لبنان على صفيح ساخن.. أسباب التظاهرات وآليات الخروج من الأزمة

الجمعة، 18 أكتوبر 2019 07:25 م
لبنان على صفيح ساخن.. أسباب التظاهرات وآليات الخروج من الأزمة
مظاهرات لبنان
كتب مايكل فارس

يعيش لبنان على صفيح ساخن على مدار يومين متتالين، لتتأجج المظاهرات في كل البقاع للمطالبة برحيل الحكومة، التي واجهت صعوبة في حل الأزمة من بدايتها وألغت اجتماعا الجمعة كان مقررا لبحث مطالب المتظاهرين.

بدأت الأزمة حين قررت الحكومة اللبنانية، فرض رسوم على مكالمات تطبيقات الهواتف الذكية،  الأمر الذى أشعل شرارة الاحتجاجات، الخميس، في بيروت، لتنتقل لاحقا بشكل سريع إلى مدن أخرى، وعلى الرغم من تراجع الحكومة عن قرارها ليلة الجمعة، إلا أن الاحتجاجات لم تتوقف وتصاعدت مطالب المحتجين إلى رحيل الحكومة، إذ هتفوا الشعب يريد إسقاط النظام.

وامتدت المظاهرات في عدة مدن لبنانية، وأغلق محتجون في أنحاء لبنان الطرق مستخدمين إطارات مشتعلة، ونظموا مسيرة في العاصمة بيروت في ثاني يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، الأمر الذى حدى بالشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع على بعض المحتجين، بينما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين خلال الليل، وأغلق المحتجون الطرق في الشمال والجنوب والعاصمة، الجمعة، بينما أغلقت المدارس والشركات أبوابها، وهتف المحتجون بالقرب من مقر الحكومة في بيروت "الشعب يريد إسقاط النظام"، وكُتب على إحدى اللافتات "نطالب بوقف رواتب جميع أعضاء البرلمان ورئيس الوزراء والوزراء، يسقط اللصوص".

بدوره دعا سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية الحكومة، إلى الاستقالة مع استمرار الاحتجاجات في أنحاء البلاد، متهما النخبة السياسية بالمسؤولية عن الأزمة الاقتصادية، حيث أن هذه الرسوم  الجديدة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وخرج وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، الجمعة، ليصرح بإن على الحكومة عدم فرض أي ضرائب جديدة، وأن تعمل على وقف الفساد وتنفيذ إصلاحات طال تأجيلها، محذرا من أن الاحتجاجات الحاشدة قد تؤدي إلى فتنة، مؤكدا أن المظاهرات التي يشهدها لبنان هي نتيجة تراكم أخطاء، وهي تصب لمصلحة مطالب الشعب، ولصالح لبنان، في حال تم تدارك الموقف.

 

وعلى لبنان تقديم حل جذري للموازنة والإصلاحات، بحسب "باسيل" الذى طالب باستمرار العمل الرسمي رغم التظاهرات، من أجل التوصل للحلول للبلاد، مشيرا إلى أن هناك إمكانية للإنقاذ في أيام معدودة، من دون وعود فارغة، مضيفا، علينا الاجتماع والعمل رغم وجود الناس في الشارع، إلا أنه رد أيضا على مطالب المتظاهرين المطالبة بإقالة الحكومة قائلا، أي بديل للحكومة الحالية سيكون أسوأ بكثير.

 

الأزمة اللبنانية ألقت بظلالها على دول  الجوار، وفي خضم هذه التطورات، طلبت عدة سفارات مثل سفارات أمريكا وفرنسا والكويت ومصر، من مواطنيها الابتعاد عن مناطق الاحتجاجات ، وقالت سفارة الكويت في لبنان من مواطنيها الراغبين في السفر إلى لبنان الانتظار بسبب الاحتجاجات والاضطرابات التي يشهدها حاليا، حيث قالت السفارة في تغريدة على حسابها في تويتر: "تدعو سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية المواطنين الراغبين للسفر إلى لبنان بالتريث، وذلك نظرا لما تشهده الساحة اللبنانية من مظاهرات واضطرابات، كما أن السفارة المصرية بالعاصمة اللبنانية بيروت دعت مواطنيها إلى تجنب أماكن الاحتجاجات، وتوخي الحذر أثناء تنقلاتهم، والالتزام بما يصدر عن السلطات اللبنانية من تعليمات في هذا الشأن حفاظا على سلامتهم".

 

ومع تصاعد الأزمة، منح رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، الجمعة، النخب السياسية الحاكمة في البلاد، مهلة تمتد لـ72 ساعة للاتفاق على مخرج للأزمة الاقتصادية، وقال الحريري، إن لبنان يمر بظرف عصيب ليس له سابقة في تاريخه، وذلك في ظل موجة توتر تندلع في أنحاء متفرقة من البلاد، بفعل تراكم الغضب، بسبب معدل التضخم، واقتراحات فرض ضريبة جديدة، وارتفاع تكلفة المعيشة.

 

وفى محاولة للخروج من الأزمة، قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى فى خطابه للشعب اللبنانى، "أنا مع كل تحرك سلمي للتعبير عن مطالب المحتجين، ومسؤوليتنا أن نجد حلولا لمشاكل اللبنانيين، وعلينا إنماء الاقتصاد وخلق فرص عمل"، مضيفا، إن الإصلاحات لا تعني أن نقوم بفرض الضرائب، والحل الحقيقي يتلخص بزيادة مدخول الاقتصاد اللبناني"، مؤكدا: منذ 3 سنوات أحاول أن أجد حلولا لمشاكل لبنان، وأشعر بألم اللبنانيين وأؤيد حقهم بالتعبير.

 

وشكا سعد الحريرىن من وضع العراقيل أمام عملية الإصلاح والعمل الحكومي، قائلا: تم وضع عراقيل أمام جميع الجهود التي طرحتها للإصلاح، متابعا: الغضب ردة فعل طبيعى إزاء الأداء السياسي في لبنان  وتعطيل الدولة، ولقد خفضنا النفقات وسعينا لزيادة الدخل لكننا كنا دوما نصطدم بجهة معرقلة ، مضيفا، أن كثيرين يريدون تحويل سعد الحريري إلى كبش محرقة، موضحا أن الناس أمهلتنا كثيرا وانتظرت منا عملية إصلاح وفرص عمل، متابعا، أحاول منذ 4 سنوات البحث عن حلول لكن الاستهداف السياسي لم يتوقف، والانتظار لم يعد خيارا ومن يملك الحل للأزمة أن يتقدم.

 

وتحدى سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، من يملك الحل أن يتسلم وفق انتقال سلس وهادئ للسلطة، قائلا: أتحدى من يملك الحل أن يتسلم وفق انتقال سلس وهادئ، مؤكدا أن مستوى السلوك السياسي في لبنان هو السبب الرئيسي في تعطيل إصلاحات البلاد، مضيفا، سأمنح القوى السياسية مهلة 72 ساعة للعودة إلى بحلول.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق