونية.
 
وبمتابعة الدردشات الصوتية وخدمات البث المباشر، يلاحظ عدم وجود حدود أدبية ومعايير مجتمعية لرفض الأحاديث غير المنضبطة، بل يتم تشجيعها بغرض جذب المتابعين للتعليق والمشاركة فى الأحاديث، بل أيضا قد يصل الأمر من قبل الفتيات بإعطاء وعود بتداول الأرقام الخاصة ومحادثة المستخدمين هاتفيا فى أمور غير أخلاقية. خدمات التصفح والبث المباشر مجانية للمستخدمين، ولكن التعليق والمشاركة فى خدمات البث الحى وغرف الدردشة الصوتية يكون بشراء عملات رقمية باستخدام الدفع الإلكترونى، وهو ما يعود على صناع التطبيق بالربح الوفير.

ثانيا.. التطبيق بالنسبة للعاملات به
 
»صوت الأمة» اخترقت العالم السرى للتطبيق، من خلال تواصل المحررة مع أحد الوكلاء «موردين الفتيات»، والذى أكد أنه يوفر العمل لجميع الفتيات بقيمة من 5 إلى 6 دولارات فى الساعة الواحدة مقابل ظهورهن بالبث الحى، مشيرا إلى أن الفتيات قادرات على تحقيق دخل قد يصل إلى قيمة 10 آلاف دولار فى الشهر الواحد.
 
ويقول وكيل التطبيق المدعو «مستر تيتو»، إن الشركة لها مقر فى منطقة المهندسين، وأنه يجب على الفتاة أن تتواجد 3 ساعات يوميا أو أكثر، وعليها أن تلتزم بالظهور لايف لمدة تصل إلى 40 ساعة فى الأسبوع، وذلك من أجل تحقيق دخل وفير، موضحا أن هناك أنظمة مختلفة لتحقيق الدخل. ويرحب «مستر تيتو» بكل الفتيات للعمل بهذا البرنامج، موضحا أنه يشترط أن تكون الفتاة حسنة المظهر وجيدة فى التعامل، ولا يشترط أن تكون ذات خبرة، لافتا إلى أنه سيتم تدريبها على كافة الأمور.
 
فى ذات السياق، أكدت فتاة عملت بالتطبيق لشهور - رفضت ذكر اسمها - فى بداية الأمر تظن الفتاة أن الأمر عادى وليس به أى شبهة ويقتصر فقط على الظهور بخدمة البث المباشر لمناقشة أى موضوعات وأمور حياتية، إلا أنه فى النهاية يتم اكتشاف أن أغلب الغرف الصوتية والمرئية تتناول الحياة الجنسية، فضلا عن التزام الفتاة بمسايرة الأعضاء من أجل الحصول على العملات الرقمية والتعليقات وتحقيق الدخل، إضافة إلى ذلك وجود غرف صوتية غير ملائمة يشاركن بها رغم أنها لا تتفق مع المعايير المجتمعية وتتناول أحاديث جنسية وإباحية.
 
وتضيف: هناك مستخدمون ومستخدمات لا يعرفون شيئا عن الجانب المظلم للتطبيق، ويقتصر دورهم على المشاركة فى غرف الغناء والأحاديث المجتمعية.
 
WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.00 PM
 
WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.01 PM (1)
 
WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.01 PM (2)
 
WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.01 PM (3)
 
 
 
WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.02 PM (2)
WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.02 PM (2)

WhatsApp Image 2019-08-20 at 9.11.02 PM

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة