على خلفية حرب الشائعات والتضليل

«عبور» تانى بعد «بارليف».. المصريون يسحقون الإخوان فى معركة تغييب الوعى

السبت، 05 أكتوبر 2019 07:00 م
«عبور» تانى بعد «بارليف».. المصريون يسحقون الإخوان فى معركة تغييب الوعى
خط بارليف
محمود على

الشعب بكل أطيافه حقق نصرا كبيرا ولقن المتآمرين درسا قاسيا

ما أشبه الليلة بالبارحة، بين حرب أكتوبر73 التى مرت عليها 46 عاما، وما شهدته الدولة فى الأيام القليلة الماضية من حرب أخرى كان التضليل الإعلامى والتشويه أبرز أسلحتها.. تتشابه الأحداث وتتكرر المشاهد إلى حد كبير، نجح الجيش المصرى فى تحقيق انتصار على إسرائيل شهد له العالم قبل نحو نصف قرن بكل الأسلحة النوعية.
واليوم أعاد الشعب المصرى بكل أطيافه جو الانتصار مرة أخرى عندما انتصر على حرب الشائعات ولقن جماعة الإخوان وروافدها الإعلامية وما يدعمها من دول معادية كقطر وتركيا درسا قاسيا ونجح فى مواجهة معركة تزييف الوعى والتضليل الإعلامى، الذى ظن محركه أنه سيشعل الفوضى مرة أخرى فى مصر ويحدث شرخا فى مؤسساتها.
بدأت لعبة الإخوان الفوضوية التى تكرر فشلها فى السنوات الماضية بعد السقوط المدوى لهم فى 2013، بتحريك الجماعة الإرهابية للمقاول الهارب محمد على ومحاولة الترويج على أنه شخصية لا تنتمى إلى الفكر ذاته، مقدمين له كل أساليب الدعم الإعلامى والسياسى والمادي، معتمدين على فيديوهاته المليئة بالشائعات عن الدولة المصرية وقياداتها، لإحداث بلبلة وفوضى فى الشارع المصري، فى حين أثبت وعى الشعب وأسلحة مصر الإعلامية ومواجهة الأمن لكل المخططات الخبيثة، وأن الدولة أصبحت قادرة على مواجهة مثل هذه المؤامرات التى تحاك ضد الدولة من الخارج.
عبور 73 
وثقت حرب أكتوبر 73 والانتصار الكبير الذى حققه الجيش المصرى على ما عرف وقتها بـ “الجيش الذى لا يقهر” جيش الاحتلال الإسرائيلي، تاريخ تلاحم الشعب والجيش ضد أى هجوم على مصر، بوقوف الشعب مع القوات المسلحة، وتقديم كل أسرة شبابها من أجل تحرير الأرض من المحتل، وتلقينه درسا فى الوطنية، فيما أثبتت الحرب قدرة الجيش المصرى على تحطيم كل العراقيل التى وضعتها إسرائيل لإفشال أى تحرك مصري، محققا الجيش إنجازات ملموسة فى اليوم الأول للمعركة، وبعد يوم واحد من ساعة الصفر التى أطلقها الرئيس الراحل محمد أنور السادات لخوض المعركة، عبر نحو ألفي ضابط و30 ألف جندى من خمس فرق مشاة قناة السويس بنجاح محطمين بعدها بأيام حصون “خط بارليف”، متوغلين فى أول أيام المعركة 20 كم شرقا داخل سيناء.
ورغم محاولة جيش الإحتلال الإسرائيلى إحداث ثغرات فى القاعدة الدفاعية المصرية لمحاولة تقدمه مرة أخرى فى المناطق المسيطر عليها الجيش المصري، فشل فى تحقيق أى مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتى الإسماعيلية أو السويس أو محاولة رد القوات المصرية للضفة الغربية مرة أخرى. 
عبور معركة تزييف الوعي
مهما طال الزمن، أثبتت المواقف أن هذا التلاحم الذى ظهر فى 73 بين الشعب ومؤسسات الدولة كافة، العسكرية كانت أو التنفيذية والتشريعية، لن ينفك أبدا تكررت المعركة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ونجحت الإرادة المصرية فى تفويت الفرصة على المغرضين الذين استهدفوا إسقاط مصر فى الفوضى، ليتكرر المشهد ذاته فى الأونة الأخيرة ولكن بصور وأشكال مختلفة، معركة جديدة قادتها كتائب الإخوان الإلكترونية، لتزييف الواقع وتحوير المشهد، بل ووصل الأمر إلى الفبركة، واستخدام فيديوهات وصور  قديمة من أحداث سابقة فى الحرب الإعلامية القذرة ضد مصر، فى محاولة لإقناع الرأى العام الداخلى والخارجى بوجود أزمات تحيط بالدولة المصرية، وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع.
ونجحت الإدارة المصرية فى استغلال أدواتها الإعلامية، فى تحقيق انتصار على جماعة الإخوان الإرهابية، فبالإضافة إلى ما حققته مؤتمرات الشباب التى يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسى من إنجازات ملموسة استهدفت إثراء وزيادة الوعى العام للمصريين بكل ما يدور فى البلاد، كان الإعلام الوطنى الحكومى والخاص له دور كبير فى التصدى لهذه المؤامرة، كاشفا الكثير من خيوط التحركات الإخوانية التى تزامنت مع نشر فيديوهات محمد على لإثارة الفوضى مرة أخرى فى البلاد، فضلا عن ذلك قدم معلومات موثقة للشعب المصرى، كشفت حقيقة هذه القنوات الممولة من الخارج، ومعاييرها غير المهنية  لخدمة التنظيم الإرهابى، وتدمير الدولة المصرية، ليصبح بهذا الدور الإعلام المصرى جنديا لا يمكن تغافله فى أى معركة، وحائط صد لأكاذيب القنوات الإرهابية، برفعه القناع عن الوجه الحقيقى للإعلام الإخوانى والقنوات التركية، وما يروجونه من أكاذيب عن الدولة المصرية.
فى هذه المعركة التى استمرت لأسبوعين، والتى أدارها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية من تركيا وظنت أنها ستنجح هذه المرة فى إحداث خلل فى النظام السياسى الذى يحكم مصر، لا يمكن تجاهل الشفافية التى اعتمدتها الدولة فى التعامل مع الوضع الإعلامي، محافظة على حرية تداول المعلومات للتصدى لحملة التشكيك والتشوية التى مارستها الجماعة ضد الدولة، متصدية للمحتوى التضليلى التى بثته قنوات الإخوان وقطر وتركيا فى نفس التوقيت والإستعانة بفيديوهات تعود لأحداث قديمة، لتدفع الدولة الإعلام دفعة قوية لتحقيق انتصارا ليس هينا على الأبواق الإخوانية الهاربة التى تتصدر المشهد الداعى للفوضى من تركيا.
أكتوبر بعيون إسرائيلية وسبتمبر بنظرة إخوانية 
الخلاصة أن عبور خط بارليف الذى وصفه الإعلام العبرى بالمنيع والذى تهاوى تحت أقدام الجنود المصريين، وأظهر فيه الجيش المصرى قدرة فائقة على تخطى كل العقبات، تكرر بشكل آخر خلال الأيام الماضية حيث نجحت مصر باستخدام السلاح “وسائل الاتصال الحديثة” ذاته الذى تستخدمه الجماعة الإرهابية فى تضليل الشعوب العربية، ولكن بطرق قانونية معتمدة على تداول المعلومات والشفافية، عن طريق كل التقنيات الحديثة لإثراء المجتمع بحقيقة ما يدور فى الدولة، موجهة صفعة قوية لكتائب الجماعة الإلكترونية التى تستخدم بكافة الأشكال غير القانونية وسائل التواصل كقوة مهمة وأساسية فى الفترة الأخيرة لتغييب الوعى وترهيب المجتمعات العربية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق