استانبول ليست المعركة.. خالد صلاح يفضح المؤامرة التركية لإذلال العرب عبر سوريا

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 12:45 م
استانبول ليست المعركة.. خالد صلاح يفضح المؤامرة التركية لإذلال العرب عبر سوريا
الكاتب الصحفي خالد صلاح- أرشيفية
صابر عزت

(6 أكتوبر 2019)، احتفلت الدول العربية بالذكرى (46)، لانتصار مصر وسوريا، في معركة العزة والكرامة، على إسرائيل، إلا أن مشهد الاحتفال كان محفوفا بمؤامرة خطيرة، تهدف لإذلال العرب، خاصة وأن الاحتفال هذا العام شهد محاولات تركية بالتوغل في سوريا الجريحة، تحت زعم محاربة الإرهاب- إلا أن الفعل هو تطهير دمشق من الأكراد.
 
ربما في اليوم التالي للاحتفال بدأت تعود للأذهان أحداث كثيرة، تجسد حجم المؤامرات على المنطقة، خاصة بعد تعدي رجب طيب أردوغان، الصارخ على سوريا الجريحة، المشهد الذي أعاد لنا مشهد مخلد في ذاكرة العرب أجمع، والذي كان في صبيحة عيد الأضحى (2003)، حين تم التضحية بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
 
الأداة تلك المرة كانت رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، والمهدى المنتظر لجماعة الأخوان الإرهابية، حامل لواء إعادة عصر الخلفاء الراشدين، ديكتاتور تركيا، الذي انتفض لدحر كافة معارضيه، وإقصائهم من الحياة السياسية، بل ومطاردتهم في كافة الربوع، حتى يصبح صاحب الصوت الأوحد في تركيا.
 
عبر منصته بموقع التواصل الاجتماعي، خرج الكاتب الصحفي خالد صلاح، كاشفا جزء كبيرا من المكيدة التي تحاك بالمنطقة العربية، قائلا: «تركيا تقصف الأراضي السورية في نفس توقيت ذكرى انتصارات أكتوبر (المصرية السورية) على إسرائيل، إنها التوقيتات ذات المعني الإذلالية للأمة العربية، لعلنا نفهم اليوم كيف يستخدمون العملاء في الداخل وقنوات المخابرات في (استانبول) لتفتيت الشعوب وإضعاف الجيوش ثم الانقضاض على الأرض نهبا وسلبا».
 
خالد صلاح
 
رسالة خالد صلاح كانت واضح لا تقبل الشك، خاصة أنها رسالة مكررة، شهدتها المنطقة مرارا وتكرارا، إلا أن الأموال التي طمست عيون أولئك المنحرفون، ممن جعلوا الأموال إلها يتحكم في تصرفاتهم، جعلتهم يتركون المضمون محاولين تصيد الأخطاء، متسائلين، كيف لكاتب كبير أن يخطئ في كتابة عاصمة تركيا (استانبول) منوهين إلى أن الصحيح هو (اسطنبول).
 
معركة تكاد تكون محسومة في بدايته، وهي محض محاولة للتفرع والخروج من الحقيقة الواقعة، كما أنها ليست خطأ.. إنما الخطأ كان لدى متلقى التغريدة، لأنهم لم ينظروا جيدا في المعجم، ولا صفحات الإنترنت، وهو ما دفع الكاتب الصحفي خالد صلاح ليعاود الرد على تلك المهاترات (بنسخ صفحة ويكيبيديا)، والتي تؤكد أن الكتابتين صحيحتين لا يقبلان الشك.
 
خالد صلاح 1
 
خالد صلاح لم يتنحى عن معركة اعتقد أنها سبيله، وأنه الغاية التي يجب أن يدركها المصريين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، واستكمل معركته في «تويتة»، جديدة قال فيها: «كدة خلصت الرد على التفاهة والخرفان والبغال.. نركز بقى مع اللي بيحصل في سوريا».
 
وتابع «صلاح»: «العدوان التركي الوقح يؤكد أن إعلام المخابرات التركية يستهدف تفتيت الشعوب وضرب الجيوش ثم الانقضاض على الأرض عسكريا.. عرفتوا يا أنجاس العالم انتوا بتشتغلوا إيه ولصالح مين.. يا أنجاس.. يا أنجاس».
 
خالد صلاح 2
 
كانت أنقرة، هددت بالتوغل فيه من سوريا، حيث قال نائب الرئيس التركي إن بلاده لن ترضخ للتهديدات. وأضاف فؤاد أوقطاي إن تركيا عازمة على محاربة المقاتلين الأكراد السوريين عبر حدودها مع سوريا، وإنشاء منطقة تسمح لأنقرة بإعادة توطين اللاجئين السوريين فيها.
 
واسترسل المسؤول التركي قائلا: «عندما يتعلق الأمر بأمن تركيا، فإننا نحدد مسارنا، وحدودنا لأنفسنا»، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس. وتأتي تصريحات أوقطاي بعد يوم من إعلان ترامب أن قوات بلاده ستغادر شمال سوريا لتمهد لهجوم تركي متوقع على الأكراد السوريين، حلفاء واشنطن منذ فترة طويلة في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
 
جدير بالذكر أن رقعة الاحتلال التركي لمدن الشمال السوري اتسعت على نحو غير مسبوق منذ عام (2016)، بعد إطلاق أنقرة لعملية درع الفرات في أغسطس من العام نفسه، حيث دفعت أنقرة بدباباتها للأراضي السورية لأول مرة.
 
المطاعم التركية في الأراضي العربية ليست وليدة اليوم وإنما تمتد لسنوات طويلة، حيث يقوم النظام الحاكم في تركيا بين فترة وأخرى بنشر معلومات مغلوطة ووثائق مزورة تزعم أحقيته في بسط سيطرته على (15) قرية سورية في مدينة إدلب المتاخمة للحدود التركية، كما يتذرع في الوقت نفسه بوجود مقابر تعود لقادة عثمانيين في مناطق أخرى شمالي سوريا، لبسط نفوذها عليها.
 
مساعي الهيمنة التركية على الأراضي العربية لا تعتمد على القوة العسكرية وحدها، حيث يعاونها في الوصول لهذه المهمة غير الشريفة مجموعة ممن باعوا وطنهم بالرخيص، وارتضوا بالمال الحرام مقابل العمالة في جهاز المخابرات التركية، والمهمة يعرفها القاصي والداني وهى نشر الشائعات والأكاذيب عبر مجموعة من القنوات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تبث من قبل اسطنبول.
 
الدور القذر الذي تلعبه قنوات الجماعات الإرهابية ليس سوى تمهيد الأرض لجيش الاحتلال التركي، كي يعيث في الأراضي العربية قتلا وتدميرا وإفسادا، وما تشهده سوريا الآن ليس ببعيد عن أي من الدول العربية والتي تتزايد أطماع أردوغان التوسعية فيها يوما بعد الآخر. 
 
يدرك أردوغان الديكتاتور العثماني جيدا أنه لا يمكن له احتلال قطعة أرض عربية واحدة دون إضعاف الشعوب، ولذلك فإنه يسعى جاهدا عبر عملاء الداخل للقيام بهذه المهمة غير الشريفة، كما يستخدم في الوقت نفسه قنوات مخابراته والتي تديرها وتطل على شاشاتها أبواق جماعة الإخوان الإرهابية من أجل إضعاف الجيوش وهى المؤامرة التي يحاول منذ سنوات القيام بها مع مصر والتي تتكسر أمامها كل أحلامه التوسعية في ظل وعي شعبها وقوة جيشها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق