دم الدوري في رقبة «فضل».. من كتب علينا الطفل المعجزة وهو كره لنا؟

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 04:43 م
دم الدوري في رقبة «فضل».. من كتب علينا الطفل المعجزة وهو كره لنا؟
محمد فضل
مصطفى الجمل

 
في عرف متابعي كرة القدم المصرية وخبرائها ومحلليها، يعد محمد فضل واحداً من لاعبي الصف الثاني إن لم يكن الثالث في تاريخ الكرة المصرية، ففي  مسيرته الكروية لم يكن المهاجم الفلتة، مع الأهلي لم يرتق لمنزلة حسام حسن أو حتى الدنجوان عماد متعب، وفي الإسماعيلي لا يمكن وصعه في جملة واحدة مع الكابتن على أبو جريشة او حتى محمد صلاح أبو جريشة ولا جون اوتاكا. 
 
 اللاعب الذي لم يكن مميزاً سوى بأخلاقه وأدبه، بعد اعتزاله لم يحتل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو للمساته ومهاراته وأهدافه الغير متوقعة كما هو الحال مع لاعبين كثر اعتزلوا فبكت عليهم الجماهير وأبكتهم باستعادتها جزءاً من مسيرتهم في الملاعب، دخل فضل  المجال وخرج منه كعابر سبيل، ولولا لعبه للكيان الكروي الأعظم في مصر - الأهلي - ما كان أحد ليتذكره الآن، ولا حتى يرشحه لمناصب قيادية في أي فريق كروي.  
 
فوجئ متابعو الكرة المصرية، بعد فترة من اعتزال فضل باتجاهه للعمل الإعلامي، وأثنى كثيرون على اختياره لهذا المجال والبعد عن الإداريات والتدريب في فرق الكرة، فلا أمارة بينها الرجل على أنه قادر على تولي منصب في أي من المجالين سالفي الذكر، ولفت «فضل» الأنظار في كأس العالم 2018 بروسيا عندما كان مراسلاً لقناة اون سبورت في محيط الملاعب المستضيفة لكأس العالم. 
 
عاد  فضل من روسيا وكان على شفا الاقتراب من الانضمام لنادي الجونة ليساعد صديقه نادر شوقي وحسام غالي في إدارة قطاع الكرة، وكانت الأحاديث كلها تتجه لتولي فضل قطاع الناشئين أو منصب إداري في الفريق الأول، إلا أنه رفض العرض وآثر البقاء بدون عمل، حتى تم استدعاؤه من قبل الاتحاد الإفريقي ليتولى منصب المدير التنفيذي لبطولة أمم إفريقيا التي احتضنتها مصر، في مفاجأة صعقت الجميع وقتها. 
 
دارت الاستفهامات كلها حول أحقية فضل بهذا المنصب، ومؤهلاته التي تسمح له بإنجاح تلك المهمة، ولأن البطولة كانت على أرضنا وكانت الجماهير مشغولة بشكل أكبر بمستقبل منتخب مصر فيها، ممنية النفس بحصدها، لم يتوقفوا كثيراً عند هذا الاختيار الغريب، وبدأت البطولة وأبلت الشركة الراعية بلاء حسنا في التنظيم، حتى انتزعت إشادات العالم كله في حفل الافتتاح والختام، ولأن «الحظ لما يآتي.. يخلي الأعمى ساعاتي»، نسب الفضل كله لفضل، وهو في حقيقة الأمر كان بعيداً كل البعد عن أي أمور تتعلق بتنظيم البطولة، وكان يكتفي بدور المشرف الذي يتجول بين العاملين ويده خلف ظهره، وقبل الرحيل يومء برأسه، متبعاً ذلك بكلمة واحدة: «برافو».
 
فضل، لم يكن حريصاً على شيء خلال تلك البطولة سوى أنه يأخذ رثيد الإنجاز كه لنفسه، وكأنه هو من أقام هذا العمل، وهو حده القادر على إقعاده، ولأنه ابن الملاعب، نجح في تلك المهمة، فكان يتسلل قبل بداية البطولة إلى أرضية الملعب، مجرياً لفة بطيئة حول التراك، ليحصل على تشجيع الجماهير، الغائبة عنها كواليس التنظيم. 
 
ولأن «اللي ميعرفش يقول عدس»، انعكست ردة فعل الجماهير مع فضل في كل مباراة، على مواقع التواصل الاجتماعي، فما إن انتهت مباراة لمصر، حتى تجد إشادات لا حد لها بمستوى التنظيم، وكيف أن فضل قام بذلك كله وحده؟، وبعد أن خرجت مصر من البطولة، واستحق الفريق بمدربه ولاعبيه واتحاد الكرة لعنات الجماهير، خرج فضل منها كالشعر من العجين، وراح رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يبكون وجود «فضل» وسط هذه الجماعة الفاسدة، رغم أنه في حقيقة الأمر جزء منها، بل أن هذه المجموعة هي من أتت به في هذا المنصب، ولولاها لظل مراسلاً يتنقل من أسوان للحوامدية لتغطية مباريات الدورى المصري الممتاز، ودورى المظاليم.
 
في حقيقة الأمر أن «فضل» أفسد البطولة كما أفسد اتحاد الكرة واجيري منتخب مصر، ولولا وجود رجال يعرفون قيمة مصر، وتربوا على إنكار الذات في أي عمل يقومون به، لظهرنا بفضيحة في هذه البطولة. 
 
وبعد انتهاء البطولة واستقالة اتحاد الكرة، واتجاه الفيفا لتعيين لجنة مؤقتة تدير اتحاد الكرة لحين إجراء الانتخابات، فوجئنا بوجود فضل خامس خمسة في هذه اللجنة، وكأن الرجل أصبح مقرراً رسمياً علينا، ولأن المناخ كان رافضاً الوجوه القديمة، ومنتظراً رحيلها بأي شكل وأي ثمن، لم يتوقف كثيرون أيضاً أمام أي اسم من أسماء اللجنة. 
 
لم يمر الشهر على تعيين اللجنة، حتى فوجئ الجميع بقرارات منسوبة لمحمد فضل، أقل ما يقال عنها أنها تستهدف تدمير الكرة، والعودة بها إلى الوراء، وكان أول تلك القرارات يتعلق بالملاعب التي تستضيف مباريات الدورى الممتاز فى الموسم الجديد، فتعمد إبعاد الملاعب الأكثر جاهزية من كافة الجوانب لاستضافة مباريات الدورى الممتاز، مما يهدد حلم عودة الجماهير إلى الملاعب، فضلاً عن أنه يعد إهداراً للمال العام، فالملاعب التي استضافت مباريات كأس الأمم الأفريقية تم تجهيزها بأفضل صورة وكبدت خزينة الدولة الملايين لتظهر بتلك الصورة المشرفة التى نالت إشادة العالم أجمع، من حيث التنظيم فى الدخول والخروج والأرضية التى نالت رضا جميع المنتخبات التى شاركت فى البطولة.
 
تجاهل فضل استاد السويس الجديد ولم يضمه لقائمة الاستادات التى تستضيف مباريات الدورى الممتاز، أخذاً في الاعتبار أن استاد السويس الجديد نال إشادة جميع منتخبات المجموعة الخامسة ببطولة أمم أفريقيا التى أقيمت مبارياتها عليه وهى تونس ومالى وأنجولا وموريتانيا، سواء أرضية الملعب أو دخول وخروج الجماهير، وكان  وجود منتخب تونس فى المجموعة جعل هناك إقبالا جماهيريا كبيرا على حضور المباريات بالإضافة إلى سهولة دخول الجماهير الذى قامت به شركة تذكرتى.
 
وعلى الجانب الآخر، تم اختيار استاد الجيش بالسويس، الأقل بكثير من استاد السويس الجديد، لأن استاد الجيش غير مجهز لاستقبال الجماهير بالصورة الأفضل، وأيضا فى النواحي الأمنية لا يساعد الأمن فى تنظيم هذه المباريات والغريب أنه تمسك بقراره من باب العند لأنه يحارب بالفعل عودة الجماهير لأن اختيار استاد الجيش أمر بات يهدد الحلم بعودة الجماهير.
 
الأمر الأكثر خطورة هو رفض فضل إقامة مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك المقرر لها الجمعة المقبل، باستاد القاهرة أو السلام بحضور جماهيرى كبير وهما جاهزان لهذا الحدث، واستقبال الجماهير من القطبين، وقرر نقلها لبرج العرب، محدداً عدد معين للحضور. 
 
سأل «فضل» كثيراً عن أسباب هذه القرارات، ولكنه حتى هذه اللحظة لم يفصح عن أي منها، وما كان منه إلا أنه سرب لبعض الصفحات الموالية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليعلق خيبته على شماعة الأمن، الذي نجح منذ أيام في تأمين بطولة كبيرة كبطولة الأمم الإفريقية. 
 
قرارات فضل، أو كما يقولون «الطفل المعجزة» وضعت اتحاد الكرة في موقف لا يحسد عليه، كما أنها تشوه صورة بلد بأكملها، حصلت على إشادات لا حصر لها باستضافتها كأس الأمم الإفريقية، وتنظيمها على أفضل شكل ممكن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق