«الالتهاب السحائي».. شائعة إخوانية سنوية موعدها في أكتوبر

السبت، 19 أكتوبر 2019 06:00 م
«الالتهاب السحائي».. شائعة إخوانية سنوية موعدها في أكتوبر

 
«قنوات كاذبة»، هذا هو الوصف الوحيد الذى يليق بقنوات جماعة الإخوان الإرهابية التى تبث من تركيا وبريطانيا، فكل يوم تخرج بمزيد من الأكاذيب دون أن تتعلم من اليوم الذى سبقه، ولم تقتصر أكاذيبهم ولا شائعاتهم على السياسة أو الاقتصاد، بل وصلت إلى صحة المصريين، وآخرها ما حاولوا إثارته الأسبوع الماضى بنشر شائعة، فحواها وقوع وفيات بين تلاميذ المدارس بسبب مرض الالتهاب السحائى، رغم أن وزارة الصحة والسكان، خرجت فى بيان رسمى وتأكيدات متكررة على لسان العديد من مسئوليها ليؤكدوا أن ما أثير من شائعات حول إصابة أشخاص بالالتهاب السحائى كاذبة.
 
دت الوزارة، عدم رصد أى حالات مصابة بالالتهاب السحائى بين تلاميذ المدارس، خاصة محافظة الإسكندرية (موضوع الشائعة)، وما يتم تداوله بشأن وجود تفشيات وبائية بالمرض عار عن الصحة، موضحة أنه لا توجد إصابات بأمراض معدية وبائية بالمدارس، ومصر ليست من دول الحزام الأفريقى لمرض الالتهاب السحائى الوبائى، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى أن تطعيم الالتهاب السحائى متوافر بوزارة الصحة بالمجان، وأن مصر قضت على مرض الالتهاب السحائى الوبائى عن طريق الجهود الوقائية.
 
 لكن الإعلام الإخوانى يأبى إلا أن يكون كاذبا، فقد خصص جزءا كبيرا من تغطيته الأسبوع الماضى للجرى خلف سراب اسمه «انتشار الالتهاب السحائى فى المدارس»، وقلبت هذه القنوات الكاذبة الحقائق، للإيحاء بأنهم يقولون الصدق، وبالتوازى مع ذلك انتشرت «بوستات» على وسائل التواصل الاجتماعى من الكتائب الإلكترونية الإخوانية لمساندة هذه الكذبة السخيفة، مثلما فعلوا مع واقعة وفاة طالبة، بمدرسة صقر الخاصة بالإسكندرية، وهى «كارما مصطفى عبد العزيز» عن عمر ست سنوات، وترويج أنها توفيت بعد إصابتها بالالتهاب السحائى، رغم صدور تقارير وأيضا تصريحات من أهلها أن الوفاة كانت لأسباب أخرى لا علاقة لها بما تروج له قنوات الإخوان.
 
من جانبه أكد الدكتور علاء عيد، مستشار وزيرة الصحة والسكان للشئون الوقائية المتوطنة، أن حالة وفاة الطفلة «كارما» بالمستشفى الجامعى بالشاطبى بعد أن تم احتجازها الإثنين الماضى، كانت نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية أدى إلى توقف القلب والرئيتين، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة جاءت النتائج سلبية للالتهاب السحائى، مؤكدا عدم وجود إصابات بأمراض معدية وبائية بالمدارس، وأن وزارة الصحة والسكان كانت قد أعلنت أن مصر ليست من دول الحزام الأفريقى لمرض الالتهاب السحائى الوبائى حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
 
وأكد يوسف الديب، وكيل مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، أن الدراسة تسير بشكل طبيعى، ولا يوجد ما يعرقل العملية التعليمية، موضحا أن الكثير من الشائعات تم ترويجها خلال الساعات الماضية حول حالات بعينها، والتى ثبت أنها غير صحيحة، منها حالة الطالب ياسين مصطفى محمد، المقيد بمدرسة على جاد الرسمية لغات بالمنتزه، والذى تأكد أصابته بنوبة برد عادية، وذلك بعد موافاتنا بتقرير من العيادات الخارجية بالمستشفى الجامعى أنه ليس مصابا بالالتهاب السحائى.
 
وفى محاولة عملية للرد على «الأبواق الإخوانية الكاذبة» قام يوسف الديب وكيل مديرية التربية والتعليم والمهندس أحمد كمال رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين بزيارة الطالبة تولاى إيهاب محمد عوض، الأربعاء الماضى، بأحد المستشفيات الخاصة بالمحافظة، وأكد بيان صادر من مديرية التعليم بالإسكندرية، أن نتيجة الفحص الإكلينيكى والمعملى جاءت سلبية حيث تعانى الطالبة من التهاب دماغى غير معد نتيجة إصابتها بفيروس معوى لا علاقة له بالالتهاب السحائى.
 
كما نشرت مديرية الصحة بالإسكندرية على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، التقارير الطبية الخاصة بحالتى اشتبه فى إصابتهما بمرض التهاب سحائى بين تلاميذ المدارس بالإسكندرية، وأكدت مديرية الصحة أن نتيجة تحاليل العينات للحالتين للميكروبات المسببة للالتهاب السحائى جاءت «سلبية».
 
وكشف قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، أن مصر ليست من دول الحزام الإفريقى لمرض الالتهاب السحائى الوبائى حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بمعنى أنه ليس مرضا وبائيا، إنما ما يتم رصدة سنويا حالات فردية، بمعنى أن المرض غير متوطن بمصر ولا داعى للخوف أو القلق، وقال قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، إن مصر قضت على مرض الالتهاب السحائى الوبائى عن طريق الجهود الوقائية المبذولة بالوزارة، حيث تم تطعيم تلاميذ المدارس فى السنوات الدراسية (أولى حضانة، أولى ابتدائى، أولى إعدادى، أولى ثانوى)، بالإضافة إلى تطعيم المسافرين إلى الدول المتوطن بها المرض والمسافرين للحج والعمرة والفئات المستهدفة وذلك لمنع انتشار المرض فى مصر.
 
الغريب فى هذه الحملة الإخوانية ونشر شائعة الالتهاب السحائى أنها ليست وليدة اليوم، ففى كل عام- وفى التوقيت ذاته- يكرر الإخوان بغباء منقطع النظير تكرار الشائعة، فعلوا ذلك العام الماضى فى أكتوبر 2018 أيضا، حينما سربوا فى البداية شائعة- عبر صفحاتهم على «فيس بوك»، بهدف زعزعة الاستقرار ونشر الأكاذيب والأخبار المفبركة- استهدفت وزارتى «التربية والتعليم»، و«الصحة والسكان»، الشائعة الجديدة كان مفادها تفشى وباء الالتهاب السحائى بمدارس مديرية التربية والتعليم بالغربية، بهدف انصراف الطلاب وأولياء الأمور عن الدراسة قبل موعد الامتحانات، وإحداث اضطراب فى سير عمل وزارة التربية والتعليم، واتهام وزارة الصحة بالتقصير فى أداء أعمالها الوقائية والتصدى للأوبئة والأمراض، وبالفعل بدأت الشائعة تنتشر كالنار فى الهشيم، ولاقت تداولا ملحوظا عبر صفحات السوشيال ميديا.
 
وفى الوقت ذاته بدأت بعض المواقع الإلكترونية تداول ونشر تلك المعلومات المغلوطة معتمدين على صفحات «فيسبوك»، ماتسبب فى حدوث حالة من الذعر بين أبناء المحافظة، وأولياء أمور طلاب المدارس بمحافظة الغربية، إلى أن خرجت الحكومة ممثلة فى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وإحدى أهم وسائل الدولة لمواجهة انتشار الشائعات من خلال التواصل مع المؤسسات والوزارات ذات الصلة بها وبيان حقيقتها لنشرها بحيادية وشفافية تامة للمواطنين، تلك الشائعة، وتواصل مع وزارة الصحة والسكان والتى أكدت من خلال تواصلها مع مديرية الصحة بالغربية على مراجعة مدارس المحافظة والتأكد من خلوها تماما من أى أوبئة أو أمراض موسمية.  
 
ونفت وزارة الصحة والسكان، فى حينها تلك الشائعات تماما، مؤكدة على عدم تفشى وباء الالتهاب السحائى بين طلبة المدارس بمحافظة الغربية، وأن المحافظة خالية من هذا الوباء والوضع الصحى آمن بها تماما، وأن كل ما يُثار فى هذا الشأن مجرد شائعات تستهدف إثارة القلق والذعر بين المواطنين.
 
وأوضحت الوزارة أنه تم رصد حالة واحدة غير مثيرة للقلق فى مدرسة خاصة بمدينة طنطا، وقد ثبت بالتحليل المعملى أنها ليست من النوع الوبائى، كما تم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية من حيث عزل الحالة لحين الشفاء التام، علما بأن الحالة فى تحسن مستمر، وتابعت الوزارة، أنه تم إعطاء تلاميذ الفصل المخالطين لهذه الحالة العلاج الوقائى فور اكتشافها، بالإضافة إلى متابعة الموقف الوبائى للمرض على مستوى المحافظة على مدار الساعة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق