حقاً إنها عائلة مجرمة.. أُسر تتخصص في ممارسة الجرائم العائلية بالوراثة

الأحد، 15 سبتمبر 2019 09:00 ص
حقاً إنها عائلة مجرمة.. أُسر تتخصص في ممارسة الجرائم العائلية بالوراثة
مخدرات
أمل غريب

يمتلئ عالم الجريمة بالعديد من الغرائب والطرائف التي وقف أمامها علم تحليل الجرائم، عاجزا عن تفسيرها، فقد تحول الأمر إلى ميراث تتوارثه الأجيال، بعدما كان الأبناء والأحفاد ينتظرون نصيبهم من الأموال أو العقارات أو...إلخ، لوراثته، أختلف الأمر وتحول إلى وراثة التتخصص في أحد فروع الجريمة، تتناقله أفراد العائلة من جيل لآخر، ويمارسنه بكل احترافية بسبب الخبرات التي توارثوها، حيث تتخصص كل عائلة إجرامية في فرع محدد من أفرع الجريمة، فتجد عائلة تختار الاتجار في المخدرات، أو السرقة، أو النشل، أو البلطجة، أو السرقة، أو تجارة السلاح، أو الخطف...إلخ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، «الهنجرنية» وهي أسرة ممتدة بطول محافظات الجمهورية، تخصصت في عالم النشل، إلا أنها لها قوانينها الخاصة التي تهدف بها الحفاظ على تخصصها الإجرامي، فهي مثلا لا تختلط بالمجتمعات المحيطة بهم ولا تندمج معها، فتعيش في مجتمعاتها المغلقة، ولا تسمح لأفرادها بالتسلل خارجها، حتى لا ينقلون خبراتهم الإجرامية إلى أشخاص أخرين، حتى يظلوا يسيطرون على تخصصهم الإجرامي.  

في عالم عائلات الجرائم، يستعين رب الأسرة بزوجته وأولاده وبناته وأشقائه واخوته، لمساعدته في نشاطه الإجرامي، بسبب ثقته التي يمنهم إياها وتخوفه الذي يصل إلى حد الشك في الغرباء، الذين قد يعرضونه للوشاية به والإبلاغ عن نشاطه وأسرار عمله، مما يصعب الأمور على الجهات الأمنية المعنية برصد الجرائم وتتبعها والقضاء عليها، إلا أن هذا العالم أخترقته قوات الأمن خلال الأونة الأخيرة، واستطاعت توجيه ضربات قاسمة له.

ففي محافظة القليوبية، القت الأجهزة الأمنية، القبض على أسرة تخصصت في الاتجار بالمخدرات، تكونت من رجل وزوجته، حيث قرر عاطل في مدينة القناطر الخيرية، الاستعانة بزوجته في عمله الإجرامي، لتحقيق ثروة طائلة، وبدأ الترويج لمخدر الهيروين على عملائهما  حتى ذات صيتهما ووصل إلى رجال المباحث.

وأثناء استقلالهما سيارتهما الملاكي، تمكن رجال المباحث من ضبطهما وبحوزتهما ربع كيلو جرام من مخدر الهيروين، بالإضافة إلى بندقية آلية، و10 طلقات، ومبلغ مالي كبير.

كذلك في محافظة القليوبية، تخصص عاطل وابنه، في السطو على السيارات بالإكراه، فاتفق مع ابنه على استدراج أحد سائقي سيارات الأجرة «التاكسي» فتوجا سويا إلى منطقة مؤسسة الزكاة، واستوقفا قائد السيارة وطلبا منه توصيلهما إلى المنطقة الصناعية بالعبور، وعند مرورهما على منطقة نائية، استغلا الفرصة ووجه أحدهما فرد خرطوش، بتجاه رأس السائق، لإجباره على ترك سيارته، واستوليا عليها وفرا هاربين، لكن السائق أسرع بالاستغاثة بقوة أمنية، التي تمكنت من مطاردتهما وضبط الأب، فيما فر الأبن هاربا.

أما في محافظة السويس، قرر موظف الزواج من إحدى السيدات، كانت لها سابقة خطف، وكونا عصابة للاتجار في المخدرات، ونقلها عبر نفق الشهيد أحمد حمدي.

استعانت الزوجة بشقيقتها لمساعدتها في نقل كمية كبيرة من مخدر الحشيش بلغت 108 كيلو جرام، خبئوها في أماكن سرية بأبواب وحقيبة السيارة، إلا أن يقظة رجال المباحث كشفتهم أثناء تفتيشهم في كمين عبور نفق الشهيد أحمد حمدي، والقت القبض عليهما.

وفي محافظة الدقهلية، شكل عاطل بصحبة 2 من أبنائه، عصابة للاتجار في المخدرات، وترويج كافة أنواع المواد المخدرة من حشيش وهيروين وبانجو، والقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم وبحوزتهم المخدرات وأسلحة نارية بدون ترخيص.

أما في مباحث مركز شرطة شربين، وردت معلومات عن نشاط أسرية تخصصت في بيع المواد المخدرة، فتحركت قوات الأمن والقت القبض على رب الأسرة أثناء قيادته سيارة ملاكي وبحوزته مبلغ 27 ألف جنيه، وبندقية خرطوش، و21 لفافة هيروين، و450 لفافة بانجو، و5 طرب حشيش، و12 قطعة حشيش أخرى، كما داهمت القوات مسكن ابنه وشقيقه، الذين تبين هروبهما، وضبط بمسكنهما 30 لفافة بانجو، و3 أسلحة بيضاء.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية، أن توارث الجريمة العائلية، يعود إلى الإغراءات المادية التي يتحصل عليها الأفراد من حصيلة نشاطهم والمكاسب السريعة التي يحققونها من نشاطهم الأثم، مشيرا إلى أن التحاق الأبناء بنشاط عائلتهم الإجرامي، يأتي غالبا بالاختيار وليس بالإجبار.

وأوضح خبير المخاطر الأمنية، أن وقوع العائلة فى دائرة الاتهام، يصعب على أفرادها الالتحاق بوظائف أخرى تبعد عن نشاط الأسرة الإجرامي، وملاحقتهم أمنيا، ورفض المحيطين بهم التعامل معهم، لقبولهم بينهم، يجعل اختيار الالتحاق بنشاط الأسرة أمرا يسيرا.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة