محمد الصغير.. شيخ صغير

الإثنين، 21 أكتوبر 2019 04:12 م
محمد الصغير.. شيخ صغير
محمد الصغير

 
رغم أنه لم يكن عضوا في تنظيم الإخوان الإرهابي، إلا أن المصالح المتبادلة دفعته إلى السير في ركب دراويش الجماعة أملا في الحصول على جزء- ولو صغير- من كعكة حكم مصر، وهو ما تكلل بالأخير بتعيينه مستشارا لوزير الأوقاف، ‏‏‏ووكيلا للجنة الدينية بمجلس الشعب (سابقا)، وعضوا في مجلس الشورى، لكن جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013، لتحطم كل آماله وطموحاته، قبل أن يهرب إلى خارج البلاد، حيث السلطان العثماني.
 
يتمتع محمد الصغير، وهو أحد أعضاء الجماعة الإسلامية التي تلطخت أيديها بدماء المصريين، بقدرة عجيبة على تطويع كل الآيات القرآنية (الكريمة) لخدمة أهدافه، حتى أنه أفتى بوجوب قطع صلة الرحم بأي مؤيد لثورة 30 يونيو، ليس هذا وحسب- أو ليت هذا وحسب- بل دعا إلى تطليق الزوجة من زوجها إذا كان مؤيدا للجيش والشرطة، في مشهد عبثي يشير إلى حاجته ومن على شاكلته إلى الذهاب فورا إلى طبيب نفسي.
 
ينتمي «الصغير»، الذي تخرج في جامعة الأزهر، إلى مدرسة الفكر السلفي المتشدد القائم على تكفير كل المجتمع وكل المخالفين، والداعي أيضا إلى حمل سلاح في وجه هذا المجتمع، خاصة مؤسساته الأمنية، لذا لم يكن غريبا أن يدعو من أسماهم بـ «شباب الجماعات الإسلامية» بكل أريحية وتبجح، إلى مهاجمة ومحاربة القوات المسلحة، والانضمام إلى تنظيم بيت المقدس الإرهابي في سيناء.
 
حين أفتى «الصغير»، الذي حصل على الدكتوراه من كلية الدعوة جامعة الأزهر، بجواز حرق كمائن الشرطة، استشهد بالآية الكريمة: «ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم»، ليكشف دون مواربة عن وجهه القبيح الدموي الحقيقي، بعدما ظل لسنوات طويلة يختبئ خلف شهادته الأزهرية، لكن شاءت الأقدار أن يفضح على الملأ، وأن يظهر معدنه الرخيص، إذ تحول بين عشية وضحاها إلى سمسار يتقاضى الأموال حين تراق دماء الأبرياء.
 
في الذكرى الـ 46 لحرب أكتوبر، خرج «الصغير»، عن خطة تنظيم الإخوان في الوقت الراهن، وراح يوجه التحية عبر «تويتر» إلى عبود الزمر، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، والمشارك في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وكتب يقول: «تحية من القلب إلى عبود الزمر في ذكرى السادس من أكتوبر». لكن، ارتدت التدوينة في صدره إذ هاجمت قيادات الجماعة الإخوانية الهاربة ما قاله الصغير.
 
واعتبرت قيادات تنظيم الإخوان الهاربة، أن ما قاله «الصغير» سيأتي بنتيجة عكسية، إذ يثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن جماعة «الإخوان» ليست أقل إرهابا أو دموية أو عنفا من أعضاء «الجماعة الإسلامية»، في وقت يستثمر فيه قيادات التنظيم الهاربة كل أموال الإخوان في الخارج، لغسل سمعتهم وتاريخهم الملطخ بالدماء، والتبرؤ علانية من كل العمليات الإرهابية.
 
ومن أراضي الخليفة العثماني المزعوم، يطل الصغير عبر قنوات الإخوان تارة، وعبر تويتر تارة أخرى، ليثير الفتن ويحرض على العنف والدماء، وليبشر بعصر الحرية القادم من حانات وبارات أنقرة. عصر الحرية في قتل كل المخالفين والمعارضين وتقطيع أوصالهم وأرجلهم من خلاف، ليثبت الصغير إنه «شيخ صغير».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق