«الزراعة» تفتح النار على مراكز بيع وتداول الأدوية واللقاحات البيطرية

الخميس، 19 سبتمبر 2019 12:30 م
«الزراعة» تفتح النار على مراكز بيع وتداول الأدوية واللقاحات البيطرية
تجارة الأدوية البيطرية تحتاج إلى رقابة
كتب ــ محمد أبو النور

تبذل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، مُمثّلة فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومركز البحوث الزراعية، بمعاهد بحوثه البيطرية والصحة الحيوانية، جهوداً مضُنية ومتواصلة، من أجل حماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وكذلك حماية صحة وغذاء المواطنين، من خلال الحملات المُكبّرة، التى تشنّها من وقتٍ لآخر، على مراكز بيع وتداول الأدوية البيطرية بكافة المحافظات، للكشف عن أي مخالفات، تتعلق بتسجيل الأدوية البيطرية، أو تداول أدوية محظورة، أو تم إنتاجها بطريقة مخالفة للمواصفات القياسية المصرية، وتنطلق هذه الحملات باستمرار، بمساعدة ودعم من مديريات الطب البيطرى والزراعة فى المحافظات، ودعم مديريات الأمن.

الثروة الحيوانية فى مصر
 

دراسة علمية لرصد آثار الأدوية البيطرية

وإذا كانت الأدوية والعلاجات البيطرية، والأمصال واللقاحات، تخضع لهذه الرقابة والتفتيش طوال الوقت، من جانب الجهات صاحبة الاختصاص، فإن هناك ــ بالطبع ــ جزء من هذه الأدوية يشوبها سوء التصنيع وعدم المطابقة للمواصفات، أو مانسميه تجاوزاً بأدوية مصانع "بئر السِلّم"، والتى كان قد رصدها منذ أكثر من عام تقريباً، الدكتور عبد الله سلام، وهو طبيب بيطرى، بإحدى شركات الأدوية البيطرية، وقد أجرى دراسة حول تأثير الأدوية البيطرية على الإنسان، من خلال العيّنات التى تمت الدراسة عليها، وقد أظهرت الدراسة، وجود متبقيات للمضادات الحيوية، فى عينات الألبان بنسب 56% للأوكسى تتراسيكلين، و64% لأموكسيسيلين "حمض كلافولاينك" و80% لأنروفلوكساسين، مع العلم أن الأنروفلوكساسين ممنوع استخدامه فى مصر كدواء بيطرى، وهو ما يؤثر سلباً على صحة الإنسان بعد تناوله ألباناً أو بيضاً، أو لحوماً تحتوى على بقايا تلك المضادات الحيوية، كما رصدت الدراسة، أن تناول تلك المنتجات، التى تحمل هذه المضادات، تؤدى إلى عدم استجابة الإنسان للمضادات الحيوية، التى يستخدمها فى علاجه لأى مرض أُصيب به، وهو ما يضطره إلى مضاعفة الجرعة، إضافة إلى تأثيرات سلبية أخرى كثيرة، قد يُصاب بها الإنسان نتيجة تناول تلك المنتجات.

حماية الثروة الحيوانية
حماية الثروة الحيوانية

 

سوق الدواء البيطرى فى مصر

وطبقًا للأرقام والإحصائيات الصادرة عن نقابة البيطريين، فإن هناك أكثر من 1000 شركة تعمل بالدواء البيطرى، وحوالى 21 ألف طبيب بيطرى يعمل بالدعاية والتداول، وهو ما يُلقى بالمسئولية الكبرى، على وزارة الزراعة، وخاصة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فى متابعة هذا العدد الهائل من الأطباء البيطريين، والشركات العاملة فى هذا المجال، وفى تعليقه على هذا الوضع الخطير، قال الدكتور يوسف العبد، رئيس لجنة الدواء بنقابة البيطريين، ومقرر لجنة الشركات والأدوية، فى تصريحات صحفية له، إن حجم سوق الدواء البيطرى، يُقدّر باستثمارات تفوق الـ40 مليار جنيه، وهناك 10 آلاف مركز بيع وتداول للأدوية البيطرية، غير أنها لا تتبع لجهة واحدة رقابياً، بل لجهات متعددة، فتتبع الأمصال واللقاحات هيئة الخدمات البيطرية، بينما إضافات الأعلاف والفيتامينات ومنشطات النمو فتتبع وزرة الزراعة بإدارة الإنتاج الحيوانى، فى حين أن المضادات الحيوية تتبع إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، وتابع العبد، أنه يتم استيراد حوالى 80% من الاحتياجات المحلية من الأمصال واللقاحات، وحوالى 50% من الإضافات، و40% من المضادات الحيوية كمُنتج نهائى، ولفت الدكتور يوسف العبد إلى أن الخامات الدوائية لا زالت تواجه عقبات ومشاكل كبيرة جداً، حيث تستورد مصر أكثر من 99% منها، وخصوصاً من دول شرق آسيا.

مزارع الدواجن
مزارع الدواجن

 

ويؤكد الدكتور يوسف العبد، أن الأزمة التى تواجه الأدوية البيطرية، تتمثل فى ارتفاع الأسعار، ونُدرة الأصناف، وهو ما أدى إلى تفاقم ظاهرة غش الأدوية البيطرية، لترتفع من 20% إلى 50%، وتصل إلى مجالات اللقاحات، وأشار العبد إلى أن ضَعف الأدوية المغشوشة قد أدى إلى توطن الأمراض وتحورها، لتصبح أكثر شراسة، وأكد العبد أن المضادات الحيوية والبكتيرية، ومضادات الالتهابات والحساسية، والأمصال واللقاحات، وإضافات الأعلاف كالفيتامينات والإنزيمات ومنشطات النمو، كلها مستحضرات أصبحت عرضة للغش، مشدداً على أن تناول الماشية أو الدجاج أو الأسماك للأدوية المغشوشة، يؤثر بالسلب على الإنسان وصحته، وربما قد يؤدى إلى انتقال المرض إليه، كما أن هناك أمراضاً تنتقل من الماشية للإنسان عبر الألبان، ومنها "البروسيلا والحمى القلاعية".

أدوية ولقاحات وأمصال بيطرية
أدوية ولقاحات وأمصال بيطرية

 

حملات على مراكز بيع الأدوية البيطرية

من جهته، كلّف وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أمس الأربعاء، مديريات الطب البيطري بالمحافظات، بشن حملة مكبرة على مراكز بيع وتداول الأدوية البيطرية بمختلف المحافظات، للكشف عن أي مخالفات تتعلق بتسجيل الأدوية البيطرية، أو تداول أدوية محظورة أو تم إنتاجها بطريقة مخالفة للمواصفات القياسية المصرية، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية نحو إغلاقها أو تقنين أوضاعها وفقًا للاشتراطات التي تحددها الجهات المختصة، حيث قامت مديريات الطب البيطري بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية، بشن حمله مكبرة في 4 محافظات وهي (كفر الشيخ، الشرقية، الإسماعيلية، الدقهلية)، حيث قامت الحملة بالمرور والتفتيش على 39 مركزاً لبيع وتداول الأدوية واللقاحات في المحافظات، وتم رصد 29 مراكزاً مخالفاً ما بين العمل بدون ترخيص ووجود أدوية منتهية الصلاحية ووجود أدوية محظورة أو مجهولة المصدر وتم تحرير المحاضر اللازمة بالمخالفات.

أدوية بيطرية
 

ومن جهته، أكد الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن الهيئة اعتمدت عدة إجراءات تنفيذية رقابية، على الأدوية واللقاحات والمستحضرات البيطرية، للتأكد من اللقاحات المُنتجة، سواء من القطاع العام أو الخاص، ومعايرة اللقاحات المُنتجة، وتتبع أماكن توزيعها وتخزينها، ومراجعة سلسلة التبريد للقاحات، لضمان وصولها إلى المربين بحالة جيدة، والقيام بتقييم اللقاحات وكفاءتها في الحقل، سنوياً بناء على نتائج المتابعة والرقابة، خاصة في المحافظات التي تشتهر بالإنتاج الحيواني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق