اللعب على تريند الكبار.. هل تحول نجيب محفوظ إلى عقدة أحمد مراد؟

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 02:30 م
اللعب على تريند الكبار.. هل تحول نجيب محفوظ إلى عقدة أحمد مراد؟
طلال رسلان

دائما ما يثير الكاتب أحمد مراد الجدل بآرائه، بعيدا عن رواياته التي تتحول إلى أفلام سينمائية وتظل مسار أحاديث الساحة الأدبية والفنية لفترة كبيرة، فغالبا لا يترك مراد ندوة إلا ويأتي فيها على سيرة نجيب محفوظ صاحب نوبل بالنقد أحيانا والرفض أحيانا كثيرة.
 
في ندوة عن علاقة السينما بالأدب ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب قال مراد إن الكاتب يجب أن يراعي فى كتابته للرواية التطور العصري حتى يتناسب مع التقدم من حيث سرعة الأحداث، فهناك روايات للأديب نجيب محفوظ بها إيقاع بطيئ ففي الروايات نظل لنص الروايه حتى ننتقل إلى حدث جديد، وهذا لا يتناسب مع الإيقاع الحديث الآن..فهناك روايات لنجيب محفوظ لا تناسب إيقاع العصر الآن..!.
 
بعد طرح مراد لرأيه الذي أطلق فيه سهامه تجاه نجيب محفوظ، انقلبت الندوة، وثار غضب الحضور، واعتبروا نجيب محفوظ هو أبو الأدباء وأن رواياته التى تحولت إلى عمل سينمائي هى من بين أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية. وأن الواقعية في الأدب والسينما ارتبطت كثيرا بأعمال الأديب نجيب محفوظ.
 
انفجر البعض بأحاديث عن نجيب محفوظ الذي نقل السينما من مرحلة "الحدوتة" المسلية إلى القصة المحكمة ذات الدلالات الاجتماعية والسياسية، مثلما حدث في "اللص والكلاب" و"ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل"، وإلى مجال الأفكار الإنسانية والفلسفية الكبرى كما في "الطريق" و"الشحاذ" و"قلب الليل"، ولعب  دورا رائدا في إثراء السينما المصرية عندما عمل منذ أوائل الخمسينات كاتبا للسيناريو، سواء من خلال السيناريوهات التي كتبها للسينما مباشرة، أو قام بإعدادها عن رواياته، أو قام غيره من كتاب السيناريو بإعدادها عن أعماله الأدبية.
 
وأشار آخرون إلى أن المجال الآن ليس مناسبا للحديث عن أسطورة الأدب العربي نجيب محفوظ خشية وضعه في جانب المقارنة مع الكاتب المهاجم.

ومن هنا ذهب بعض الكتاب إلى أن مراد في تكرار هجومه على نجيب محفوظ إنما يريد الدفع إلى فتح طريق للمقارنة بين أعمال صاحب نوبل وأعماله، لكن يبدو هذا مستحيلا لدى الوسط المصري والعربي، فحتى مراد نفسه يغالط في هجومه على نجيب محفوظ، عندما قال في تصريحات سابقة إن الراحل نجيب محفوظ هو والد الرواية المصرية وفي مكانة لا يصل إليها أحد، وأن أمنيته الكبرى كانت كتابة رواية مثل الحرافيش.

أما عن إيقاع الرواية الذي تحدث عنه مراد بأنه لا يناسب العصر، فكيف إذا وقعت رواية 1919 (التي تحاكي التاريخ)، وهذا ليس عيبا، في يد جيل تربى على كتابات نجيب محفوظ التاريخية، أو يوسف السباعي ويوسف إدريس ويحيى حقي وإحسان عبدالقدوس، بالطبع سيظل سؤالا يضرب في رأسه ماذا يفعل أحمد مراد عندما قرر كتابة رواية تدور أحداثها في العقد الثاني من القرن العشرين، في عوالم مثل بيوت الدعارة ومعسكرات الإنجليز وفتوات الحارة وسرايات الباشوات، متجاهلًا أطنان من الروايات التي تناولت هذه الأماكن، بنفس الأحداث ونفس الشخصيات، مع الفارق أن الكاتب هو شخص مثل نجيب محفوظ.
 
ربما يكلف الهجوم على نجيب محفوظ على طريقة أحمد مراد، فصل الختام لأي أديب مهما كان ثقله، فماذا عن كاتب صحيح رواياته خلفت شهرة وصدى في الوسط العربي، لكن في رأي كثيرين أغلبها أصابه الوهن وضياع الحبكة والتلصص على أفكار سابقة أو تعريبها، بغض النظر عن أن الجماعة الثقافية في مصر تعتبر أن كاتب الرويات المفهومة زيادة عن اللازم، ويمكن فهم أفكارها دون عناء؛ هو من نوعية الذين يدونون أدباً سهلاً رخيصاً، يستهدف قراء سطحيين ويبتز مشاعرهم، ويعلي رسالة الأكثر مبيعاً، ويحرق النظر لمضمون ما يكتب أو رسالته.
 
لكن يبدو أن آفة اللعب على تريند الكبار أصبحت تؤتي ثمارها مع أغلب المشاهير على الساحة الآن، لن تأخذ وقتا كبيرا للوصول إلى الهدف المنشود مع وضع اسمك إلى جوار قامة أدبية، أو ربما الاعتماد في التصريحات على جهل الجيل بكتابات نجيب محفوظ، أو حتى الجهل بكتاباتك نفسها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة