شبح «النقل الثقيل» يهدد حياة المواطنين ويهدر المال العام

 

تنفذ أجهزة الدولة خلال السنوات الأخيرة الماضية عددا من المشروعات القومية للنهوض بالبنية التحتية، وتحسين شبكة الخدمات، خاصة خدمات الطرق، وهو ماظهر في حجم المشروعات التي تستهدف خلق شرايين جديدة تربط بين كافة المحافظات من ناحية، وتوفر الوقت والجهد من ناحية أخرى، لما لها من أهمية خاصة على الاقتصاد، وجذب الاستثمارات الخارجية.

 

وتتمتع مشروعات الطرق باهتمام خاص على مستوى الجمهورية، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية برفع كفاءة الطرق ورصفها وإنشاء المزيد منها على مراحل مختلفة للحد من كوارث الحوادث، بالإضافة إلى إنشاء شبكات من الطرق تدل على النهضة الحضارية المنتظرة خاصة فى محافظات الصعيد.

 

ولاشك أن محافظة أسوان، لاقت اهتماماً كبيراً خلال الآونة خاصة فى إطار إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى أسوان عاصمة الشباب الأفريقى لعام 2019، وسبق ذلك إعلانها عاصمة الثقافة والاقتصاد الإفريقية، مما دفع عجلة التنمية بالمحافظة السياحية التى تقع أقصى جنوب مصر وتتمتع بالعديد من المقومات الطبيعية والصناعية.

 

ولكن تعانى بعض المناطق بمدينة أسوان من مشكلة تهالك الطرق نتيجة الضغط الزائد لحملات النقل الثقيل التى تحمل على متنها أطناناً من الكتل الحجرية التى تستخدم فى صناعة الرخام من الحجر الأسوانى، والتى أدت مؤخراً إلى ظهور العديد من الحفر والمطبات، إضافة إلى تدمير طبقة الأسفلت لمداخل ومخارج المدينة.

 

والسبب في ذلك يرجع إلى الحمولات الزائدة على سيارات النقل الثقيل، والتي تتخطى الحاجز المسموح به وتحمل أطناناً من الكتل الحجرية التى تستخدم فى صناعة الرخام وتسير عبر طرق أسوان مسافرة إلى القاهرة لتصنيعها هناك، مما تسبب فى اقتلاع أرضية الأسفلت وظهور مطبات ورقع بالأرضيات، وتؤدي تلك الحمولات إلى تهالك طريق مدخل مدينة أسوان الجديدة حتى مدخل الطريق الصحراوى الغربى، والذى نال مما ناله منه طريق المدخل من تهالك واقتلاع تسبب فى وقوع عشرات الحوادث خلال العام الحالى.

 

وباتت الطرق فى أسوان تنذر بوقوع كوارث أخرى بخلاف الحوادث، ومنها تأثير الحمولات الزائدة على كوبرى أسوان المعلق خاصة بعد تكرار وقوف سيارات النقل الثقيل بأطنانها المختلفة قبل مطلع الكوبرى بالجهة الشرقية من نهر النيل، بجانب الحوادث المتكررة على الطريق الصحراوى الغربى «أسوان – القاهرة»  وخاصة المناطق القريبة من قرية بنبان وقرية فارس وقرية الكرابلة ومدخل مدينة أسوان الجديدة.

 

وتسببت تلك الأزمة في عدم صلاحية السير على الطريق المؤدي إلى مدخل مدينة أسوان، والذي شهد حادث انقلاب شاحنة نقل عليه أدت إلى اقتلاع طبقة الإسفلت نتيجة ظهور مرتفعات ومنخفضات على الطريق، وهو ما كاد يهدد أرواح وسلامة المواطنين المترددين على هذا الطريق، علاوة على المشاكل الفنية التى يسببها سوء حالة الطريق فى السيارات.

 

من جانبه، وجه اللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان، رئيس المنطقة العاشرة للطرق والكبارى، بسرعة ترميم الطريق الرئيسى المؤدى لمدينة أسوان الجديدة، بجانب التنسيق مع الشركة الوطنية للطرق بتركيب موازين فى مداخل هذه الطرق لمنع الحمولات الزائدة من المواد المحجرية بسيارات النقل الثقيل، وهو الذى يؤثر على كفاءة هذه الطرق.

 

وأكد المهندس محمود طه المدير المسئول عن مشروع ازدواج الطريق الصحراوى الغربي «أسوان - القاهرة»، أن المشروع الجديد سيشمل مسافة تقدر بنحو 9 كيلو مترات، مواجهة لمشروع الطاقة الشمسية ببنبان، موضحاً الانتهاء من الجس الترابى للطريق وطبقة الأساس وأيضاً طبقة الـM C بالكامل، ليصل عرض الطريق إلى 15 متراً، منها 11,5 متر طبقة إسفلتية، والتى تم الانتهاء منها بمسافة 2,5 كيلو متر وبما يعادل 3 طبقات، فى حين جرى عمل 4 دورانات محورية U-TURN بمداخل مزدوجة لمشروع الطاقة الشمسية من أجل إحداث حركة تباطؤ وتسارع للشاحنات الكبيرة لتلافى وقوع أى حوادث، لافتاً إلى المشروع بلغت تكلفته نحو 60 مليون جنيه من مخصصات التنمية المجتمعية لهذا المشروع القومى.