"BBC" وصناعة بطل الرواية

الجمعة، 25 أكتوبر 2019 10:49 م
"BBC" وصناعة بطل الرواية
شيريهان المنيري

الاعتراف سيد الأدلة.. دائمًا ما نبحث عن الحقيقة التي تقف وراء القيام بأي جريمة أو خطأ يُلحق الضرر سواء بفرد أو مجتمع، وهو الأمر المُتعارف عليه لدى الجميع والقائمين على التحقيقات ومن ثم العدالة.

فلا تقتصر الجريمة على القتل والسرقة أو النهب وما إلى ذلك من أفعال مُشينة؛ فهي تتمثل أيضًا في حالات التشهير بآخرين وإطلاق الشائعات والزيف ومحاولات الإضرار بالشعوب من خلال قناع أصبح في عالمنا الحديث متمثلًا في وسائل الإعلام الجديدة وما نتج عنها من آليات مختلفة تُساهم في سرعة الانتشار وتأليب الرأي العام لأهداف خاصة بمُحركيها وداعميها.
 
الشبكة الإعلامية البريطانية BBC ظهرت خلال السنوات الماضية متخلية عن مهنيتها في عدة تغطيات فيما يخُص الشأن المصري، ما ترتب عليه الردّ عليها بالطرق المشروعة أكثر من مرة ومن خلال الهيئة العامة للاستعلامات والمنوطة بهذا الأمر، ولكن يبدو أن الشبكة البريطانية تُصر على تغيير صورتها النمطية التي طالما كانت بالنسبة للدارسين في مجال الإعلام مدرسة يحلمون بالتعلم منها؛ إلى الأسوأ فالأسوأ.
 
ويبدو أن الـ BBC اتخذت من النهج الاخواني دربًا تسير عليه، فهي تهتم بعرض كل ما هو ضد الإدارة المصرية وسياساتها بالأخص منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية في عام 2013، من خلال صناعة الأحداث عبر تقارير واستضافة معارضين ووجهات نظر ناقدة للنظام المصري دون إتاحة الفرصة لوجهات نظر أخرى. ولعل الحوار الذي أدارته الإعلامية رشا قنديل مع المقاول الهارب محمد علي الأربعاء جاء مُبرهنًا على سياسة الشبكة البريطانية تجاه مصر ونظامها.
 
عبارة ركزت عليها "قنديل" سواء خلال حوارها أ ومقالها الذي نشرته على موقع BBC ربما تكشف المستور في الأمر؛ وهي "البطل الشعبي"، والذي تلته في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر بالإعلان والتهليل بأن حوارها مع الهارب المصري سينتقل إلى باقي المنصات باللغة الإنجليزية.
 
المهتمون بعلم الأدب والكتابة الروائية من المؤكد أنهم يعلموا ماهية مصطلح " protagonist" والذي يعني بطل الرواية، أي المحور الرئيسي في العمل الأدبي أو الروائي والذي يُحيط به مجموعة من الشخصيات تتأثر بطبيعة الحال بظروفه والتي أيضًا يُمكن أن تؤثر بها، كما تُقرر تلك الشخصية الرئيسية العلاقات التي تربطها بباقي الشخصيات الموجودة في العمل الأدبي أو الروائي؛ بعضهم يقوم بدور صغير وآخرين بدور بارز يُساند البطل الرئيسي في إستكمال مسيرة الأحداث بالرواية. 
 
ومن خلال الحوار والمقال السابق ذكرهما إلى جانب اختيار "قنديل" للتذكير بالرواية الشعبية "علي الزئبق"؛ سريعًا ما يبادر الأذهان أنها متطابقة مع محاولة لاختلاق بطل رواية مُتمثلًا في محمد علي؛ يُسانده في إتقان دوره عدد من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية ممن تواصلون معه مُعلنين تأييدهم له ومساندته عبر السوشيال ميديا وتدشين صفحة خاصة به ينشُر من خلالها فيديوهاته التي حاول منها إثارة الرأي العام المصري، وهذا بحسب ما ذكره بنفسه عبر حواره مع "قنديل".
 
أيضًا أحد فقرات مقال رشا قنديل يشير إلى إيجادة العاملين بـ  BBC لمهارات العلاقات العامة وكيفية الترويج حين تناولت أهمية The persona والتعريف بالمصطلح الإعلامي والتسويقي، لافتة إلى أن محمد علي تتوفر به كل الصفات اللازمة من خلال هيئته ونبرة صوته والتي لها القدرة بحسب تعبيرها على عكس صورة المصري ابن البلد.
 
وبالفعل بدأت الشبكة البريطانية من خلال منصاتها باللغة الإنجليزية الخميس أي اليوم التالي لإذاعة الحوار، في تناول مضمون حوار "قنديل" مع الهارب المصري للترويج له وإتاحة الفرصة لمزيد من المنصات الأجنبية لتناقله، ويأتي كل ذلك على الرغم من فشل دعوات "علي" في الأساس خلال سبتمبر الماضي في زعزعة أمن واستقرار الشعب المصري والذي تصدى له ومزاعمه بوعي واضح.
 
ولكن يبدو أن الإذاعة البريطانية وأخواتها يُصرون على صناعة بطلًا وهميًا من خلال خطوات تدريجية تهدف إلى اللعب على مشاعر البسطاء من خلال تصدير مزاعم وأكاذيب تسعى لتشويه النظام المصري؛ يُروج لها هارب من العدالة بعد تخليه عن والدته وسرقة أموالها وأسرة أخيه المتوفي!!
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق