داعش يعود إلى معاقله بدعم «نبع السلام» التركية

الأحد، 27 أكتوبر 2019 09:00 ص
داعش يعود إلى معاقله بدعم «نبع السلام» التركية
داعش

 
عمليات عسكريه مستمرة  تشنها جيوش دول ، مابين مداهمه وتطهير وتعقب لعناصر تنظيم داعش الإرهابى فى معاقله الأم، فى سوريا والعراق تحديدا، ومناطق متفرقة بالشرق الأوسط، نجحت تلك العمليات التى استمرت على مدار سنوات إلى حد كبير، فى تطهير بؤر ومناطق بأكملها من التنظيم الإرهابى، وكان النجاح الأبرز، فى شمال سوريا (الرقة) وشمال العراق (الموصل)، وتواصلت تلك العمليات حتى العام الجارى، لكن هجرة الدواعش بدأت منذ 2017، مع تحرير البؤر الأم وتآكل التنظيم، حتى لم يعد له معقلا رئيسيا يمثل دولته المزعومة، الأمر الذى دفع بعناصره للهجرة بحثا عن موطن جديد، أو العودة لبلادهم. 
 
مسارات التحرك
 
مسارات عدة تحرك فيها عناصر داعش الإرهابى، جميعها متزامنة، بين الهجرة نحو وسط آسيا وتحديدا الفلبين، وبين العودة لدول أوروبية مرة أخرى، كذلك الانتقال نحو غرب أفريقيا، غير أن هناك مجموعات ألقت قوات الجيشين العراقى والسورى وقوات سوريا الديمقراطية، القبض عليها وإيداعها السجون، ورغم تعدد تلك المسارات يبقى مصير عناصر داعش تساؤلا مطروحا على الساحة السياسية والأمنية، فى ظل تفاقم الأوضاع فى الشمال السورى، حيث هناك آلاف الدواعش داخل السجون الكردية، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية. 
 
العدوان الذى بدأته تركيا على الشمال السورى فى 11 أكتوبر الجارى، عزز من المخاوف لدى الدول الأعضاء فى التحالف الدولى لمكافحة داعش، من عودة التنظيم مرة أخرى، الأمر أكدته تقارير دولية وأمنية، منها تحذيرات مركز الشئون الاستراتيجية والدولية الأمريكى، حيث حذر صراحة من عودة تنظيم «داعش» الإرهابى إلى الساحة مجددا فى ظل الهجوم العسكرى التركى على الشمال السورى.
 
نبع السلام التركى تمهد لعودة داعش
 
مجلة فورين أفيرز، نقلت عن المركز البحثى قوله: التغيرات التى أحدثتها عملية نبع السلام التركية تمهد لعودة التنظيم الإرهابى، وذلك باعتبار أن داعش يتمتع بمرونة تجعله قادرا على انتهاز الفرصة لإعادة تنظيم صفوفه مرة أخرى فى معاقله، ويعزز ذلك الاتجاه، انشغال القوات الكردية فى معاركها مع العدوان التركى، وانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، بعدما كانت ضامنا للوضع الأمنى هناك، وهو ما أكدته تصريحات لوزير الدفاع الروسى، الاثنين الماضى. 
 
سيرجى شويجو، وزير الدفاع الروسى، قال فى منتدى شيانجشان للأمن فى بكين، إن العمليات التركية تسببت فى بقاء 12 سجنا للمقاتلين الأجانب دون حراسة، نتيجة العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا، والذى من شأنه أن يتسبب بحدوث هجرة عكسية للإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية.
 
الهدف التركى من وراء العدوان على الشمال السورى كان واضحا، فالأول هو ضرب الأكراد ومنعهم من إقامة كيان مستقل على الحدود التركية، والثانى إطلاق عناصر داعش، لأن تركيا تستند عليهم، فى تنفيذ مخططاتها الإجرامية حول منطقة الفرات.
 
خبراء شئون حركات الإسلام السياسى، قالوا إن العمليات فتح الباب حول عودة داعش مرة أخرى وبث الروح فى أوصاله من جديد، فالتنظيم الإرهابى يلملم أوراقه لإطلاق سراح سجنائه فى المنطقة الكردية، واستئناف الغزو التركى مرة أخرى- فى ظل توقفه الحذر- سيساعد فى ذلك. 
 
المؤشرات تؤكد أن ما يهم التنظيم الآن، إعادة « ترصيص» صفوفه للإعلان عن التأسيس الجديد، وبالتالى من المحتمل خلال الوقت الحالى إطلاق مفارز أمنية بكثرة لتحرير السجناء، وفق خبراء. 
 
التنظيم قد يعتمد على العلاقة القديمة بينه وبين تركيا، فأنقرة هى التى سمحت بمرور 40 ألف داعشى إلى سوريا، وادعت أنها لا تستطيع إغلاق حدودها، رغم طلب المجتمع الدولى، لكنها فعلت ذلك فور سيطرة الميليشيات الكردية على المنطقة.
 
على جانب آخر، يزداد الحديث عن الهجرة العكسية للتنظيم الإرهابى، إلى مناطق أكثر أمانا خارج سوريا والعراق، ورغم أن التنظيم مازال يتمتع بقدرة على شن هجمات وإن كانت محدودة وعلى نطاق ضيق فى سوريا ضمن مناطق تواجده فى دير الزور وجيب هجين وسوسه، فإن حالة من التوتر تسود أوساطه خوفا من المجهول، لكن العملية التركية أعادت له الأمل.
 
العودة إلى العراق 
قد يلجأ الدواعش للعودة مرة أخرى للعراق، اعتمادا على الخلايا النائمة هناك، والتى ستمهد الطريق للمقاتلين الفارين من سوريا، ويعزز ذلك ما أعلنت عنه القوات العراقية خلال الأيام الماضية، عن ضبط عشرات الدواعش حاولوا الدخول للعراق من المنطقة الحدودية. 
 
تقول دراسات بحثية، إن وضع التنظيم فى العراق يختلف عما هو عليه فى سوريا، فالتنظيم فى أغلب مناطق العراق قد انتهى عسكريا، ولكن المشكلة تتعلق فى خلاياه النائمة التى تنشط من أماكن اختبائها فى عدد من مدن وصحراء العراق من خلال استخدام أساليب الكر والفر فى الهجمات.
 
بدأت الهجرة العكسية، بعد تحرير الموصل خلال شهر يوليو عام 2017 وكذلك الرقة السورية من أيدى التنظيم، حيث بدأ عناصر داعش خاصة الأجنبية منها بالمغادرة مع عوائلهم إما إلى بلدانهم الأصلية التى قدموا منها أو إلى أماكن أخرى لوضع موطئ قدم لهم فى تلك البلدان، فهناك موجات هروب جماعية، تقول تقارير إنها فى اتجاه ليبيا ونيجيريا والصومال وسيناء وأفغانستان واليمن، وهى من الولايات الرئيسية التى سبق للتنظيم أن أسس فيها حجر أساس لقواعده.
 
الوضع فى ليبيا
تقول مراكز رصد ليبية، إن داعش يحاول العودة إلى ليبيا لمتابعة أعماله الإجراميّة والإرهابية، التى تستهدف مواقع مهمّة واستراتيجية، وذلك تحقيقا لأجندة التّنظيم، وتحسبا لأى طارئ، ورفعت ليبيا درجة الطوارئ القصوى بغية رصد أى تحركات مشبوهة لعناصر تنظيم داعش فى محيط البلاد وعلى الحدود، ولا سيما أن الدواعش يحاولون استغلال موجات الهجرة غير الشرعية لدخول البلاد وإعادة بسط سيطرتهم على المناطق التى طُردوا منها.
 
التنظيم يظهر فى الجنوب الليبى، ويؤكد ذلك الغارات الجوية المتتالية على جحور الإهاب فى الجنوب الليبى، آخرها فى أواخر سبتمبر الماضى، حيث شنتها مقاتلات قوات أفريكوم – قوات أفريقية لمكافحة الإرهاب فى غرب إفريقيا- أدت إلى مقتل 36 عنصرا إرهابيا مقسمة على ثلاث طلعات جوية، بهدف القضاء على قادة داعش وإحباط أى نشاط إرهابى قد يمس.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق