من دفاتر محكمة الأسرة.. مهن كتبت على أصحابها الخراب

الأحد، 29 سبتمبر 2019 12:00 م
من دفاتر محكمة الأسرة.. مهن كتبت على أصحابها الخراب
محكمة الأسرة

عندما يكون زوجك أو زوجتك زميلك فى العمل، يمكن أن يكون ذلك سببا فى تسهيل سير الأمور المهنية والأسرية بالنسبة لبعض الأزواج، وذلك لما تتطلبه الزمالة بين الزوجين فى العمل، من استمرار الاحترام المتبادل بينهما، وعدم إبداء أى تصرفات غير لائقة، وإظهار الخلافات الزوجية أمام زملاء العمل‏،‏ على الجانب الآخر قد يؤدى إلى تتفاقم الخلافات وزيادة المشاحنات‏، لتتزايد الدعاوى أمام محاكم الأسرة بـ«أكتوبر -القاهرة الجديدة-مدينة نصر-مصر الجديدة-زنانيري-إمبابة».

تعددت المهن والطلاق واحد
وفقا لشكوى 1200 مطلق ومطلقة من زملاء العمل، فقد أكدوا تعرضهم للعنف من الطرف الآخر والابتزاز لدرجة تسببت للفصل من العمل أو الانتقال لمكان أخر والتعرض للجزاءات، وشكلت نسبة 30% بالمصالح الحكومية، أما موظفى القطاع الخاص فبلغت نسبتهم 45%، كما وصلت نسبة العاملين بوظائف غير مستقره لـ 25٪.

وبلغت نسبة حالات المطلقات والمطلقين الذين لم تتجاوز عدد سنوات زواجهم العامين بحسب ما أظهرته الحالات الماثلة أمام محاكم الأسرة نسبة 20%، فيما بلغت نسبة من لم تتجاوز سنوات زواجها العام الواحد لـ 16%، وجاء فى مقدمة أسباب وقوع الطلاق الخلاف المادي، إضافة إلى ضغوط العمل وتأثيرهما على الحياة الزوجية، وانعدام الدفء العاطفى بين الزوجين. 

وترصد «صوت الأمة»، قصص مثلت أمام محاكم الأسرة بـ«أكتوبر-زنانيري-القاهرة الجديدة-مدينة نصر» لأزواج دمرت حياتهم بسبب عمل الزوجين فى المكان نفسه.

عقاب للزوجة بسبب أجازة سنوية
«سوسن.سالم»،  أقيمت ضدها دعوى نشوز أمام محكمة الأسرة بالمعادى حملت رقم 3789 لسنة2019، من قبل زوجها بسبب أخذها أجازة بدون مرتب لمدة سنة من عملها بأحدى الشركات، بعد أن أصابها التعب من كثرة الضرب والإهانة فى نهاية كل شهر إذا أخذت من راتبها مليم واحد وهنا ما كان على الزوج إلا أن قرر أن ينتقم منها ويكمل مسلسل العنف والابتزاز ضدها ويأخذ طفلتيها ويحرمها من رؤيتهم حتى تعود لرشدها وتنفق عليه كعادتها.

وأكدت الزوجة فى ردها على دعوى زوجها: «زوجى كل أزمته فى الحياة أننى أتقاضى راتب ضعف راتبه، كان يتهمنى اتهامات غير أخلاقية، ويطعن فى شرفي، ويدعى أننى لا أستحق الأموال التى أخذها وإنما اتقاضها بسبب ما أملكه من مقومات جسدية».

عاهة مستديمة
أما «نهلة.خ.أ»، الزوجة البالغة من العمر 29 عام، فتحملت عنف زوجها وجشعه وحبه للأموال وتفضيلها على كل شيء لدرجة جمعه بينها وأخرى، ليضمن لنفسه أكبر قدر من الأموال وعندما ملت الزوجة بعد 5 سنوات من هذه الحياة البشعة، كان رد زوجها التعدى عليها وضربها بآلة حادة وإصابتها بعاهة مستديمة بجسدها، لتضطر لتحرير بلاغ ضده، وتلجأ لإقامة دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بزنانيرى.

وتكمل الزوجة: «كنت أعلم قبل الزواج أنه تزوجنى لأننى موظفة سأعينه على الحياة، الأمر الذى تقبلته بسبب ضغط أهلى، ولكن بعد الزواج عانيت بعد فقدى لإحساس الأمان برفقته، وعيشى حياة مادية، حتى وصل به الأمر لأن يحرمنى من حقى الشرعى بالعلاقة الحميمة، إذا ما تم خصم جزء من راتبى بسبب تقصيرى فى العمل، فكنت خادمة بالمنزل، وأجبر بعد العودة من عملى على البحث عن عمل إضافى لكى أكسب رضاه وأتجنب التعرض للضرب والإهانة على يديه».

زوج: تسببت بفصلى من العمل عليه بتهم كيدية 
وقف سامي.ع.ف، أمام محكمة الأسرة بإمبابة، يشكو بدعوى نشوز، ليطالب إثبات خروج زوجته عن طاعته، ليدعى تسببها بفصله من عمله بعد ادعائها عليه بتهم كيدية بالاتفاق مع زميله بالعمل، وذلك حتى تستطيع أن تلتحق بوظيفة خارج مصر، ليؤكد: «سافرت دون علمي، وطالبتنى بالأشراف على رعاية طفليها، وتعهدت بزيارتهم بالأجازات».

وأضاف الزوج  البالغ من العمر 35 عام فى الدعوى التى حملت رقم3456 لسنة 2019: تزوجتها منذ 8 سنوات، بعد أن وقعت فى حبها فكانت زميلتى بالعمل، ولكنها بعد الزواج تغيرت وأصبحت تعاملنى  بندية، وتحرمنى من حقوقى الشرعية عقابا لى إذا اعترضت على طلباتها.

وأكمل: عندما جاءتها فرصة العمل بالخارج، انقلبت حياتنا رأسا على عقب، وبررت موافقتها على السفر بحجة إننى لا أستطيع تحمل الأعباء المالية للأسرة بمفردي، وواجهت رفضى بغضب خوفاً على تأثير ذلك على مسيرتها المهنية، وقررت السفر دون أخذ رأى فى الحسبان.

وأضاف الزوج: زوجتى غير مسئولة وأنانية، وتسببت فى تدمير الحالة النفسية لأطفالى، بعد أن اختفت فجاة، وأصبحت لا تسأل علينا، وتطور الأمر لطلبها الطلاق، واللجوء لتدبير مكيده بالإتفاق مع صديقى بالعمل، لتتسبب فى فصلي، لتجبرنى على الجلوس بالمنزل، لرعاية الصغار، وذلك لتضمان موافقتى على سفرها.

زوج: خلعتنى بسبب معاتبتها على خروجها دون إذنى
يسري.س.ال، الزوج البالغ من العمر 43 عام، لم يستمر زواجه سوى عام ونصف، لتنتهى قصة حبه وزميلته بالعمل، التى ارتبط بها بحثا عن الاستقرار، ليتكبد من أجلها تكاليف تأسيس البيت بعد أن صارحته بأن أهلها لن يتمكنوا من تجهيزها لضيق حالهم، ليصطدم بشخصيتها بعد الزواج.

ويروى الزوج تفاصيل زيجته البائسة: «زوجتى قدمت طلب تسوية للحصول على الخلع وهى تعيش برفقتى تحت سقف منزل واحد، عقابا لى على معاتبتها على خروجها دون إذنى، وعندما شكوتها لأهلها لم تستحى أن تمد يدها».

ويكمل: «لم أبخل عليها يوميا ولم أرد لها طلبا، فلم أتخيل أن أقف بعد قصة الحب التى جمعتنا فى ساحات المحاكم، بعد أن عشت عام ونصف معها فى جحيم، بسبب تطاولها علي، وصدها لى كلما حاولت الاقتراب منها ، وساءت حالتى النفسية، وساهمت فى هدم حياتى، ودفعتنى إلى الاهمال فى عملى وأصاب بالإحباط، والتعرض للجزاءات، بسبب وجود زوجتى فى المؤسسة نفسها التى أعمل فيها، مما سبب لى الكثير من المشاكل والخلافات الزوجية التى تصل حدوها حتى خارج ساعات العمل».

عدم إظهار الخلافات الزوجية امام زملاء العمل
ويعلق سعيد الضبع المختص بالشأن الأسري، بقوله إن كثيرا من الدعاوى التى تحال لمحكمة الأسرة للبت بها يكون سببها عمل الزوجين بنفس المكان، ورفض طرفى العلاقة عزل علاقتهم الأسرية عن العمل، مما يسبب إرهاق ومسئوليات أكثر بحكم وجود الزوجة مع الزوج فى المهنة نفسها، ليقيد ويحد من حريتهما فى التعامل مع الآخرين، ومن إبداء الرأى والتصرف بتلقائية.

ويضيف: على الزوجين أن يتعلما عدم إظهار الخلافات الزوجية امام زملاء العمل، لان ذلك قد يؤدى إلى تدخل بعض الزملاء بدافع الفضول، فتتفاقم الخلافات وتزداد المشاحنات.

ويتابع: «يفضل حال عمل الزوجين بذات المهنة ترك مساحة للطرف الآخر، كما يتوجب على الزوج منح الزوجة فرصة لحل مشاكلها بفردها دون التدخل، كما أن على شريكى الحياة أن لا يقارنوا أنفسهم عندما يعملان معا، وإذا كان أحد الزوجـين رئيسا للطرف الآخر، فيجب تجنب عدم التميز أو مجــاملته على حســاب الموظفين الآخرين، أو استغلال منصبه أو علاقته كوسيلة لفرض السيطرة عليه أو التحكم بها».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق