سياسية تونسية: الغنوشى يخطط لتحويل بلد «بورقيبة» إلى قاعدة آمنة للإرهابيين

السبت، 07 سبتمبر 2019 04:00 م
سياسية تونسية: الغنوشى يخطط لتحويل بلد «بورقيبة» إلى قاعدة آمنة للإرهابيين
ليلى الهمامى والغنوشى
محمود علي

«النهضة» تستثمر فوضى المشهد للانقضاض على السلطة.. وزعيمها كشف فى زلة لسان مخططهم الحقيقى 


استبعدونى من الترشح للرئاسة لكن سأواصل الحرب بلا هوادة ضد منطق الوصاية الذى تسعى النخب المأجورة لفرضه

فى أعقاب إسقاط حكومة الترويكا المنتمية للإخوان، والتى حكمت تونس لفترة بعد ثورة الياسمين، ظن كثيرون أن الساحة السياسية التونسية ستعود إلى الاستقرار خاصة مع وصول الرئيس التونسى الراحل الباجى قائد السبسى إلى كرسى الحكم فى عام 2014، وانتكاسة حركة النهضة الإخوانية المدوية فى الكثير من الاستحقاقات الانتخابية، لكن يبدو أن الجماعة الضالة تعيد نفس المشهد البائس لاسيما بعد رحيل السبسى، منقضة بشكل غير شرعى على الرئاسات الثلاث، وهو ما تطلب توحيد جهود الساسة الديمقراطيين لمواجهة مخططات النهضة القادمة. . «صوت الأمة» التقت اثنين من السياسيين التونسيين لقراءة المشهد المستقبلى فى بلد «بورقيبة»، خاصة فى ظل التحديات التى تواجهها تونس، والتى فرضتها عليها محاولات جماعة الإخوان الإرهابية فرضها عبر ذراعها التونسى حركة «النهضة».

دكتورة ليلى الهمامى واحدة من ضمن الساسة الذين يحاولون مقاومة حركة النهضة الإخوانية من أجل اتزان المشهد السياسى، وكان لـ«صوت الأمة» حوار مطول معها لتتحدث عن الوضع قبيل انتخابات الرئاسة التى من المقرر إجراؤها فى منتصف الشهر الجارى، وإلى نص الحوار.. 
 
بداية.. كيف ترين الوضع السياسى التونسى الراهن.. ولماذا تم استبعادك من انتخابات الرئاسة التونسية؟
 
انطلقت الأسبوع الماضى الحملة الانتخابية للرئاسة 2019، حملة اعتقد الجميع أنها ستكون عنوان ارتقاء ونضج النخبة السياسية من حيث مستوى الأفكار والطروحات خاصة الممارسات، لكن المؤسف أننا وجدنا أنفسنا كسياسيين وكمجتمع أمام لوحة داكنة الألوان حزينة كئيبة أعادتنا إلى ذكريات سعينا طيلة ثمانى سنوات إلى محوها من أذهاننا، هى انتكاسة بكل المقاييس.
 
وفيما يخص استبعادى من الترشح للانتخابات، فهذا ليس استبعادا بمعنى الكلمة إنما اضطهاد فى حقى الدستورى دون تعليل بصفة ظالمة، كما أننى خضعت لمضايقات بحرق منزلى، وكان ترشحى للانتخابات الرئاسية ترجمة إرادة سياسية للإنسان الفعال فى مسار الانتقال الديمقراطى والعمل على تغيير الثقافة الذكورية التى سادت الساحة السياسية منذ الاستقلال، فلا يكفى سقوط النظام للحديث عن ثورة، فهى تحول جذرى فى نظم التفكير والقيم تتجاوز بكثير تغيير شخوص الحكم وأشكاله، وانطلاقا من هذا المفهوم ترشحت لانتخابات 2014 و2019 وواجهت معوقات مفتعلة.
 
وقمت قبل استبعادى بعرض عناوين برنامجى الانتخابى وفصوله الكبرى طيلة أشهر هذه السنة، وأعتقد أن الوضع السياسى الراهن فى تونس يفرض علينا عنوان إنقاذ المسار الديمقراطى من الانحراف الاستبدادى، وهذا أهم ما فى الظرف الراهن.
 
وفيما يخص انتخابات الرئاسة بصفة عامة؟
 
عندما أتحدث عن الشكل السياسى التونسى بصفة عامة، فلا بد أن أوضح أن هناك ظلما للكثير؛ فأبرز المرشحين فى عمليات سير الآراء نبيل القروى  وراء القضبان بقرار سياسى فى تهمة بُنِيت على وشاية، فيما يخضع عدد من المرشحين الآخرين للتحقيق بتُهمة التدليس فى صلة بالتزكيات.
 
مقابل هذا الاضطهاد.. كيف ترين المرشحين المحسوبين على الائتلاف الحاكم كالمنتمين لحركة النهضة وغيرها؟
 
يمنح الائتلاف الحاكم نفسه حصانة الماسك بجهاز الدولة الموظف لمؤسساتها وهياكلها، فلا يخضع لأية مساءلة ولأى تضييق بل يُتيح لنفسه إمكانات سُلطة لا تُضاهيها إلا سُلطات ديكتاتوريات جمهوريات الموز فى  أفريقيا فى عهود سابقة.
 
طبقة نساء ورجال أعمال خاضعة لحاكم القصبة مستعدة لكل التنازلات لنيل رضا ذلك الشاب الذى اختاره الراحل الباجى قايد السبسى، وانقلب عليه وخاضعة لرضا شيخ الجماعة (راشد الغنوشى)، الذى بشرنا بمشروع يُذكّرنا بانقلاب الملالى على الثورة الإيرانية، مشروع جمهورية إسلامية لا تكون فيها الديمقراطية متاحة ومباحة إلا للتيارات الدينية.
 
كيف ترين تصريحات الغنوشى مؤخرا عن طموح الحركة للفوز برئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان؟
 
لست أعلم إن كان راشد الغنوشى يعى ما يقول، فالرجل بشّرنا بأن طموح الجماعة لن يقتصر على موقع فى مؤسسات قيادة الدولة، وإنما فى وضع اليد على كل المؤسسات، واعتقادى أنه كشف فى زلة لسان أو فى حالة سهو عن المخطط الحقيقى لجماعة الإخوان فى تونس، لذلك من الواضح أن الغنوشى يخطط لتحويل تونس إلى قاعدة آمنة للتنظيم العالمى للإخوان تحت غطاء الديمقراطية وباعتماد أسلوب ومنهج محفور فى ذاكرتنا، وهو إقصاء الخصوم والتحرك وراء واجهة هى مجرد دمية يُحركها فى الاتجاه الذى يشاء.
 
لم أكن مبالِغة ولا مُشِطّة فى حُكمى على الإخوان عبر الصحافة الدُّولية عندما أُغلِقت أمامى مساحات الإعلام المحلّى المَريض، بل كان حُكمى  وتقديرى مؤسَّسا على قراءة موضوعية لتاريخ هذه الحركة ولارتباطاتها الخارجية.
 
تتحدثين عن أنه تم استبعادك من الانتخابات دون تعليل من قبل الهيئة.. فكيف ستكون وجهتك القادمة؟  
 
لن تكون مسألة الرئاسة فى أجندتى نهاية المشوار، بل هى مواصلة رحلة نضال من أجل قيام جمهورية ثالثة محصّنة ضد تشتت المؤسسات وتصادم الصلاحيات معفاة من كل أشكال الفاشية والرجعية المتلوّنة، لذلك سأخوض معركتى فى انحياز تام إلى قضايا الشعب وهمومه انتصارا لطموحاته المشروعة، وفى حرب دون هَوادة ضد منطق الوصاية الذى تسعى بعض النخب المأجورة إلى فرضه علينا، وتبقى دعوتى لعموم الشعب التونسى  بأن يكون التصويت يوم 15 سبتمبر بكثافة لمعاقبة ائتلاف حاكم أكّد أنه مشروع فاشية جديدة أعنف وأشد مما عاشته تونس خلال ماضيها القريب.
 
تعرض منزلك مؤخرا للحرق واتهمتِ الإخوان بتدبير ذلك.. هل هذه المضايقات متعلقة بإعلان ترشحك للرئاسة؟
 
 بكل تأكيد منذ أن عبرت عن مواقفى وطروحاتى من التيار الإخوانى عبر الصحافة الأجنبية، وأنا أتعرض لمضايقات وحصار إعلامى تصاعد ليبلغ مستوى الاعتداء الجسيم على محيطى الاجتماعى وعلى أملاكى، فهل من المصادفة أن يحصل هذا وأن أواجه حالة من الصمت المريب من جهات رسمية تونسية تقدمت إليها بشكاوى وفقا لما يقتديه القانون من إجراءات، لينتهى الأمر برفض أوراق ترشحى دون تعليل من طرف الهيئة العليا للانتخابات.
 
فى هذه الأثناء تقوم «النهضة» بدعم ترشح عديد من الشخصيات من خلال توجيه التعليمات لكتلها البرلمانية من أجل تمكينهم من الترشح عبر التزكيات البرلمانية.
 
مرشحو الإخوان المنافسون والقريبون منهم تحدث البعض عن أنهم سمموا المشهد السياسى.. إلى أى مدى ينتهك هؤلاء حقوق المرشحين الآخرين؟
 
النهضة لدقة المرحلة التى تعبرها البلاد اقتصاديا واجتماعيا تنتهج أسلوب التمكين التدريجى من خلال التحرك الأخطبوطى وراء واجهات علمانية لإخفاء مقاصدها الحقيقية وتوريط جزء من الحركة الديمقراطية فى القبول بمخططاتها المشبوهة، فعليه أن أذكر برفع حركة النهضة شعار رابعة داخل البرلمان ووقوفهم المعلن مع مخططات إسقاط سوريا واصطفافهم اللا مشروط وراء المحور الذى يبث الخراب فى العالم العربى، هذا دونما اعتبار تغلل النشاط الإرهابى خلال فترة حكمهم الأول المعروف بحكم الترويكا، لذلك اعتبرت أن النهضة تمضى وتكتسب قوتها من ضعف الجبهة الديمقراطية.
 
استبعادى من الاستحقاق الرئاسى وكذا استبعاد نبيل القروى ومنير بعتور والأوسط العيارى، هو استبعاد لشخصيات غير مضمونة لحركة النهضة بل ومعارضة لها، وهذا أمر واضح وجلى لمن يسعى لقراءة الأشياء كما هى، وفى واقع الأشياء فإن جزءا مهما من مرشحى الرئاسة يمثلون حركة النهضة بوجوه مختلفة لذلك أصبحت المعركة اليوم معركة فرز من أجل حماية الجبهة العلمانية من اختراقات الحركة الإسلامية وتحصينها من مخططات التطويع التى تعتمدها حركة النهضة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق